المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

الغرب وسوريا.. دموع التماسيح!

صورة
ترجمة: حسن شعيب   ألم يعد من الأصلح أن نُوقف دموع التماسح حيال ما يحدث في سوريا, إن كان هناك أمر أكثر إثارة للغثيان من منشآت التعذيب التي أقامها الأسد, فهو الغضب والرعب المصطنع الذي قوبل فيه اكتشافها, فكما كانت أمام العالم في العام الماضي فرصة لبعث إشارة إلى نظام الأسد, كان أمامه في الواقع كذلك فرصة لإرسال إشارة إلى نفسه.  لقد أتيحت هذه الفرصة بمواجهة الحكومة السورية باستخدامها الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها وموت الأطفال خنقا حتى الموت في أسرتهم, وكان ينبغي علينا فرصة لاتخاذ موقف معين, صحيح أنها لم تكن فرصة لإيقاف المجزرة بين عشية وضحاها أو إسقاط الأسد ونظامه, لكن على الأقل إرسال رسالة مفادها "نحن نراك".  على الرغم من أن طواحين العدالة تتحرك ببطئ, إلا أنها تطحن متجاوزة الصغار, لكننا اخترنا أن لا نبعث بأي إشارة , أو أن نؤشر على وجود علامة ما, وعوضا عن ذلك اعتقدنا أنه من الأفضل إذا دفنا رؤوسنا وهربنا إلى الماضي. بالطبع, الأمر لم يكن كذلك تماما. كان لدينا نقاش أولا.  وكان نقاشا دقيقا جدا, خلال الجدل, طرحت عدد من الحجج والأسئلة المعقدة من قبل أولئك الذين

الصين.. صاحبة الاقتصاد الأول قريبا!

صورة
ترجمة: حسن شعيب قريباً لن تكون أمريكا صاحبة الاقتصاد الأول في العالم، ربما يتساءل البعض, كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ لكن النهاية قريبة في جميع الأحوال، فحسب إحصاءات بين "منظمة توفر أفضل الأرقام الخاصة باقتصادات الدول حول العالم"، وصل الناتج المحلي الإجمالي للصين في 2011 إلى 10.4 تريليون دولار مقارنة مع نظيره في الولايات المتحدة الذي بلغ 13.3 تريليون دولار.  علاوة على ذلك, فإن النمو الاقتصادي المتسارع للصين بوتيرته الحالية التي تتراوح بين 7 و10 بالمائة سنويًا وقياسًا بسجل النمو الأخير لأمريكا، الذي لا يتجاوز 3 بالمائة، يفترض أن تتجاوز الصين أمريكا في 2017 على الأكثر, حيث تعتبر الصين بالفعل الدولة الأولى عالمياً من حيث التجارة، متجاوزة الولايات المتحدة في الاستيراد والتصدير.  في هذا الصدد قال أرفيند سابراماريان، الاقتصادي السابق في صندوق النقد الدولي، "إنه يتوقع أن يشهد العالم أربع قوى اقتصادية كبرى بحلول 2030، أولها الصين التي ستتزعم الاقتصاد العالمي، تتبعها الولايات المتحدة، ثم الاتحاد الأوروبي، وأخير الهند, فهل يعني ذلك أن الوقت قد حان للارتباك والفزع؟   

مسلمو أمريكا.. إنجاز وشيك!

صورة
ترجمة: حسن شعيب لا يتوانى المسلمون عن بذل الجهد من أجل تحقيق إنجاز قريب, فبعدما فشلت العريضة الأولى التي قدمت ونشرت في 17 ديسمبر على الموقع الإلكتروني "نحن الشعب في جمع المائة ألف توقيع المطلوبة للحصول على رد رسمي من الحكومة الأمريكية بشأن الحصول على أجازات المسلمين كعطلات رسمية. وقد وجد ناشطون مسلمون في الولايات المتحدة أنه من الأفضل نشر إلتماس أو عريضة جديدة يوم 16 يناير الماضي، على ذات الموقع من أجل الوصول للهدف المرجو. من أجل هذه الغاية التي يسعون لتحقيقها, قال الناشطون "لقد حان الوقت ليحظى أبناؤنا بعطلات مدرسية رسمية في أعيادنا الدينية"، وهذا هو عين ما طالبوا به الرئيس باراك أوباما من خلال النظر في تلك العريضة الإلكترونية التي أطلقوها على موقع البيت الأبيض. تعود القصة إلى ديسمبر من العام الماضي, عندما قامت مجموعة من طلاب المسلمين من "جريت فولز" في ولاية فرجينيا بتقديم إلتماس على موقع البيت الأبيض يُطالبون فيه المدارس العامة بالاعتراف بعطلات المسلمين. وفي هذا الصدد, قال إبراهيم هوبر, المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير), لم

تايلاند.. السير نحو الهاوية!

صورة
ترجمة: حسن شعيب إن الحملة الإعلانية المكثفة المعروفة بـــ "تايلاند المدهشة" والتي تساعد على امتلاء الشواطئ والفنادق والخزانات العامة في تلك الدولة التي تعانقها الشمس، ترفع شعار سحر تايلاند يبدأ مع الشعب، بهدف ترويج المبيعات للسائحين والمسؤولين التنفيذيين في كل مكان، ولكن لو لم ينتبه هذا الشعب فسينتهي هذا السحر معه أيضا. ويبدو أن العالم اعتاد على المرونة الملحوظة في تايلاند، فمنذ عام 2006، تعثرت البلاد التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا في أزمات سياسية واحدة تلو الأخرى من دون أن تقضي على اقتصادها. على سبيل المثال, قبل ثمانية أعوام أدت مظاهرات حاشدة إلى إقصاء رئيس الوزراء آنذاك تاكسين شيناواترا في الانقلاب الـ18 خلال ثمانية عقود, ومنذ ذلك الحين، تعاقب على الحكومة في بانكوك ستة رؤساء وزارة، وتشغل المنصب حالياً ينجلوك شيناواترا، الأخت الصغرى لتاكسين، بينما تغلق القوى المناهضة للحكومة في الوقت الراهن شوارع بانكوك في محاولة للإطاحة بها أيضا. بينما ينتابني الشك والقلق في نفاذ رصيد الحظ الذي يحالف تايلاند، فهل يمكن أن تفضي هذه الأزمة الأخيرة إلى دفع العالم كي

سوريا .. رُعبٌ يتخطى الخيال!

صورة
ترجمة: حسن شعيب إحدى السيدات رأت وسمعت رجال مسلحين موالين للأسد بينما كانوا يعذبون زوجها حتى الموت في أحد المساجد, بل وحولوا الصوت إلى سماعات الآذان بحيث سمعت كل البلدة صوته وهو يصرخ, بينما قالت أخرى من حلب "إن لم يسلم زوجي نفسه للاعتقال, فقد تتعرض هي وبناتها للاغتصاب", وعندما عاد زوجها إلى البيت تم قتله أمام عينها. يبدو أن الرعب الحاصل في سوريا لا يمكن لخيال أن يتصوره, أو عقل أن يتخيله, حاول أن ترسم صورة لما كتبته للتو وسوف ترى أن أفكارك سوف تجنح بعيدا جدا, الأمر نفسه صحيح بالنسبة للأرقام. 2.3 مليون سوري هربوا من البلاد, وهناك 9.3 مليون آخرين شردوا في الداخل. قبل عام مضى, كان يتوقع معظم المراقبون سقوطا وشيكا للأسد ونهاية سريعة للقتال, ولكن ليس هناك أي واحد يفكر بتلك الطريقة الآن, حيث أن جيل كامل من الأطفال السوريين تربوا الآن في الدول المحيطة, ولا يتعلق الأمر بتزويدهم بالطعام والبطانيات بل تعدى ذلك لتوفير المدارس والملاعب والعيادات الطبية. لقد قمت بقضاء أيام أربعة في مخيم على الحدود التركية مع فريق مكون من 50 برلمانيا من يمين الوسط من 12 دولة أوروبية, وهم أعضا

فرنسا.. الجمهورية الخامسة في "الإنعاش"!

صورة
ترجمة: حسن شعيب قبل 55 عاما, تأسست الجمهورية الخامسة في فرنسا وفق رؤية شارل ديجول، ومع اندلاع حرب أهلية في الجزائر، وخشية باريس من حدوث انقلاب عسكري في الداخل، طلب آخر رئيس للجمهورية الرابعة الضعيفة، رينيه كوتي، من الجنرال ديجول أن يتولى مقاليد السلطة مكانه. كما قال ديجول، الذي قاد حكومة انتقالية في فرنسا خلال الفترة من 1944 إلى 1946، بشأن مخاوف شعبية من أن يمنح نفسه صلاحيات ديكتاتورية، عقب إبلاغه بذلك "إن عمري الذي يصل 67 عاما لا يسمح لي أن أصبح ديكتاتورًا", وطالما ازدرى ديجول الأحزاب السياسية، ملقياً باللوم عليها فيما آلت إليه فرنسا في عام 1940، والشلل السياسي الذي ورط الدولة في أزمة الجزائر. وفي قلب الدستور الجديد الذي فرضه في عام 1958، كانت تنبض صلاحيات رئيس قوي تكمن مهمته ببساطة في السيطرة على مقاليد الأمور، وأما بالنسبة لأمور الحكم الاعتيادية، فكانت من مهام رئيس الوزراء ووزرائه، الذين كانوا مسؤولين أمام الرئيس وحده, ورحبت فرنسا ترحيباً كبيراً بذلك التغيير الجذري "انتهاء الجمهورية، وقيام أخرى"، فهل سيتكرر ذلك من جديد إيذاناً بانتهاء الجمهورية الخامس

قبرص .. السعي نحو الوحدة!

صورة
ترجمة: حسن شعيب في ميناء فاماجوستا، كان رجل الأعمال القبرصي اليوناني العامل في قطاع الفنادق والضيافة دينوس لوردوس ينظم حفلات على شرف الزوار الإنجليز من أجل بيعهم شققاً سياحية تطل على البحر الأبيض المتوسط, لكن في 1974، قسَّم التدخل التركي الجزيرة القبرصية، واضعاً بذلك حداً لنشاط العائلة التجاري، مغلقاً جزءاً من المدينة، التي كانت تعتبر من بين الأغنى في العالم خلال العصور الوسطى, حيث قال لوردوس، "إنه أصبح بين عشية وضحاها لاجئًا يملك سيارة جاغوار". بعد أربعة عقود على ذلك، يخطط لوردوس وابنه للعودة إلى الجزيرة في وقت دفعت فيه أسوأ أزمة اقتصادية منذ التدخل القبارصةَ اليونانيين والأتراك على حد سواء إلى البحث عن طرق للخروج من الأزمة؛ وقد شجعتهما على ذلك المحادثات التي جمعت خلال الأسابيع الأخيرة بين الزعماء السياسيين للجزيرة المقسمة. وفي هذا الصدد, قال لوردوس "إن حل المشكلة القبرصية لن يتأتى إلا إذا فُرض من الخارج، مثلما حدث مع الأزمة الاقتصادية", كما دعت حزمة الإنقاذ المالي البالغة 10 مليارات يورو (6٫13 مليار دولار) التي قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدول

شعبية أوباما الضائعة .. كيف يستعيدها؟

صورة
ترجمة: حسن شعيب على رغم غياب فضيحة حقيقية، ووجود خطأ سياسي واحد واضح يتعلق بنظام الرعاية الصحية، بدأ عام 2013 بائساً بالنسبة لأوباما مع تراجع شعبيته, حيث يكشف التاريخ أنه من الصعب على أي رئيس أمريكي أن يستعيد شعبيته في فترة ولايته الثانية، ولكن ثمة خمسة طرق يمكن لأوباما أن يتحدى من خلالها هذا الأمر: اا ضخمًراهن ثمنًديمقراطيون في الوقت اليدفع أوباما وال, حيث إصلاح الرعاية الصحية أولاً:بسبب "مشكلات تقنية" على شبكة الانترنت المخصصة للتسجيل في برنامج الرعاية الصحية المعروف بـ "أوباما كير"، ولاسيما أن بلوغ هدف تسجيل سبعة ملايين شخص بحلول الأول من أبريل المقبل بات صعب المنال. وعلى رغم ذلك، لابد من الوصول إلى عدد كبير من التسجيلات لا يقل عن خمسة ملايين شخص، على أن يكون 25 بالمائة منهم من الشباب، من أجل الحفاظ على دعم قطاع التأمين والحيلولة دون حدوث انهيار في أقساط التأمين. كما ينبغي على أوباما أن يُعين خبيرًا لإصلاح الموقع الإلكتروني، إذ أن السؤال الحاسم بشأن هذه القضية في 2014 سيركز على ما إذا كان سيتم اختيار مسؤول تنفيذي لإدارة البرنامج بأسره، وإذا استمر ع

السلام المستحيل.. في جنوب السودان!

صورة
ترجمة: حسن شعيب يحاول وسطاء أفارقة من أوغندا إلى كينيا, والكثير منهم ساعد على ولادة جنوب السودان وإنهاء أطول حرب أهلية في أفريقيا, وقف نزاع دموي يهدد بتمزيق دولة جديدة, بعد شهر على اندلاعه، مازال القتال مستعراً في جنوب السودان، التي كانت تُعتبر ذات يوم قصة نجاح لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. فقد تعثرت مفاوضات السلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية مطالبة زعيم المتمردين ريك مشار لخصمه سلفا كير بالإفراج الفوري عن سجناء سياسيين، وهو ما يرفضه "كير". في الوقت الحالي, تبدو مهمة مساعدة جنوب السودان على الوقوف على قدميها من جديد صعبةً ومحبطةً على نحو متزايد؛ ذلك أن الوسطاء يواجهون أجندات متنافسة بين جيران لديهم مصلحة في النفط والتجارة؛ وصعود زعماء حرب محليين وانقسامات سياسية جديدة؛ وسجلاً من اتفاقات وقف إطلاق النار التي تعلن ثم تخرق؛ ونزوح مئات الآلاف من المدنيين وسط صراع قبلي. وفي هذا السياق، أفادت بعض التقارير بأن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قام بإرسال قوات لدعم الرئيس كير وتعهد بأن دول شرق أفريقيا ستتعاون من أجل «هزم» مشار في حال ل

2013.. هضم الحريات وكسر الديمقراطيات!

صورة
ترجمة: حسن شعيب مسار الحرية والديمقراطية في العالم هو عملية تطورية, لكنه في بعض الأحيان يسير بشكل خاطئ, كذلك كان عام 2013. في بداية هذا العام كان محمد مرسي, أول رئيس منتخب لمصر, وانتهى به المطاف في زنزانة يواجه تهمة الخيانة, بعد أن أُطيح به خلال انقلاب عسكري بعد 12 شهرا فقط على تنصيبه, وعندما احتشد أنصاره للتظاهر بعد الإطاحة به, قتلت قوات الأمن أكثر من 1000 شخص. وفي أماكن أخرى في المنطقة, تلاشى الربيع العربي من الذاكرة, حيث استخدم الأسد, أحد الدكتاتوريين الذين نجوا من الربيع العربي, الغاز السام ضد المتمردين قبل أن ينصاع للمطالب الدولية لتسليم ترسانته من الأسلحة الكيماوية. بينما صارت الفوضى والإرهاب أمرا سائدا في ليبيا التي اختطف رئيس وزرائها على يد إحدى الميليشيات ومن ثم أطلق سراحه على يد ميليشيا أخرى. أما تونس, التي انطلقت منها الحركة الديمقراطية, فقد وُصفت في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على أنها "المكان الوحيد التي لم يذهب فيها الربيع العربي إلى الجحيم", حيث كانت الفوضى والاضطرابات هناك تُهدد بحصول كارثة, قبل أن يتم تفاديها عندما وافقت أحزاب

بنجلاديش تضطرب سياسيا واقتصاديا!

صورة
ترجمة: حسن شعيب برغم وجود تقارير تحدثت عن ضعف المشاركة, أغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة في بنجلاديش، مما أثار تساؤلات بشأن إذا كانت هذه الانتخابات قد زادت من فرص تعميق الصراع السياسي في تلك الدولة، لا سيما بعد أن لقي 18 شخصًا على الأقل مصرعهم في أعمال عنف مرتبطة بالتصويت. ومن المؤكد أن ضعف المشاركة تعكس نتيجة طبيعية لمقاطعة الانتخابات من قبل الحزب الوطني، الذي يعتبر أكبر أحزاب المعارضة في بنجلاديش، إلى جانب 26 حزبًا آخر، وهو ما قلص المنافسة على الدوائر البرلمانية إلى أقل من النصف. وعلاوة على ذلك, طالبت أحزاب المعارضة رئيسة الوزراء شيخة حسينة بالاستقالة والسماح لحكومة تسيير أعمال محايدة بإدارة الانتخابات، إلا أن رفض رئيس الحكومة إلى جانب استمرار المقاطعة، قوض فرص حصول حكومتها على شرعية جماهيرية واسعة النطاق على بعد الانتخابات. جدير بالذكر أن حزب "رابطة عوامي", الذي ينتمي إلى يسار الوسط ويدير البلاد منذ عام 2008، وصل إلى سدة الحكم بقيادة شيخة حسينة، بعد أن حصل على أغلبية طفيفة في البرلمان بسيطرته على 160 مقعداً من 300 دائرة انتخابية نيابية، منها 127 دا