"أمة سويسرا".. صوت واحد للمسلمين


ترجمة: حسن شعيب
تحت عنوان: "أمة سويسرا"، تدشن "تنسيقية المنظمات الإسلامية" و"فدرالية المنظمات الإسلامية" برلمانًا يجمع كافة المسلمين الذين يعيشون على التراب السويسري؛ في إطار سعيهم للحصول على اعتراف أقوى بالدين الإسلامي في البلاد.
وحسب ما صرح به القائمون على برلمان "أمة سويسرا" فإنه سيعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية, وستقع مقرات المنظمة في مدينة بازل السويسرية مع ممثلين عن جميع الكانتونات أو ولايات سويسرا, ومن المقرر أن يعقد التصويت الأول لبرلمان "أمة سويسرا" في أواخر 2012 ويبدأ أعماله بشكل كامل بحلول العام المقبل 2013.
ومن المأمول أن يوحد برلمان "أمة سويسرا" أصوات المسلمين بما يتيح إيصال مطالبهم إلى الهيئات السياسية في البلاد, وتحسين فهم السلطات والسكان الأصليين للقضايا المتعلقة بالجالية المسلمة, وتطوير سبل التعاون مع المؤسسات السويسرية الرسمية في العديد من الفعاليات خلال عمليات التصويت والاستفتاءات.
من جانبه قال فرهارد أفشار، رئيس "تنسيقية المنظمات الإسلامية" في سويسرا: "هدفنا هو خلق مجتمع قائم على شرعية ديمقراطية يمثل جميع مسلمي سويسرا", مضيفا "أن البرلمان سيكون أيضا خطوة هامة نحو الاعتراف الرسمي بالإسلام كديانة رسمية، حيث ما زالت هناك مسألة أننا لسنا منظمين بشكل ديمقراطي وأن مجموعاتنا لا تمثل (مختلف) الجاليات المسلمة السويسرية, ومن ثم يمكن لـ"أمة سويسرا" التحدث عن المسلمين جميعا بصوت واحد".
وقال رئيس "فيدرالية المنظمات الإسلامية" هشام ميزر: "نريد إنشاء هيئة ممثلة للأقلية المسلمة المقيمة في البلاد؛ بهدف الاعتراف بالمجتمع الإسلامي كمؤسسة عامة"، موضحا أن "وجود المسلمين في أوروبا يعود لسنوات عديدة, ولم يعد من اللائق التصرف وكأن المسلمين غير موجودين في سويسرا, بل إنهم كغيرهم يقدمون مساهمات لخدمة المجتمع".
وأضاف ميزر: "نريد أن تكون المنظمة الجديدة أداة للسلام بين الأديان, كما ينبغي أن يتفق البرلمان على المسائل الاجتماعية والسياسية التي تهم المسلمين حتى نتمكن من التحدث بصوت واحد", موضحا أن الهيئة الجديدة ستكون مفتوحة لجميع مسلمي سويسرا".
جدير بالذكر أن القائمين على البرلمان اختاروا كلمة "أمة" كي تشير إلى المجتمع الإسلامي بالكامل في جميع أنحاء العالم, حيث كثف المسلمون في السنوات الأخيرة جهودهم لتوحيد الأمة الإسلامية الممزقة عالميا في محاولة لاستعادة الخلافة الإسلامية, فالعديد من العلماء المسلمين يرون أن الوحدة السياسية للأمة شرط أساسي لتوطيد الروابط بين القوى الإسلامية العالمية ومن ثم إنشاء نظام إسلامي عالمي في وقت لاحق.
جدير بالإشارة أنه يوجد في الوقت الراهن أكثر من 300 جمعية إسلامية في سويسرا, والعديد من المنظمات الراعية، لكن لا يوجد ما يمكننا اعتباره كيانا ممثلا للمسلمين جميعا, بينما تتضاعف أعداد المسلمين في سويسرا لأكثر من خمسة أضعاف منذ الثمانيات, حيث تقدر أعدادهم في الوقت الحالي بحوالي 400 ألف أو بما يمثل 5% من السكان, ومعظمهم من تركيا والبلقان من كوسوفا والبوسنة, وأقلية صغيرة من العالم العربي, كما أن أغلبيتهم تقريبا من الجيل الثاني والثالث للمهاجرين.
وبطبيعة الحال لم تسلم المنظمة الجديدة من الانتقادات, حيث تساءل بعضهم: هل سترى الهيئة المسلمة النور فعلا؟ أو هل يكون لوجودها معنى أساسا, ووفقا لبيان نشرته صحيفة "بازلر تسيتونج" السويسرية, زعم بعض المحللين السويسريين أن هذه المبادرة محاولة لإنشاء هيئة تشريعية موازية في سويسرا تعبر عن صوت الأصوليين الإسلاميين الذين يسعون لفرض الشريعة الإسلامية على الدولة.
لكن في المقابل تأتي جهود توحيد المسلمين في سويسرا وسط دعوات منظمة الأمن والتعاون في أوربا لإنشاء مظلة رسمية راعية لكل مسلمي سويسرا لمكافحة التمييز, وذلك بعدما أرسلت المنظمة الأوربية مراقبين إلى هناك في نوفمبر 2011, وحذرت من استغلال "تشويه" المسلمين في سويسرا بواسطة "اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية".
كما ذكرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حسب نسخة مقدمة من تقرير مبعوثيها (بث عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسري), أن المسلمين في سويسرا يميلون للوحدة بشكل متزايد عندما يتعلق الأمر بهويتهم الدينية, مشيرة إلى "أن البوسنيين والألبان كانوا يتجهون للوحدة من قبل حسب عرقهم، أما الآن فقد يميلون إلى هويتهم الدينية أكثر".
وفيما يتعلق بالوضع القانوني للمجتمع الإسلامي السويسري الجديد الذي أطلق عليه اسم "أمة سويسرا"، فقد أنشئت لجنة مؤلفة من اختصاصيين في القانون العام ومن فقهاء إسلاميين لتطوير الوضع القانوني للهيئة الجديدة، وكُلفت اللجنة بالتأكد من أن الكيان الجديد يحترم القانون الفدرالي ويستجيب للمعايير المعمول بها في سويسرا.
وهكذا لم يتبق سوى شهور على ولادة هذا الحلم الجديد.
----------------------
طالع..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء