"30 يونيو" في مصر.. بعيون غربية!
ترجمة: حسن شعيب
لم
يتورَّع معارضو نظام محمد مرسي في مصر أن يكون أتباع النظام السابق الذي
أطيح به عبر ثورة 25 يناير, عونًا لهم للإطاحة به بعد عام قضاها الرجل في
سُدَّة الحكم, حتى لو أريقت في سبيل ذلك دماء المصريين.
حسب قول محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ المعارضة في جريدة "فاينانشيال تايمز"
"من المفارقة أن يتلقى الثوار, الذين أطاحوا بمبارك الدعم اليوم من أعضاء
حزبه القديم, حيث اتحدوا من أجل إجهاض مشروع إسلامي غامض يسعى لتنفيذه مرسي
ومؤيدوه", وبالفعل تعاون الجميع على النظام الإخواني من أجل الإطاحة به في
30 يونيو, اليوم الذي اجتذب اهتمام وسائل الإعلام.
كما
أضافت الصحيفة البريطانية, قائلة: "إنَّ محمد مرسي وصل إلى سدة الحكم عبر
انتخابات حرة قبل عام، لكن من المتوقع أن تجتاح الاحتجاجات التي تنظمها
المعارضة والتي تطالب برحيل مرسي أنحاء مصر، ناهيك عن اندلاع أعمال عنف مع
تهديد الجيش بأنه لن يقف مكتوف الأيدي، وهو يرى البلاد تدخل في نفق مظلم".
وأوضحت
الصحيفة أنَّ "الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية هي عملية معقدة
بلا شك، ولم تكن مهمة مرسي سهلة، فقد ورث نظامًا انهار فيه الأمن العام"،
زاعمة "أنَّ مرسي يعتبر واجهة لحكم جماعة الإخوان المسلمين التي تدير
البلاد, وبذلك يصبح رهينة في أيديهم بدل أن يتحمل مسؤولية أمام الشعب ككل".
بينما
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: "إنَّ الرئيس مرسي ارتكب أخطاء بلا شك،
كما اعترف بنفسه, خلال خطابه, لكنه لا يمكن تحميله المسئولية الكاملة لهذه
المشاكل، لأنَّ الانقسام في المجتمع المصري ساهم في تعقيد هذه المشاكل,
حيث تدهور الاقتصاد وزاد الانفلات الأمني".
كما
سيطر التشاؤم على تحليلات المعلقين على مظاهرات 30 يونيو المطالبة بإزاحة
الحكم الإخواني, خاصة بعد اندلاع أعمال العنف, حيث قالت صحيفة "واشنطن
بوست" الأمريكية: "بعد عام من الحكم, تتحرك مصر نحو صراع سياسي قد يُخلف
نتائج كارثية", مشيرة إلى "أنَّ هذا الصراع, من المحتمل ألا يعود بالفائدة
على كلّ من النظام الحاكم والمعارضة، لكنَّه من المؤكد قد يُدمر آمال مصر
في تعزيز نظام ديمقراطي مستقر".
أما
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية فقد قالت: "أيًا كانت النتيجة التي سيتمخض
عنها 30 يونيو، فإنَّ مشكلات مصر الهيكلية العميقة ستستمر, إلا أنَّ
المجتمع سيتناولها عبر مؤسسات واهنة وممزقة، وعملية سياسية عاجزة عن طرح
سياسات واضحة، وفريق من الخاسرين الساخطين وآخر من الفائزين المرتابين، في
ظل غياب إجراءات مقبولة لتسوية الخلافات السياسية".
تحت
عنوان "مصر: ثورة على حافة تدمير ذاتها", كتبت صحيفة "الجارديان"
البريطانية "أنَّ 30 يونيو قد يشهد خروج الملايين للشوارع واشتعال مواجهات
ملحمية، وأنَّ أعمال العنف التي وقعت قد تمهد "لانهيار شامل وفوضوي", مضيفة
"أنَّ الخطر يحدق بثورة يناير, حيث قد تؤدّي هذه المظاهرات إلى فقدان
مكتسباتها، ويعود المصريون للوراء أكثر من 60 عام".
من
جانبها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إنَّ الوضع في مصر يزداد
سوءًا بالنسبة للرئيس محمد مرسي، قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لتوليه
سدة الحكم، حيث يزداد الغضب ضد سياساته, مضيفة "مع اقتراب الذكرى السنوية
الأولى لوصول مرسي لسدة الحكم تبدو المشاكل وكأنها تحاصره من كل اتجاه،
ويواجه استياء واسع النطاق من مختلف فئات الشعب، وهو ما قوض قدرته على
ممارسة سلطاته، ومعالجة المشاكل الأكثر إلحاحًا في البلاد".
كما
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى "أنَّ الرئيس المصري محمد مرسي ورث دولة
مختلة وظيفيًا، حيث أرهق نظام "مبارك" الاستبدادي البلاد، وهمش الشعب, مما
جعل العام الذي قضاه في السلطة أكثر صعوبة، حيث انقطاع التيار الكهربائي
وارتفاع الأسعار", مؤكدة "أن الوضع في البلاد يزداد سوءًا بالنسبة للرئيس",
كما قال محللون: "إنَّ الوضع الحالي في البلاد يضع الحكومة في دوامة
ويجعلها غير قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة وهو ما يؤدي لازدياد السخط".
كما
وجهت كريستيان ساينس مونيتور نصيحة للرئيس محمد مرسي بتبني مزيد من
الانفتاح والالتفات لصرخات شعبه ووضع خريطة مصالحة وطنية، حتى لا يواجه
ثورة ثانية", كما قالت إنَّ المصريين لم يعد أمام خيارات كثيرة, حيث إنَّ
البدائل المطروحة قليلة, حيث انعدمت الثقة بالأحزاب السياسية التي ظهرت علي
الساحة بعدما تمت الإطاحة بمبارك".
لذلك
استبعدت المجلة الأمريكية "نجاح حملة "تمرد" في إجبار الرئيس علي التخلي
عن منصبه حتى وإن استطاعت تحقيق هدفها بجمع 15 مليون توقيع قبل 30 يونيو،
علي الرغم من عدم توخيها الدقة في احصاء الاستمارات".
في
ظل التخبط الذي تشهده البلاد والحشد في إطار الاستقطاب بين طرفي المعادلة
المعارضة من جهة بجميع مكوناتها والإسلاميين والمؤيدين من جهة أخرى،
وانتظار وشيك لتدخل الجيش, تبدو الرؤية السياسية غائبة عن كلا الخصمين,
المعارضة والمؤيدين, فضلاً عن المبادرات التي تضع نهاية للأزمة التي قد
تنفجر في مصر في أي لحظة وتحقن دماء المصريين.
-------------------
طالع ...المصدر
تعليقات