سارة نتنياهو.. تحكم وراء الكواليس!
ترجمة: حسن شعيب
مع
أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستوري في منتصف مارس الماضي,
جرد بنيامين نتنياهو, رؤوفين ريفلين، رئيس الكنيست منذ فترة طويلة، من
منصبه, وهي الخطوة التي هزت المشهد السياسي الإسرائيلي، مما جعل وسائل
الإعلام الإسرائيلية تطرح الاسئلة والتكهنات حول سبب الإطاحة بريفلين, هل
كان السبب تورطه في قضية سياسية بالغة الأهمية؟ أم أنه كان غير مخلصا بشكل
كاف لبيبي؟ فيما ترددت أقاويل أن جرمه غضب سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء .
من
جانبه, أكد ريفلين صحة هذه الشائعات, قائلا "بالإضافة إلى كلا من رئيس
الوزراء وأفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية السابق، هناك شخص ثالث مسئول عن
فصله, دوما في قلب الأمور ولكن من وراء الكواليس", وعندما سُئل عما إذا كان
ذلك الشخص هو سارة نتنياهو، لم ينكر ريفلين ذلك، مكتفيا بالقول انه لا
يريد الخوض في القيل والقال .
يبدو
أن الإطاحة بريفلين لم يكن سوى مثال آخر على السلطة المفرطة التي تمارسها
سيدة إسرائيل الأولى, وفقا لمجلة فانيتي التي نقلت عن احد الأقطاب
الإسرائيليين قوله "إنها تدير المسرح هنا في إسرائيل", مضيفا "إنها تستطيع
صنع او تحطيم أي شخص", وبالفعل، اختيرت سارة نتنياهو من قبل مجلة فوربس
الإسرائيلية كأقوى سيدة في إسرائيل، متفوقة بذلك على كبار الأثرياء من رجال
الأعمال والصحفيين والسياسيين .
بينما
يختلف الشعب في رسم صورة لها, حيث تميل وسائل الإعلام إلى تصويرها كسيدة
هستيرية متعطشة للسلطة، فيما يرسم أنصار نتنياهو، صورة أخرى مضادة للصورة
الأولى لسارة كأم محبة وزوجة داعمة لزوجها ضد خصومه السياسيين .
قبل
شهرين فحسب, كادت سارة أن تتسبب بخسارة زوجها رئاسة الحكومة, وزراء, حيث
احتاج نتنياهو أن يتحالف مع نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي, والتي
توترت العلاقة بينهما – حسب وسائل الإعلام- بسبب سارة, التي لا تحب بينيت،
وتعتقد بأنه طموح للغاية, مما يُهدد نفوذ السيدة الأولى .
بعد
انقضاء الانتخابات, سُئل بينيت مرة أخرى حول إمكانية عمله مع نتنياهو
وزوجته, حيث قال "انه لا بأس بذلك مستخدما تعبيرا إسرائيليا, يستخدم في
الغالب, للدلالة على شيء ابعد ما يكون عن الرضا", كما ظلت الشائعات الفاسدة
تتردد إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة, فيما تراجع نتنياهو, في اللحظة
الأخيرة، عن اتفاق يمنح بينيت ويائير لابيد مناصب نواب رئيس الوزراء, والذي
قيل أن السيدة الأولى كانت وراء هذه الخطوة, لكن الحاجة السياسية الماسة
اضطرت سارة لقبول انضمام بينيت إلى الحكومة .
سواء
كانت قصة بينيت صحيحة أم لا، فهي تنسجم كثيرا مع صورة سارة نتنياهو في
خيال الجمهور الإسرائيلي, حيث يقال أن لديها مزاج يصفه الإسرائيليون بأنه
"شخصية إشكاليه", فضلا عن الروايات التي تقشعر لها الأبدان, والتي كشفت
عنها المربيات السابقات، وخدم المنزل، والمساعدون, حتى أنهم رفعوا الدعاوى
القضائية على السيدة الأولى, حيث رفعت مديرة منزل, في العام الماضي, التي
خدمت لدى عائلة نتنياهو فترة طويلة, دعوى قضائية ضد السيدة الأولى اتهمتها
فيها بسوء المعاملة .
علاوة
على ذلك، تشير تقارير وسائل الإعلام أن شعور سارة بالأهمية أدى إلى إساءة
استخدام الأموال العامة والخاصة على حد سواء, حيث سلطت وسائل الإعلام الضوء
على ما تنفقه عائلة نتنياهو على الآيس كريم, فيما تعود تصرفات سارة السيئة
في الأضواء العامة إلى أكثر من عقد من الزمان, حيث أجرت صحيفة نيويوركر
عام 1998, خلال فترة نتنياهو الأولى, مقابلة مع مساعد نتنياهو المقرب،
الراحل ديفيد بار ايلان, والذي عرج في حواره للحديث عن السيدة الأولى .
"في
الواقع, سارة ليست المرأة الأكثر استقرارا في العالم", لكن الأمر تحت
السيطرة, يبدو أن بار إيلان كان مفرطا في التفاؤل بشأن مزاج سارة وشهية
الجمهور الإسرائيلي حول أي شيء يخص السيدة الأولى, حيث يرون الإسرائيليون
سارة كشخص مهووس بشكل مرضي بسبب مكانة زوجها, لكن هذه ليست الصورة بأكملها,
فعندما كان زوجها, في عام 2002، خارج السلطة، قالت سارة في مكالمة هاتفية
تسربت إلى وسائل الإعلام, "إن بيبي زعيم أكبر من هذا البلد, وأنه زعيم له
مكانة دولية حقيقية, سننتقل إلى الخارج, دعوا البلاد تحترق، والبلاد من دون
بيبي لن تبقى على قيد الحياة ".
تبدو
سارة مسيطرة تماما على زوجها, لكن مصدر هذه السيطرة المزعومة تعود إلى عام
1993, عندما اتصل معارضون سياسيون بـــــ "بيبي" بمنزله وهددوا بنشر شريط
فيديو مع امرأة أخرى إذا لم يسحب نفسه من السباق على زعامة الليكود, في
اليوم التالي, خرج نتنياهو على التلفزيون معترفا بالأمر والعلاقة، رافضا
الخضوع للابتزاز, ولم يتم نشر الشريط أبدا .
سيلٌ
من القيل والقال يعد هذا الحادث, وكثير من الهمسات أن نتنياهو ابتاع ولاء
سارة بعقد تم توقيعه تنازل فيه لزوجته سارة عن بعض السلطات في مكتبه في تل
أبيب, وبرغم أنها شائعة أكثر غرابة وغير قابلة للتصديق, لكن القصة استمرت
لأن الإسرائيليين يريدون تفسيرا: لماذا تمارس سارة الكثير من السلطة
ظاهريا؟ وما الذي تضعه في رأس زوجها؟
حسب
مصدر موثوق على مقربة من الزوجين لمجلة فوربس الإسرائيلية "قد لا تكون
سارة تدخل بشأن ما إذا كان يجب رفع الضريبة على القيمة المضافة أو مهاجمة
إيران", "لكنها بالتأكيد تشارك في اتخاذ قرار بشأن الجهة التي تقرر هذه
القضايا المهمة والمصيرية ."
في
مطلع العام الماضي، اندلعت فضيحة في مكتب رئيس الوزراء عندما تم القبض على
ناتان ايشيل رئيس ديوان نتنياهو بتهمة التحرش الجنسي بموظفة شابة, وأصبحت
الفضيحة متفجرة عندما جاء ثلاثة من كبار مساعديه بالأدلة, وفي نهاية
المطاف, وافق ايشيل على الاستقالة من منصبه بدلا من توجيه تهم جنائية ضده,
وبدلا من مكافئة المساعدين الثلاثة, أبعدوا بسرعة من الحكومة, وظل ايشيل،
المقرب من سارة، في عمله مع رئيس الوزراء بصفة شبه رسمية, حتى طرح اسمه
كمفاوض محتمل في محادثات تشكيل الحكومة الائتلافية الأخيرة .
قد
لا تكون سارة شخصا لطيفا, لكن هذا لم يكن أبدا شرطا مسبقا ينبغي توفرها في
الشخصيات العامة, لكنها بلا شك كانت ولا زالت هدفا سهلا أمام وسائل
الإعلام ووسيلة مناسبة لاستخدامها ضد زوجها, وهي كثيرا ما سهلت عملهم, بيد
أنه حتى الآن لم تتضح الأمور عند محاولة تفسير سلطة سارة نتنياهو في
إسرائيل, لكن يكفي أنها المرأة التي تشارك أقوى رجل في إسرائيل حياته.
------------------
طالع.. المصدر
تعليقات