روسيا.. الإسلاموفوبيا تطل برأسها!
ترجمة: حسن شعيب
موجة
من العنف المتصاعد ضد المسلمين في روسيا وبخاصة الذين اعتنقوا الإسلام
حديثًا, فقد عثرت الشرطة الروسية الشهر الماضي على جثمان الممثل الروسي
الشهير "أندري بان" مقتولًا في منزله في موسكو، بعد اعتناقه الإسلام
حديثًا, كما يتعرض الروس المسلمون, الذين دخلوا حديثًا في الإسلام,
للاضطهاد والإيذاء والملاحقة.
يبدو
أنَّ "أندري بان" ذاق حلاوة هذا الدين العظيم فمضى يدعوا الروس لاعتناق
الإسلام, لكن التطرف الروسي لم يمهله, حيث أظهرت النتائج الأولية لتحقيقات
الشرطة، وتقارير الطب الشرعي التابع للمحكمة, أنَّه طعن بمائة طعنة في كل
أنحاء جسده، وقطع يده مما أودى بحياته، كما عُثر معه على خطاب يدعو فيه
الروس للإسلام حتى تحل الأزمة الاقتصادية في البلاد, لكن حتى الآن لم يُلقِ
القبض على أي متهم في هذه القضية المثيرة.
لم
يكن بان سوى ضحية لظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا
ووصلت إلى ذروتها, على ما يبدو, في روسيا بشأن المسلمين الجدد والذين
يواجهون, في الواقع, ضغوطًا مختلفة من السلطات وقوات الأمن ليرجعهم عن
قرارهم بالدخول في الإسلام, فضلاً عن الاضطهاد وعدم تمتعهم بحقوق مساوية
التي يتمتع بها "المسيحيون" الأرثوذكس.
ووفقًا للتقارير,
تمارس قوات الأمن التابعة للسلطات الروسية سلسة متنوعة من المضايقات
والإيذاء وربما التعذيب ضد المسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا من
الروس, وحسب بيان صادر عن المدافعين عن حقوق الإنسان في داغستان, قال فيه:
"إن الروسيين الذين يقبلون الدخول في الإسلام يتعرضون للاضطهاد من قبل
الموظفين في أجهزة الأمن والاستخبارات".
من
جهة أخرى, نفت وزارة الداخلية حدوث أي من هذه الممارسات ضد المسلمين؛ حيث
قالت إنَّ المسلمين لا يواجهون أي مشكلة", بينما أعرب ماجومدراس عمروف,
ممثل معهد داغستان الإسلامي, عن الزيادة الضخمة في المتحولين إلى
الإسلاميين خلال السنوات الأخيرة, كما ينتشر الإسلام بشكل سريع للغاية بين
النساء خاصة, على حد قوله, نافيًا وجود أي مشكلة تواجه المسلمين.
قد
تندهش من تصريحات عمروف, لكن هذا طبيعي في ظل سعى السلطات الروسية الدءوب
للسيطرة على الإدارات الدينية، التي يدين قياداتها بالولاء لروسيا، ويعملون
على تنفيذ رغباتها, كما تذعن في إذلال المسلمين، وحرمانهم من حقوقهم
المدنية، ومحاولة قمع الإسلام والمسلمين في البلاد.
أما
جلنار روستموفا, مديرة منظمة حقوقية فقد أوضحت أن العديد من الذين اعتنقوا
الإسلام حديثًا غالبًا ما يطلبون مساعدتها, مشيرة إلى أن منازلهم يتم
تفتيشها بشكل مستمر كما تقوم الشرطة باستجوابهم دون توجيه أية اتهامات لهم
مرات عديدة.
بينما
زعم فيكسلاف حسنوف, مدير مركز الصحافة التابع لداغستان, أنَّ الادعاءات
التي ذكرها المدافعون عن حقوق الإنسان ليست صحيحة", مدعيًا أنَّه لا يتم
استجواب سوى المتمردين من المسلمين فحسب", برغم هذه المزاعم, أكَّد خبراء
إقليميون في المنطقة "أنَّه يتم ملاحقة المسلمين من البلغاريين
والأوكرانيين بالإضافة إلى المسلمين الجديد من الروس".
كما
يواجه المسلمون في روسيا الكثير من المشاكل, مثل ندرة عدد المساجد التي
يصلى فيها, برغم كثرتها لكنها لم تسترجع حتى الآن؛ فقد كان عدد المساجد في
روسيا قبل ثورة أكتوبر الشيوعية يزيد عن 14 ألف مسجد في مختلف المناطق، وظل
عدد المساجد يتناقص حتى وصل إلى ثمانين مسجدًا فحسب.
جدير
بالإشارة أنَّ المسلمين في روسيا يشكلون حوالي 15% من نسبة السكان,
والبالغ عددهم حوالي 140 مليون نسمة, أي أنه يعيش في روسيا نحو 20 مليون
مسلم, وذلك بعد استقلال خمسة عشر جمهورية من الجمهوريات التي كانت تشكل
الاتحاد السوفيتي سابقًا، ويبلغ عدد المسلمين في العاصمة موسكو وحدها أكثر
من مليون مسلم.
---------------
تعليقات