مسلمو الويغور.. معاناة تتجدد!



ترجمة: حسن شعيب

من جديد عادت أزمة مسلمي إقليم شيجيانج في الصين, بعد أن هاجمت قوات من الشرطة عشرات المسلمين بعد خروجهم من أحد المساجد، مما أدى إلى مقتل 35 شخصا على الأقل، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 25 آخرين، وهذا بطبيعة الحال زاد من حنق ومعاناة المسلمين في الصين ولا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
ليس هذا فحسب, فلم تكتف السلطات الصينية بالتعتيم الإعلامي أو حتى منع الوسائل الإعلامية المحايدة تغطية الأحداث، بل إن الإعلام الحكومي الصيني اتهم المسلمين في إحداث "أعمال شغب" على حد قولها، مدعية أن العشرات من المسلمين هاجموا مركزاً للشرطة.
جديرٌ بالإشارة أن هذا الهجوم الذي راح ضحيته 35 شخص في إقليم شيجيانج، التي توصف بـ"لؤلؤة شمال غرب الصين" والغنية بالموارد الطبيعية، تعود بالذاكرة إلى المواجهات الدامية السابقة، بين قومية "الهان"، التي ينتمي إليها غالبية الصينيين، وقومية "الويغور"، في عام 2009 وخلفت الآلاف من القتلى والجرحى.
من جانبها أوردت الإذاعة التابعة للدولة أن "شباناً من الويغور على متن دراجات نارية كانوا يغادرون المسجد وهم يرددون شعارات دينية ما أثار خوف عناصر الشرطة الذين فتحوا النار عليهم، فقتلوا منهم عددا كبيرا وأصيب آخرون".
في ذات السياق, طالب سفير الاتحاد الأوروبي لدى بكين الصين بإعلان مزيد من المعلومات والتفاصيل بشأن أحداث العنف العرقي في إقليم شينجيانج شمال غربي البلاد, حيث قال ماركوس ايديرر، "إن الاتحاد يعتقد أنه من الضروري معالجة الأسباب الكامنة وراء التوترات بين عرقية الويغور المسلمة وبين عرقية الهان التي تمثل الغالبية الصينية", كما أعرب إيديرر عن قلق الاتحاد الأوروبي حيال فقدان الشفافية في التقارير الرسمية بشأن أسباب وطبيعة العنف.
أما السلطات الصينية فقد أصدرت أمرا لقوات الأمن المركزي بتسيير دوريات على مدار الساعة في شينجيانج، في أعقاب الاشتباكات الدموية التي خلفت ستة وخمسين قتيلا على الأقل خلال الشهور العديدة الماضية, كما أغلقت السلطات المساجد بإقليم "شينجيانج"، بعد اتساع أعمال العنف وارتفاع عدد القتلى إلى 35 قتيلا.
جدير بالذكر أن المحاكم الصينية كانت قد أصدرت في الآونة الأخيرة أحكاما بالسجن لفترات تصل إلي ستة أعوام على 19 من مسلمي الويغور لاتهامهم بالتحريض على الكراهية العرقية والتطرف الديني.
كما زعمت صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين "أن نحو 100 من اليوغور ذهبوا إلى سوريا للقتال في صفوف المعارضة السورية وعاد بعضهم إلى شينجيانج لتنفيذ هجمات لدعم تركستان الشرقية", مضيفة "أن وحشية المجموعات الإرهابية التي قامت بهجمات عنيفة ضد المواطنين في منطقة شينجيانج ذاتية الحكم غربي الصين، أثارت غضب الأمة الصينية بأكملها مما جعل الحزب الشيوعي والحكومة في الصين مصممان على الحفاظ على الأمن ومواجهة هذه الأحداث بكل قوة".
كما أوضحت الصحيفة "على الرغم من وقوع تلك الهجمات في شينجيانج, فينبغي ألا نعتبر الأمر قضية عرقية أو دينية وإنما هو عمل إرهابي تماما.. موضحا أن من وصفهم بالإرهابيين هاجموا مدنيين أبرياء وضباط شرطة دون مراعاة القوانين ولا الحياة البشرية ويجب أن يتم ردعهم بقوة".
يبدو أن الدفاع عن حقوق مسلمي الويغور ووقف القمع والاضطهاد ضدهم تحول إلى معركة من أجل الوجود والبقاء, مما يُهدد بانقراض شعبها بسبب طمس الهويّة التي تمارسها الصين.
يشار أن شوارع إقليم أورمتشي الصيني أو منطقة شينجيانج غرقت ًفي بحور من الدماء عام 2009، إثر قمع الشرطة الصينية للاحتجاجات السلميَّة التي قام بها مسلمو الويغور في شوارع عاصمة الإقليم, ردًّا على اعتداءات (الهان) عليهم، والتي أودتْ بحياة  197 شخصًا, وإصابة 1700 آخرين.
أما المجتمع الدولي فوقف مكتوفي الأيدي حيال هذه الجريمة, بل إنه لم يكترث مطلقا بمعاناة المسلمين، وأشاح بوجهه إلى الجانب الآخر, رغم أنها كانت أسوأ أزمة عرقية شهدتها الصين منذ سنوات, حسب التقرير الذي أعدَّتْه منظمة حقوق الإنسان.
-----------------
طالع ...المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء