مونتينجرو "الصغيرة" .. كبيرة بمناظرها ومنتجعاتها المتألقة


ترجمة واعداد: حسن شعيب


برغم أنها أصغر بلدان أوربا فإنها تتميز بالكثير والكثير بدءا من المناظر الطبيعية والمنتجعات المتألقة والمساحات الخضراء الشاسعة وحتى جوها الرائع الممتع, وتعتبر إحدى روائع الطبيعية والتي يبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة وأحد أهم الوجهات الأكثر جاذبية المطلة على ساحل البحر الأدرياتيكي في أوربا الشرقية وذلك بفضل طرق الطيران المعدلة مما يجعل الوصول إليها يسيرا.  

لا تزيد مونتنيجرو "الجبل الأسود" على نصف مساحة ويلز, لكنها تضم بداخلها أكوام وخليط من الجبال والوديان, كما كانت أحد أفقر دول يوغسلافيا السابقة, وأعلنت استقلالها عن صربيا عام 2006, وحينئذ احتضنها سوق السياحة العالمي المتعطش دائما للوجهات الجديدة حتى وسمت بالعديد من الصفات والمسميات سواء "ريفيرا الجديدة" ثم "الجوهرة" أو أنها "جنة أوربا الشرقية".  

شقت مونتينجرو طريقها نحو الحداثة والتجديد بعد حصولها على الاستقلال التام برغم مرورها بالكثير من التقلبات والمنعطفات, والعديد من التذبذب بين الشرق والغرب وفترة طويلة من عدم الأمان حتى تميزت في البنايات المعمارية للمدن الساحلية الجميلة مثل "كوتور "Kotor" وبيراست Perast", وصارت مآربا خياليا لقضاء العطلات لما سبغت به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة ناهيك عن عبق الماضي الذي يتجسد في رحيق العصور الوسطى الذي يملأ مدنها وقراها إلى جانب أودية أنهارها الخالدة وشواطئها الساحرة.

وفي الآونة الأخيرة سادت مونتنيجرو موجة جديدة من الفنادق الحديثة, ومع ذلك فإن الغرف والمنازل والفيلات الخاصة ما زالت بديلا أرخص تكلفة,  وبذلك تكون الخيارات أمام السائح متاحة تماما حسب الإمكانات المادية المتوافرة سواء استئجار غرفة، أو شقة خاصة، أو النزول في أي درجة من الفنادق, كما يتمكن السائح استئجار "كوخ"  لقضاء أيام عطلته للبعد عن ضوضاء المدنية, مما جعل منظمة اليونسكو كثير من جزرها من التراث البشري الأوروبي بسبب نقاء هوائها العليل وطبيعتها الصحية ومياهها الصافية.

أما الشريط الساحلي لمونتينيغرو وجزره، فمعظمه رملي يوحي بأن أرضها مفروشة بحبيبات الذهب اللامع، ويجد بها أطول شاطئ على الجانب الشرقي من ساحل البحر الأدرياتيكي والذي يبلغ طوله 12 كيلو متر من الرمل الناعم الذهبي الذي يجد السياح فرصة للاستلقاء عليه والتمتع بأشعة الشمس المبهرة.

ومن أهم مدنها الساحلية هي مدينة "بودفا Budva" حيث تتميز بتطويرها المستمر لما يزيد عن 17 من الفنادق الضخمة وينتشر فيها العديد من المرافق السياحية ولا سيما في جزءها القديم منها حتى صارت أهم الوجهات السياحية لما تتميز به من  خدمات متنوعة, فضلا عن طرقها النظيفة، والمواقع الأثرية والسياحية الفائقة الجمال, كما أنها تتميز أيضا بتنوعها المثير للاهتمام بمزيج ثقافي بين المسلمين والمسيحيين والمآذن والمساجد والكنائس.

وعندما نغادر بودفا ترى منتجع "سفيتي ستيفان Sveti Stefan" التي لا تبعد كثيرا عنها، والتي تعتبر أحد أهم وأرقى المناطق السياحية في العالم, بعد تطويرها لتصبح نقطة هامة للجذب السياحي من الطراز الرفيع، بالإضافة إلى احتوائها على مجمعات عالمية لسلسلة من الفنادق الراقية وتتميز شواطئها بالألواح الخشبية للتزلج ومياها النقية والصافية جيدة لممارسة السباحة والغطس, وفيها يوجد قرية لصيادي الأسماك تعود للقرن الخامس عشر.

أطلق على "مونتنيجرو" اسم الجبل الأسود وذلك لما تتميز به من قمم جبلية رائعة توجد في شمال، تمنح السياح وهواة التنزه للاستمتاع بالعزلة والهدوء في تلك المناطق الجميلة, حيث ترتفع الجبال إلى أكثر من 2500 متر فوق سطح البحر، كما يمكنك مشاهدة المناظر من على ارتفاع 1400 متر والتي تكون سببا في محو عناء الطريق، وتأمل قمم جبال دور ميتور الرائعة عن كثب.

تغرب الشمس في مونتنيجرو على خليج كوتور Kotor والذي تُدرج على قائمة اليونسكو للتراث السياحي نظام تحصينات طوله ثلاثة أميال, وفيها يمكنك زيارة الكاتدرائية الرومانية التي أنشئت في القرن الثاني عشر وكذلك متحف الجبل الأسود البحري ثم الذهاب إلى قلعة لكي تنعم بإطلالة سان جونز الرائعة.

أما التراث الثقافي فالجبل الأسود يتميز بالعديد من الكنائس والأديرة ذات الجاذبية التي تكرس ثقافة الأغلبية الأرثوذكسية في البلاد, ومن هذه الأديرة "الدير الأبيض" المذهل والذي ينحت من على الصخور وهناك سترى طابور من الحجاج الذين  ينتظرون ليشاهدوا ما تبقى من القماش المغطاة على القديس باسيليوس المعجزة.

أما مدينة "سيتينيي Cetinje" فهي موطن المتحف الوطني في مونتنيجرو والذي يعتبر في الواقع أربعة متاحف منفصلة من المباني التاريخية بالقرب من ميدان "كرالج نيكول", ويضم متحف الفن هناك مجموعة من الرسومات المونتيجرية التي تستحق المشاهدة والتتمتع بها.

أما عن الطعام والشراب فيمكنك بواحد يورو أن تحتسي فنجانا من الشاي وقهوة أو زجاجة " Niksic" للجعة المنعشة, أما الأكلات فيتضمن الجبل الأسود لحوم الخنزير والجبن, ومن بين أشهر هذه الأكلات "بيركو" والتي تعد أفضل الأطعمة السريعة هي المفضلة في دول البلقان فضلا عن المعجنات والكباب, والأسماك الطازجة والمأكولات البحرية الممتازة.

لا يخالجك شك أنك ستتمنى العودة إلى "الجبل الأسود" أو مونتنيجرو لكي تعيد الكرة سواء في الاستمتاع بالتنزه على قممها الجبلية ومشاهدة المرتفعات كما أنك لن تستطيع أن تنسى مياها النقية ولا رمالها الذهبية اللامعة حتى المأكولات لن يذهب مذاقها من فمك ولو مرت شهور وسنين.

طالع .... المصدر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء