الحلال في كندا.. حلمٌ أصبح حقيقة!
ترجمة: حسن شعيب
حقق
أول مهرجان للطعام الحلال في كندا نجاحا باهرا وقياسيا من إقبال الحشود
عليه , مما أظهر وجود تنوع في سوق الأغذية في أحدى أهم دول أمريكا
الشمالية, وقد أجرت عمبر رحمان حوارا نشره موقع "هوفيجنتون بوست" الأمريكي
مع السيدة التي جاهدت من أجل إقامة هذا المهرجان في كندا, وهذه ترجمة
المقابلة:
بعض
الأفكار العظيمة تحتاج إلى شيء واحد فحسب, وهو الشخص الذي يؤمن بها ويسعى
لتنفيذها على أرض الواقع, وهذا بالضبط ما فعلته سليمة جيفاراج, مؤسسة
"الغذاء الحلال" والسبب الرئيس في إقامة مهرجان له في كندا", حيث أنها
استخدمت طعامها وقدراتها التسويقية لجعل صناعة الطعام الحلال أحد أكبر
الصناعات التي تجلب مليارات الدولارات في القرن الواحد والعشرين.
ربما
لن تقدر الصعوبات والعوائق التي قابلت سليمة وفريقها عندما ترى الفرح
والسرور عليهم بسبب الماركة التجارية التي أسسوا لها, لكنها لم تكن ذلك
أبدا, وقد أجريتُ هذا الحوار مع صاحبة فكرة الطعام الحلال في كندا والتي
استطاعت أن تساعد مجتمعها من خلال هذه الفكرة العظيمة لتدخل عليهم السرور.
ما الذي جعلك تبدئين في مشروع "الغذاء الحلال"؟
قبل
عامين, وبعد ولادة طفلي الثاني بقليل, أردت أن أقوم بشيء أستفيد بخبرتي في
صناعة التسويق لرد الجميل إلى المجتمع المسلم, والتركيز على شيئا ما
أعشقه, وبعد قليل من البحث كانت كل الأشياء تشير إلى الغذاء الحلال, وجدت
أنه لم يتم تقديمه فقررت أن أقوم بإنشاء موقع إلكتروني الذي يركز على الرد
على من يحتاج إلى مزيد من المعلومات عن الطعام الحلال في مدينة تورنتو
الكندية, وكانت خطتي أن أنشئ محور مركزي للطعام الحلال في تورنتو أولا ثم
يمتد بعد ذلك إلى بقية المدن الكندية الأخرى.
كيف ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية ثقافة الغذاء الحلال؟
لقد
كان قرار التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي قرار اقتصادي واستراتيجي
على حد سواء, حيث أن "التواصل الاجتماعي" غير مكلف ولكنها مهارة يستحسن
استخدامها بشكل صحيح, ومن خلال الاستفادة بالتواصل الاجتماعي ومحرك البحث,
تمكنت من زيادة عدد الزائرين لموقعي عن الطعام الحلال.
وبعد
عامين من العمل الشاق, وصلت أخيرا إلى المرحلة التي كنت أتصورها, وقد
بوركت من خلال الدعم والقوي والمخلص من بعض الأشخاص الذين يقابلونني من
خلال عواطفهم المتحمسة, ولأن هذا العمل كان يعتمد على الإعلان, فقد أرادت
بعض الشركات أن تشترك في الإعلان على موقع "الطعام الحلال", حتى نتمكن من
استهداف المزيد من الأعداد الكبيرة في كندا, وقد ساعد في ذلك وسائل التواصل
الاجتماعي.
كيف كان رد الفعل على صناعة الغذاء الحلال من خلال كتاباتك؟
صحيح
أني لم أجد منذ اليوم الأول لمسيرتي سوى الدعم والتشجيع والإثارة المشتركة
على الموقع الالكتروني, وكأن الناس كانت تنتظر شيئا كهذا حتى يظهر
المجتمع مزيد من الدعم, وعلى وجه التحديد كان يخبرني أصحاب المطاعم أن
عملهم يزداد طول الوقت وأنهم ممتنون لتسليط الضوء على الطعام الحلال.
حتى
أني تلقيت مكالمة من أحد أصحاب المطاعم والذي قال لي أنه عمله ارتفع
وتيرته بما لا يقل عن 25 بالمائة, وما زال العديد من الزبائن الجدد يقبلون,
وفور سماعي ذلك شعرت أني قمت بتقديم المساعدة لصناعة الطعام الحلال التي
تصارع من أجل البقاء وهذا ما أعطني دفعة للاستمرار فيما أقوم به.
لماذا وكيف جاءت فكرة مهرجان "الغذاء الحلال"؟
استضافت
عدد من المدن الأخرى حول العالم مهرجانات "الطعام الحلال", وقد واتتني
الفكرة عندما تذكرت فيديو على "اليوتيوب" عن أحد هذه المهرجانات في صيف
2012 بولاية نيوجيرسي, لذلك تمنيت أني لو تمكنت من إقامته هنا, وقد
استغرقت بعض الوقت في التفكير في احتمالية ذلك.
كان
من الضروري أن يخرج المهرجان بشكل محترف ويعكس مدى التنوع في مدينتنا, كما
يجب أن يلبي مهرجان الطعام الحلال في تورنتو جميع الرغبات ويبدو تفاعليا
مع الديموغرافية المسلمة وبخاصة في الأسرة مثل الأطفال وما يشتهونه, وقد
عرضت الفكرة على زوجي وبعد ذلك علمنا أننا بحاجة إلى مزيد من العون وسريعا
قمنا بجلب أربعة أعضاء ليكونوا جزء هام من المنظمة.
أما
أعضائنا الرئيسيين فقد كانوا كل الخبراء في المجالات المعتبرة وما يجمعنا
من عاطفة نحو أهمية الطعام الحلال, وقد كان المهرجان وسيلة لكي نقدم ما
لدينا ويسبغ علينا مزيدا من الإلهام نحو التنمية, كما اعتبر وسيلة ممتعة
وتفاعلية لتثقيف الناس وتحفيزهم للبحث عن الطعام الحلال.
كيف تشارك مهرجان "الطعام الحلال" مع "مركز رعاية المسلم" في تورنتو؟
في
الواقع, لقد أردنا أن ننحاز بأنفسنا إلى المنظمة التي تركز على المجتمع
المحلي, قمنا بإجراء بعض البحوث وأحببنا البرامج المذهلة التي يقدمها مركز
رعاية المسلم في تورنتو, حيث انبهرنا بفكرة بنك الطعام وحقائب الإفطار في
شهر رمضان وما يقدمونه من أطعمة حلال.
----------------
طالع ... المصدر
تعليقات