2013.. هضم الحريات وكسر الديمقراطيات!


ترجمة: حسن شعيب

مسار الحرية والديمقراطية في العالم هو عملية تطورية, لكنه في بعض الأحيان يسير بشكل خاطئ, كذلك كان عام 2013.
في بداية هذا العام كان محمد مرسي, أول رئيس منتخب لمصر, وانتهى به المطاف في زنزانة يواجه تهمة الخيانة, بعد أن أُطيح به خلال انقلاب عسكري بعد 12 شهرا فقط على تنصيبه, وعندما احتشد أنصاره للتظاهر بعد الإطاحة به, قتلت قوات الأمن أكثر من 1000 شخص.
وفي أماكن أخرى في المنطقة, تلاشى الربيع العربي من الذاكرة, حيث استخدم الأسد, أحد الدكتاتوريين الذين نجوا من الربيع العربي, الغاز السام ضد المتمردين قبل أن ينصاع للمطالب الدولية لتسليم ترسانته من الأسلحة الكيماوية.
بينما صارت الفوضى والإرهاب أمرا سائدا في ليبيا التي اختطف رئيس وزرائها على يد إحدى الميليشيات ومن ثم أطلق سراحه على يد ميليشيا أخرى.
أما تونس, التي انطلقت منها الحركة الديمقراطية, فقد وُصفت في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية على أنها "المكان الوحيد التي لم يذهب فيها الربيع العربي إلى الجحيم", حيث كانت الفوضى والاضطرابات هناك تُهدد بحصول كارثة, قبل أن يتم تفاديها عندما وافقت
أحزاب المعارضة على حكومة انتقالية تستمر حتى الانتخابات الجديدة العام القادم.
في جنوب إفريقيا, توفي نيلسون مانديلا قبل عدة أشهر على الذكرى العشرين على نهوض بلاده كدولة ديمقراطية متعددة الأعراق, في ذلك الوقت, قال نيلسون مانديلا :"الجنوب إفريقيين من كل قطاع تواصلوا مع بعضهم بعد انقسام لعقود طويلة وتجنبوا بذلك حمام دم كان المراقبون يعتقدون أنه لايمكن تفاديه, لدرجة أنه تم اعتبار انتقالنا هذا بمثابة معجزة".
بيد أن العكس حدث تماما في زيمبابوي, برغم أنها خضعت لحكم الأقلية البيضاء فترة من الفترات, الرئيس روبرت موغابي, الذي يحكم منذ عام 1980, فاز بعد انتخابات مزورة أخرى ودعا معارضيه إلى "الانتحار إذا أحبوا ذلك, وحتى لو ماتوا, فإن الكلاب لن تقترب من جثثهم".
كما أنتخب أهورو كيناتا كرئيس لكينيا, برغم كونه متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة الجنايات الدولية, في جميع أنحاء القارة, كما أشارت الإيكونومست فإن هناك "تغيرا ملحوظا يأخذ مجراه, وسائل الوصول إلى السلطة في إفريقيا تتم حاليا من خلال الانتخابات, التي أصبحت بشكل عام أكثر نزاهة".
ولكن الأمر ذاته لا ينطبق في روسيا, حيث استعاد فلاديمير بوتين السلطة عام 2008, بينما اتهمته هيومان رايتس ووتش اتهمته بخلق مناخ أسوأ لحقوق الإنسان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي, فيما احتشد الأوكرانيون في الشوارع منذ عدة أسابيع يطالبون باستقالة الرئيس فيكتور يانكوفيتش بعد أن وافق على توثيق العلاقات مع روسيا.
كما اعتقل مئات الصينيين اعتقلوا بسبب "ترويج إشاعات عبر الإنترنت" بعد أن طلب الرئيس الصيني شي جينبنغ مسئولي الحزب الشيوعي بتضييق الخناق على الإعلام الجديد, بينما قال النظام بأنه سيتساهل في سياسة الولد الواحد وإلغاء معسكرات العمل حيث يتم إرسال المعارضين ومثيري المشاكل الآخرين لإعادة تعليمهم.
من جانب آخر, اعترف رئيس ماينمار يو ثين شاين بوجود معتقلين سياسيين يق تحقيق برغم وعده بإطلاق سراحهم جميعهم مع نهاية العام ولكن لم يحدث, وفي تايلاند, رفض النقاد دعوة رئيس الوزراء ينغلاك شينيواترا لإجراء انتخابات جديدة, المتظاهرون عند نصب الديمقراطية في بانكوك كانوا في موقف متضارب من خلال طلبهم تشكيل حكومة لا تختار من قبل الشعب.
كما صرح المسئول الأرفع عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة "أن انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية "ليس لها أي مثيل في العالم", وانتقدت محكمة الجنايات الدولية الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لفشله في التحرك ضد "الجرائم المستمرة ضد الإنسانية في أفغانستان".
أما رئيسة البرازيلية ديلما روسيف فقد ذهبت إلى الأمم المتحدة لتنتقد وكالة الأمن القومي الأمريكية لتجسسها على شعبها, حيث قالت "الحق في سلامة المواطنين في أحدى الدول, لا يمكن أن يتم ضمانه من خلال انتهاك حقوق الإنسان الرئيسة في دولة أخرى".
من المؤكد أن ديلما كان ينبغي عليها التأكيد على أن قيام الشخص بانتهاك حقوق شعبه أمر سيئ أيضا, ولكنها في عام 2013 فكرة سيئة لم يفت عليها الوقت بعد.

طالع ... المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء