جوبالاند .. دولة كينية في الصومال!



ترجمة: حسن شعيب
بدأت الجهود التي تزداد وضوحا على الدوام من قبل كينيا لإقامة دولة عازلة صغيرة داخل الصومال -يكون لها نفوذ فيها- تخلق توترات وتبادل للاتهامات بين الحلفاء السابقين في القرن الأفريقي, يطلق على الدولة العازلة أو المنطقة الأمنية من قبل الكينيين، باسم "جوبالاند"، والتي تقع داخل الصومال بالقرب من حدودها مع كينيا.
في الأول من الشهر الجاري، طلبت الصومال بلهجة غاضبة من قوات حفظ السلام الكينية مغادرة البلاد، قائلة إن نيروبي تسعى لتنصيب زعيم محلي من قبلها في جوبالاند، وإن القوات الكينية قد قامت في شهر مايو الماضي بالانحياز لبعض الأطراف في القتال القبلي الذي اندلع في ذلك الوقت في كسمايو، أكبر ميناء في المنطقة، والذي أسفر عن مصرع 65 صومالياً وجرح 155 آخرين.
كما أنكرت كينيا انحيازها لأحد الأطراف في القتال، وإنها تلتزم جانب الحياد، على الرغم من أن العديد من المحللين يتفقون في الوقت الراهن أن نيروبي تسعى لإقامة منطقة أمنية على امتداد حدودها لصد المسلحين الصوماليين المنتمين للجماعات الإرهابية، مثل حركة الشباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة.
بسبب رسالة بعثت بالخطأ إلى الاتحاد الأفريقي من فوزية يوسف آدام، نائبة رئيس الوزراء الصومالي ووزيرة الخارجية، ازدادت التوترات والتي تقول فيها "إن القوات الكينية ليست محايدة، وإن القائد الكيني المسئول في جوبالاند غير كفء".
جدير بالإشارة أن الرسالة, التي تم الحصول عليها والتحقق من صحتها من قبل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، كانت مرسلة بالخطأ لمسئولي اتصال صحفيين، ومسئولين في الاتحاد الأفريقي، وهي أول تأكيد على مدى الغضب الذي ينتاب حكومة الصومال والدبلوماسية التي تتبعها مقديشو تجاه نيروبي.
في الخريف الماضي قامت القوات الكينية المتمركزة في الصومال بالاستيلاء على ميناء كسمايو الاستراتيجي الذي يبعد 300 ميل إلى الجنوب من مقديشو، واسترداده من قبضة حركة الشباب المجاهدين التي تنفذ هجمات ضد الأهداف الغربية والدولية في القرن الأفريقي، وكان آخرها التفجير الانتحاري لسيارة مفخخة عند مقر الأمم المتحدة في مقديشو.
ومن أجل المزيد من السيطرة على جوبالاند، وكسمايو، دعمت كينيا سرا شيخ أحمد مادوبي، أمير حرب سابق يقود ميليشيا تعرف باسم راس كامبوني، ومعلوم أنها مدعومة من قبل القوات الكينية، منذ أن دخلت الصومال عام 2011 كجزء من مفرزة الاتحاد الأفريقي المرسلة لتحقيق الاستقرار في الصومال، كما يذكر المسئولون والمحللون.
يشار أن مادوبي انتخب في مايو الماضي، بعد أن استخدم ميليشياته كقاعدة سياسية، رئيساً لجوبالاند، في مؤتمر عقد في جامعة كسمايو حضره 550 مندوبا, كما رفضت الحكومة الصومالية الحالية في مقديشو، والتي اعترفت بها واشنطن وصندوق النقد الدولي، ذلك الانتخاب باعتباره غير دستوري.
في الوقت الحالي, يدعي خمسة أمراء الحرب في جوبالاند أنهم رئيسا للمنطقة؛ بينما لا تعترف الحكومة الصومالية بأي منهم,كما أكد مسئولون عسكريون كينيون، مثل الكولونيل سايروس وجونا, المتحدث الرسمي باسم القوات الكينية الموجودة في الصومال، "أن القوات الكينية محايدة وأنها تحاول تعزيز الأمن وإعادة بناء البلاد، وأن كل ما هنالك أنها تحتاج إلى إقرار الأمن على امتداد حدودها غير المنيعة".
يبدو أن إقامة منطقة آمنة في هذه المناطق أمر هام، غير أن المشكلة هي أن اللاعبين الآخرين في المنطقة يعتقدون بأن كينيا تنظر إلى ذلك على أنه قضية كينية فحسب, حيث
قال فريد نيابيرا، استشاري حل الصراعات في نيروبي "من الأهمية بالنسبة للمسئولين الصوماليين أن ينظروا للموضوع من منظور الاحتياجات الأمنية لكينيا، بيد أنه حذّر مع ذلك من أنه إذا لم تقم السلطات الكينية بتحديد إطار زمني لمغادرة قواتها من الصومال، فسوف يتم النظر إليها وعلى نحو متزايد على أنها قوة احتلال".
--------------------
طالع ..المصدر
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء