الصين .. التعليم الإسلامي في ازدهار!
ترجمة: حسن شعيب
بينما
يدخل الطلاب إلى مسجد معهد شينجيانج الإسلامي, يضع عمال البناء الصينيون
أدواتهم بهدوء وينتظرون ريثما ينتهي العلماء من أداء الصلاة الرابعة من
الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين, بعد تخرجهم، يُمنح الطلاب درجة
البكالوريوس ومن ثمَّ العودة إلى مسقط رأسهم ليصبحوا تدريجيًا جيلا جديدًا
من أئمة المساجد.

جدير
بالإشارة أن الصين لديها قرابة 10 معاهد إسلاميَّة؛ لكن شينجيانج لديها
أكبر هذه المعاهد والوحيد الذي يعلم لغة المجموعة العرقيَّة لقوميَّة
الويغور, وقد بني هذا المسجد عام 1987 عندما تمَّ تأسيس المعهد والذي يعتبر
مرفقا هاما للتعليم حيث يتعلّم الطلاب أداء المهام الدينيَّة المتنوعة.
من
جانبه يقول عبدرحب تورمناز, عميد المعهد الذي يضمّ حاليًا 219 طالب،
معظمهم من إتباع المذهب السني, "يتناوب الطلاب الأكبر سنا معرفة كيفية أداة
الصلاة وتفسير القرآن الكريم، وهذا هو الحد الأدنى المتوقع القيام به",
مضيفا "على الرغم من أنهم سيحصلون على درجة البكالوريوس ولديهم معرفة عميقة
للإسلام بعد خمس سنوات من الدراسة، فإنهم سيستغرقون سنوات لكسب احترام
السكان المحليين كأئمة للمساجد".

في
هذا الصدد, يقول جمارلتين واهلي, أحد طلاب المعهد, "ببساطة حفظ القرآن لا
يكفي, فأنا في حاجة لفهم المعنى الدقيق لكل كلمة، حتى أتمكن من تفسير ذلك
بشكل صحيح للناس", وبرغم أنه ما زال في السنة الثانية من المعهد فإنه
بالفعل واحد من القلائل في المعهد الذي يمكنهم تلاوة الثلاثين جزء من
القرآن الكريم, وقد حاز هذا العام على جائز التميز في المسابقة الدولية في
الإمارات بعد اختياره من قبل جمعيَّة الإسلاميَّة الصينية لتمثيل البلاد في
تلاوة القرآن الكريم, لما يمتلك من صوت رنان ونطق دقيق.
في
العام الماضي, عاد ميمتيمن عبد الله إلى المعهد بعد خمس سنوات دراسية في
جامعة الأزهر بمصر, ولقد فوجئ بالتحوّل الذي حدث للمعهد, حيث يقول "عندما
كنت طالبًا بالمعهد عام 2000 لم يكن المعهد سوى مبنى واحد, فلم يكن لدينا
عنبر للنوم أو مطعم, أشعر الآن أن الظروف المعيشية للتعليم هنا أفضل",
مضيفًا "الآن على الأقل، والطلاب لا تحتاج إلى الوقوف أمام الفصول
الدراسيَّة لأنه لا يوجد ما يكفي من المناضد والكراسي, لكن سيظلّ هناك
الكثير لنتعلّمه في مصر لأنها مثل السباحة في بحر من المعرفة".

ومن
الجدير بالذكر أن حوالي 70 في المائة من المقررات في المعهد ترتبط بدراسة
الدين الإسلامي, بما في ذلك تلاوة وتفسير القرآن الكريم، واللغة العربية.
كما يدرس الطلاب الأدب ولغة الماندرين لقومية الويغور الصينيَّة, يقول نائب
العميد "الويغور هي لغتهم الأم، لذلك ينبغي عليهم الإلمام بها سواء في
الحديث أو الكتابة وفي الوقت نفسه، لغة الماندرين هي اللغة الرسمية للصين,
وهذا من المهارات ما يساعد جيدًا أيضا في التواصل بشكل أفضل مع المسلمين
من أجزاء أخرى من البلاد".
يُذكر
أنه منذ عام 1987, تخرج من المعهد أكثر من 564 طالبًا, ومعظم أصبحوا أئمة
أو مدرسين في المدارس القرآنيَّة المحليَّة, كما أرسل أيضًا أكثر من 35
خريجًا من المعهد للدراسة في الخارج منذ عام 2001.
------------------
.. المزيد
تعليقات