مسلمو أثيوبيا .. هل يسمع العالم صوتهم؟
ترجمة: حسن شعيب
منذ
ما يزيد عن عام, يوجه مسلمو أثيوبيا دعوة كلَّ أسبوع إلى الحكومة كي تلتزم
بالدستور الذي يحظر عليها التدخُّل في شؤون الأديان, بيد أنَّ الحكومة
الأثيوبية تزداد صلفًا وتعنتًا تجاه المسلمين؛ حيث ردَّت عليهم باعتقال
اللجنة الممثلة لمطالبهم لدى الحكومة.
وكعادة
المسلمين هناك, خرجوا في مظاهرات حاشدة بالعاصمة أديس أبابا وعدة مدن أخرى
احتجاجًا على استمرار الاعتقالات في صفوفهم وللمطالبة بحرية ممارسة
شعائرهم الدينية دون تدخل من الحكومة التي تدعم فرقة الأحباش على حسابهم.
تلبيةً
لدعوة ناشطين في حركة "ليسمع صوتنا" الإثيوبية التي يتكون أعضاؤها من
المسلمين, خرج مئات الآلاف من مسلمي أثيوبيا بعد صلاة الجمعة خرجوا
للاحتجاج في مدن عديدة على استمرار اعتقال السلطات الإثيوبية مفكرين وعلماء
قادوا مطالب المسلمين بحرية ممارسة شعائرهم.
جدير
بالإشارة أنَّ آلاف المسلمين قاموا بتنظيم احتجاجات ومظاهرات متفرقة من
وقتٍ لآخر في شوارع العاصمة الإثيوبية، ضد "تشجيع الحكومة لِمَا يسمى
بطائفة الأحباش", وهي فرع غريب عن الإسلام.
تحت
شعار "ليسمع صوتنا في كافة المدن", طالب المحتجون الغاضبون بحقهم في
ممارسة شعائرهم الدينية دون تدخل من السلطات الأثيوبية، مؤكدين أنَّ طول
تجاهل الحكومة لمطالبهم الدستورية لن يزيدهم إلا سخطًا وغضبًا, حيث أنتجت
السلطات الرسمية فيلمًا بثّته على القناة الرسمية الإثيوبية تتهم المسلمين
بالإرهاب والتطرف دون إدانة من قبل المحكمة.
هذا
الفيلم الذي يحمل عنوان "حركة الحرب المقدسة", الذي تَمّ بثه على شاشة
التلفزيون التابعة للدولة في ساعات الذروة, علق عليه محمد قدر, سائق سيارة
أجرة مسلم على إنتاج هذا الفيلم قائلاً في كريستيان ساينس مونيتور " لقد تَمّ تنسيق كل شيء بواسطة الحكومة".
ويستخدم
الفيلم الحركات الجهادية المجاورة للبلاد كذريعة لتشويه المسلمين في
أثيوبيا, حيث بدأ بتمثيل مقاتلين من المقاومة الصومالية حركة شباب
المجاهدين ومجموعة من مشاهد سفك الدماء في أعقاب هجمات المسلحين من حركة
بوكو حرام في نيجيريا, ولسبب غير مفهوم، تذاع مقاطع من المقابلات مع بعض من
المسلمين الـ 29 المعتقلين بتهمة المشاركة في الاحتجاجات المناهضة
للحكومة.
بينما
يرى فريق من المحللين أنَّ الفيلم الوثائقي هو محاولة من قبل الحكومة
لتشويه صورة المجتمع المسلم؛ حيث قال جون أبينك, باحث في مركز الدراسات
الأفريقية في جامعة ليدن في هولندا: "ربما كانت المخاطر التي يشكلها التطرف
الديني العنيف في إثيوبيا ليست وهمية, لكن الفيلم الوثائقي هو على الأرجح
مبالغة من الحكومة, حيث إنَّ حساسية المسلمين في إثيوبيا نحو التطرف مثل
"تنظيم القاعدة" ضئيل ويكاد يكون غير موجود".
أما هيلين استيبن,
الخبيرة الأمريكية في الشؤون الإفريقية فقد قالت: "إنَّ أوباما فشل في
التعامل مع الربيع الأفريقي, وأن الأكثر إثارة للقلق هو ما يحدث في أثيوبيا
بسبب عدم اهتمام الإدارة الأمريكية والقادة الأوربيين إلى قول أو فعل أي
شيء لدعم مئات الآلاف من المتظاهرين الإثيوبيين من المسلمين ضد تدخل
الحكومة في شؤونهم الدينية لأكثر من عام".
من
جانبهم, أنكر مسلمو إثيوبيا جميع التهم الموجهة إليهم من قبل السلطات
الرسمية، مؤكدين تشبثهم بالإسلام وعدم تنازلهم عنه مهما كانت الظروف والحيل
المستخدمة من الحكومة لإثنائهم عنه, وقد لاقت قضية اضطهاد المسلمين تعاطف
الجالية الإثيوبية بمسلميها ومسيحييها في الولايات المتحدة للتضامن مع
مطالب المسلمين.
ووفقًا
للإحصاءات الرسمية يشكل مسلمو إثيوبيا نحو 34% من تعداد البلاد, الذي يبلغ
عدد سكانه نحو 85 مليون نسمة، بينما ذكرت مصادر أخرى أنَّ مسلمي أثيوبيا
يصل إلى حوالي 50 % من سكان البلاد.
---------------------
طالع.. المصدر
تعليقات