عين على 1433 هـ
ترجمة: حسن شعيب
طالع.. المصدر
أحداث
مثيرة ووقائع كثيرة حفل بها العالم خلال عام.. نبدأها من موسكو؛ حيث شهدت
البلاد تطورًا مفاجئًا، يشبه ما جرَى في الربيع العربي، وبعد سنواتٍ من
اللامبالاة والبعد عن السياسة، انطلقت دعوات الاحتجاج عبر شبكات التواصل
الاجتماعي، تلاهَا نشاط مفاجئ للسكان، وحشود بالآلاف تجوب شوارع العاصمة
وغيرها من المدن الروسية الكبيرة، واحتجاجات منظمة على تزوير انتخابات مجلس
الدوما، أو المجلس الأدنَى للبرلمان.
ومما
زاد هذه الاحتجاجات لهيبًا, حينما تجدّدت واتسعت وانتشرت في ربوع البلاد
وبشكلٍ لافتٍ بعد فوز بوتين في انتخابات الرئاسة ووصوله إلى الكرملين لفترة
ثالثة غير متتالية بعدما ساعَده في ذلك ديمتري ميدفيديف رئيس البلاد
السابق والذي كافأه برئاسة الوزراء والحزب الحاكم, ومن وقتها لا تهدأ روسيا
ولا تخلو من الأزمات والمشاكل الداخليّة, علاوةً على الموقف الروسي تجاه
النظام السوري ومساعدته على البقاء.
لا
يمكن لأحد التنبؤ, حتى الوقت الراهن, بما سيحدث في موسكو الأعوام القادمة,
وهل ستتحول الاحتجاجات إلى انتفاضة على بوتين وسدنته على غرار الربيع
العربي.
كما
قدَّمت تجربة جزر المالديف في العام الماضي دروسًا ضمنيّة لمستقبل الحركات
الديمقراطيّة في العالم الإسلامي بعدما استطاعت من التخلُّص من الخطر
الثلاثي للحكم الاستعماري من البرتغال وهولندا وأخيرًا بريطانيا, ثم
الإطاحة برئيسها, عبد الحي قيوم, الذي ظلّ في الحكم طيلة 30 عامًا عبر
صناديق الانتخابات, وجاءت بأبرز معارضيه محمد ناشد في عام 2008 ولكن البلاد
شهدت في الفترة الأخيرة موجة احتجاجات ضد البطالة وارتفاع الأسعار, أفضت
في النهاية إلى استقالة ناشد قسرًا في العام المنصرم.
وفي
أفغانستان استمرت الاحتجاجات ضد قيام عدد من جنود حلف شمال الأطلسي
"الناتو" بحرق نسخ من المصحف الشريف، في إحدى القواعد العسكرية التابعة
للاحتلال، ممَّا أدَّى إلى مقتل أكثر من عشرة قتلى أفغان في اشتباكات مع
قوات الأمن, وإصابة العشرات بعدما تجمهر الآلاف أمام بوابات قاعدة باجرام
الجوية اعتراضًا على هذا الصنيع المرفوض.
وفي
تطور جديد, نشَرت صحيفة أمريكيّة مجموعة صور, التقطت عام 2010, تُظهر
عددًا من جنود الجيش الأمريكي يقفون بجانب أشلاء بشريّة لقتلى أفغان, والتي
استدعت إلى الأذهان التهاون الأمريكي في معاقبة الضباط والجنود الذين
اقترفوا جرائم سابقة سواء عدد من جنود الجيش الأمريكي بالتبول فوق جثث
أفغانية، أو عدم محاسبة هؤلاء المسئولين عن فضائح سجن أبو غريب السيئ
السمعة في العراق بما يتجاوز كل الحدود ويعتدي على حقوق الإنسان وآدميته.
من
جانب آخر تَمَخَّضت الانتخابات التشريعية في طهران العام الماضي إلى فوز
الجناح المحافظ المقرب من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي, على حساب
الجناح المحافظ الآخر التابع للرئيس أحمدي نجاد, حيث أشارت النتائج إلى
حصول "جبهة المحافظين المتحدة" التابعة لخامنئي على ثلاثة أرباع مقاعد
البرلمان الإيراني، المكوَّن من 290 مقعدًا, كما حصل أنصار خامنئي على 19
من الثلاثين مقعدًا الخاصة, بينما حصل المرشحون المؤيدون لنجاد على المقاعد
المتبقية, فيما مُنِيت رموز كبيرة من التيار الإصلاحي بهزيمة ثقيلة.
كما
شهد العام الماضي, نهاية "نيكولا ساركوزي" ورحيله عن سدة الحكم في فرنسا,
ولاسيما بعد تراجع شعبيته وتخبُّطه السياسي والإداري للبلاد, واضطهاده
للأقليات الإسلامية هناك, ولجوئه إلى الخطاب المعادي للمسلمين و"خطر
الإسلام" على فرنسا والهجوم على المهاجرين والتضييق عليهم، وإثارة قضايا
الحجاب واللحم الحلال للحصول على أصوات اليمين المتطرف في انتخابات
الرئاسة, ولكن شاءت الأقدار أن تكون الوسيلة التي استخدمها ساركوزي لعنة
عليه وإيذانًا برحيله عن الحكم, وأن يتبوأ فرانسو هولاند مرشح اليسار منصب
الرئاسة في البلاد.
وفي
إفريقيا, لحقت السنغال سريعًا بالربيع العربي، وأرسلت للعالم بأسره درسًا
في التحول السلمي والروح الديمقراطية بعدما اعتراف عبد الله واد, الرئيس
السابق بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه وتلميذه, ماكي سال,
مدير حملته الرئاسية في انتخابات 2007، وعدم طعنه في نتيجتها، أو ادعائه
أنَّها مؤامرة خارجية للإطاحة به، بل وأرسل برقية تهنئة لخلفه في الحكم.
أما
"مالي" فقد شهدت انقلابًا في منتصف العام الماضي, عندما قام بعض من الضباط
الشباب باقتحام القصر الرئاسي في العاصمة بوماكو, وأعلنوا تعطيلهم للدستور
واستيلاءهم على السلطة, وسرعان ما أعلن قائد الانقلاب, أمادو هايا سانوجو,
حظر التجول والدعوة إلى وقف عمليات السرقة والنهب حتى لا تشيع الفوضى في
البلاد.
بيد
أن مالي, التي تقع في غرب إفريقيا, تشهد في الوقت الراهن انفصالاً تامًا
بين شمالها وجنوبها منذ سيطرة حركة تحرير أزواد (المكونة من الطوارق)
مدعومة ببعض الجماعات المسلحة ذات التوجه السلفي على الجزء الشمالي من
البلاد، وفي الجنوب ما زالت العاصمة باماكو تعيش على وقع الهزات الارتدادية
للانقلاب العسكري الأخير الذي ألغى جميع المؤسسات الدستورية.
وفي
نيجيريا, دشن المواطنون إضرابًا, شل حركة البلاد, احتجاجًا على ارتفاع
الأسعار وإلغاء دعم الوقود وفساد الحكومة، وكان من المنتظر أن يفضي إلى
القيام بثورة تطيح بالنظام الحالي, خاصة بعد تعهُّد العمال مواصلة
احتجاجاتهم, التي أدَّت إلى إغلاق المحلات التجارية والبنوك والمكاتب
العامة لثلاثة أيام, وألغيت عدد من الرحلات الجوية الدولية, إلا أن الحكومة
قد استجابت لهذه الضغوط.
وفي
أواخر العام المنصرم, وافت زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل المنية إثر
سكتة قلبية, عن عمر يناهز التاسعة والستين, حتى يودع العالم أحد أكثر قادته
غموضًا بعدما عاشت دولته في عزلةٍ على إثر الأزمة النووية, كما أُعْلِن
ابنه كيم جونج أون خليفة له في حُكم البلاد.
أما
الفلبين فقد استقبلت العام المنصرم 1433 هجريًا على وقع الكوارث, حيث شهدت
البلاد فيضانات قاسية بعد أن ضرب أسوأ إعصار شمال جزيرة مندناو منذ أكثر
من خمسين عامًا، مما تسبب في هطول الأمطار الغزيرة بشدة على مدار نحو 12
ساعة, حتى السيول والمياه الغزيرة المناطق والمدن المطلة على الأنهار
والسواحل, حتى ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 1500 شخص.
----------------- طالع.. المصدر
تعليقات