"صحوة ثقافية" من رحم "الربيع العربي"
ترجمة: حسن شعيب لم تكن العصي والحجارة تخيفهم, ولا حتى الرصاص الذي كان حكامهم يستخدمونه ضدهم، ولم يكن معهم سوى الكلمة، التي كان وقعها على الأنظمة القمعية، ومن عاونها، كالسياط اللاهبة. صحيحٌ أن الأيام التي سبقت الربيع العربي, شهدت رجوح كفة القوة العسكرية مقابل سطوة القلم, وكانت الرقابة في الواقع كفيلة بجعل البلاد قاحلة فكريا وثقافيا، ولا غروَ فقد لا تنال كلمة في اللغة العربية من الاحتقار ما نالته كلمة "المخابرات", أو "الشرطة السرية"؛ ذلك أن مجرد ذكر هذه القوة الغامضة يبث الرعب في قلوب شعوب منطقة الشرق الأوسط. أما الآن، وبعد أن ولى عهد هذه الأغلال, وإيذانا ببدء حقبة جديدة من الأمل في مختلف أنحاء المنطقة, يمكن للمرء أن يستلهم نهضة فكرية وثقافية كي تتناسب مع هذه الصحوة السياسية والاجتماعية. ومن علامات النهضة الثقافية البارزة, انتشار الإنترنت في العالم العربي, والذي يعتبر مقياسا لحب الاطلاع والمعرفة. وقد كشف "سوق دوت كوم", أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم العربي في مارس أن قسم الكتب والثقافة سجل 300 في المائة من النمو غير الطبيعي