أفريقيا الوسطى.. إبادة بشعة للمسلمين!
ترجمة: حسن شعيب
مع كل دقيقة, تستبيح الميليشيات المسيحية المعروفة باسم "أنتي بالاكا" دماء المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى, ويرتكبون بحقهم أسوأ المجازر الدموية وأبشعها, ما يذكيه مشاعر السخط العرقي ويدلل على وجود مؤشرات واضحة عن وجود حقد طائفي لدى المسيحيين ضد المسلمين، حتى بدأوا بقتل وإبادة الآلاف من المسلمين، لمجرد وجود خلاف سياسي وذلك كله بتواطؤ مع القوات الفرنسية المتواجدة هناك.
على هذه الوتيرة, حسبما قالت جماعات حقوق الانسان فإنه لن يتبقى مسلم واحد في جمهورية أفريقيا الوسطي إن لم تتحرك قوات حفظ السلام الدولية وتتخذ الإجراءات اللازمة لمنع المليشيات المسيحية المسلحة من شن هجمات "تطهير عرقية" ضد مجتمعات مسلمة بأسرها, حيث دعت منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" حكومة أفريقيا الوسطى وقوات حفظ السلام الإفريقية والفرنسية إلى حماية السكان المسلمين المتبقيين من الهجمات الانتقامية المروعة من قبل المليشيات المسيحية "انتي بالاكا".
كما أوضحت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية, أن القوات الدولية فشلت حتى الآن في حماية المدنيين في كثير من الأماكن، وأتاحت الفرصة لمليشيات "انتي بالاكا" المسيحية باثبات وجودها, مما أدّى إلى اندلاع موجة جديدة من العنف تهدّد الآن بالانتشار إلى مناطق أخرى في جمهورية إفريقيا الوسطى".
ونقلت الصحيفة عن بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش قوله "على هذا المعدل لن يكون هناك أي مسلم متبقي في جمهورية أفريقيا الوسطي، حيث تنزح الآن العائلات الملسمة المتبقية والتي عاشت بسلمية تامه في هذه الدولة لقرون طويلة إلى الدول المجاورة مثل تشاد والكاميرون".
بينما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية "إن رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى سامبا بانزا هددت بشن "حرب" على الميليشيات المسيحية المعروفة بإسم "انتي بالاكا" التي تفتك بالمسلمين هناك, حيث قالت "إن ميليشيا "انتي بالاكا" فقدوا معنى مهمتهم، وأضحوا اليوم هم الذين يقتلون وينهبون", مضيفة "أنهم يعتقدون أنني ضعيفة لأنني إمرأة، لكن من الآن، فإن (الانتي بالاكا) الذين يريدون القتل سيلاحقون".
برغم هذا رفضت الرئيسة أن تعترف أن ما يجري عبارة عن عملية "تطهير عرقي" حسبما ذكرت منظمة العفو الدولية، مشددة على أن ما يجري في بلادها عبارة عن "مشكلة أمنية", وقد وصل عدد الفارين والنازحين من المسلمين بسبب هذه الإبادة إلى عشرات الآف والذين توجهوا نحو كلا من الكاميرون وتشاد، كما لجأ قسم منهم إلى مخيمات خاصة بالنازحين داخل البلاد.
كما أشارت نيويورك تايمز إلى أن برنامج الأغذية العالمي بدء بنقل نحو1800 طن من المواد الغذائية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى, ووفقا للأمم المتحدة فان .31 مليون شخص، أي أكثر من ربع سكان افريقيا الوسطى، يحتاجون لمساعدة غذائية فورية.
جدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية في أفريقيا الوسطى تدهورت منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد، الذي حمل السلاح في نهاية 2012 وأطاح بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في مارس 2013, وبضغط من رؤساء دول وسط إفريقيا والقوات الفرنسية الموجودة, تنحى دجوتوديا وتم نفيه.
يشار أنه خلال فترة حكم دجوتوديا وجهت اتهامات إلى حلفائه في حركة سيليكا، معظمه من المسلمين, بارتكاب فظائع بحق سكان مسيحيين، مما دفع بالقرويين المسيحيين إلى تشكيل ميليشيات للدفاع عرفت باسم "انتي-سيليكا", لذلك غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها هذه الميليشيات ضد مسلحي سيليكا، وضد مدنيين مسلمين.
كما أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن جمهورية أفريقيا الوسطى تشهد أسوأ عملية تطهير عرقى ضد المسلمين فى تاريخ البلاد منذ استقلالها فى عام 1960, مشيرة إلى أن مسلمي أفريقيا الوسطى يفرون من وطنهم بإتجاه بلدان لا يعرفونها خاصة تشاد والكاميرون, هربا من الكراهية والمناجل.
أما القوات الفرنسية والأفريقية في قوة حفظ السلام فقد شنت في جمهورية أفريقيا الوسطى عملية واسعة لنزع سلاح المليشيات، تضمنت القيام بعمليات تمشيط وتفتيش المنازل في عدة مناطق بالعاصمة بانغي بحثا عن أسلحة تستخدمها المليشيات المسلحة, وقد استهدفت أحياء تعتبر معاقل لمتمردين ومقاتلين تابعين لمليشيات مسيحية، قامت خلال الفترة الماضية بحملات ترويع المسلمين وتهجيرهم من ديارهم.
برغم ذلك أصدر اتحاد علماء أفريقيا بيانًا نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، ندد فيه بالإبادة الجماعية التي تمارس ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى، محذرًا من اتساع الحروب ذات الطابع الديني والعرقي في المنطقة كلها, حيث قال "إن ما يتعرض له المسلمون في أفريقيا الوسطى من إبادة جماعية يذكر بما تعرض له التوتسي في رواندا، وهو ما يعد عارًا في جبين الإنسانية", منددا بعدم حيادية القوات الفرنسية تجاه نزع أسلحة الأطراف المتصارعة، وعدم فعالية القوات الأفريقية".
طالع ..المصدر
تعليقات