اللاتينيات .. للإسلام سفيرات!
ترجمة: حسن شعيب
مرتدية
جلبابًا أسود طويلاً وحجابًا رماديًا, تجلس نهله موراليس, مهاجرة مكسيكية
ومعتنقة للإسلام حديثًا, مساعد مدير مشروع "لماذا الإسلام" الذي أطلقه
المركز الإسلامي بنيوجرسي في شمال أمريكا, أمام الكمبيوتر لتقوم بإدخال
ملاحظات وتتلقى المكالمات الهاتفية التي تأتِي على الخط الساخن للبرنامج, والذي
يعتبر مصدرًا هامًا للأفراد لمعرفة المزيد عن الدين الإسلامي, كما يقوم
المشروع بنشر المعلومات عن الإسلام في جميع أنحاء البلاد.
ولدت
موراليس في مدينة مكسيكو ولكنها انتقلت مؤخرًا إلى كاليفورنيا ثم إلى
ولاية نيويورك, وتعتبر فردًا من أعداد المسلمين الجدد المتنامية في أمريكا
اللاتينية, والتي تساعد في جلب الدين مجددًا إلى أوطانهم؛ حيث تقول
موراليس: "يوجد هنا العديد من المهاجرين,كما تنتمي اللاتينيات المهاجرات
إلى الإسلام بسبب الشعور "بالانتماء" الذي وجدوه داخل المجتمع الإسلامي",
مضيفة: "عندما يَقْدُمْن إلى المسجد وينظُرْن إلى الوجوه المبتسمة المشرقة,
فإنهن يشعرن بالترحيب".
ووفقًا
لتقرير مشروع "لماذا الإسلام" السنوي في 2012, "فإنَّ 19% من 3 آلاف مسلم
جديد ساعده المشروع في 2011 كانوا من اللاتينيين, وحوالي 55 % منهم كانوا
من النساء, كما اكتشف المسح الاستقصائي للمساجد في أمريكا, بعد المقابلة مع
أئمة 524 مسجدًا هناك, أنَّ عدد المسلمات الجدد زاد بنسبة 8% منذ عام
2000, وشكل اللاتينيون من العدد الإجمالي للمسلمين الجدد حوالي 12 % في عام
2011.
من
جانبهم, عزا الخبراء هذه الظاهرة إلى اتجاهات الهجرة الأخيرة؛ حيث يعيش
المسلمون والمهاجرون اللاتينيون جنبًا إلى جنب في الأحياء الحضرية في جميع
أنحاء الولايات المتحدة, من ولاية كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا إلى نيويورك
وحتى ولاية إلينوي؛ حيث يوجد أكثر من 72.5% من مواليد ذوي الأصول اللاتينية
في أمريكا، كما أنَّها أكثر الولايات التي يوجد بها المساجد.
من
جانبه يقول المحلل السياسي ويلفريدو رويز الذي اعتنق الإسلام في عام 2003:
"عدد المسلمين الجدد من النساء أكثر من الرجال"، موضحًا "أنَّ المهاجرين
اللاتينيين غالبًا ما يشعرون بالاستغلال في أمريكا اللاتينية والولايات
المتحدة, لكن المكانة العالية التي يقدمها الإسلام للنساء ربما يوفر بديلاً
معقولاً لهم جميعًا", مضيفًا: "سمعت من سيدة للاتينية أنَّهن يسعون إلى
الحماية والتي يجدونها بجانب الاحترام في الإسلام".
أما
خوان جالفان، المدير التنفيذي لجمعية الدعوة الأمريكية اللاتينية فيقول:
"إن غالبية المسلمين اللاتينيين الجدد كانت لهم تجارب شخصية مع المسلمين
الذين جعلوهم يعرفون الإسلام أقرب", موضحًا "قد يكون هؤلاء المسلمون,
أصدقاءهم أو أقارب أو زملاء الدراسة، وزملاء العمل، والمديرين أو غيرها,
ومن خلال هذا التفاعل تزداد معرفتهم عن التوحيد الإسلامي لأول مرة".
أما
موراليس, فقد عثرت على طريقها إلى الإسلام بعد ماضٍ مضطرب, حيث هاجرت
والدتها عام 1979 إلى الولايات المتحدة, تاركة ابنتها الرضيعة وراءها في
المكسيك تحت رعاية جدتها, وعندما بلغت موراليس عامها الخامس, لَمّ شملها مع
والدتها التي كانت قد استقرت في لوس أنجليس, وتروي قائلة "برغم أني أصبحت
مواطنة أمريكية إلا أنَّ الأمر كان بالغ الصعوبة بالنسبة لي للتأقلم حيث لا
أتحدث الإنجليزية وعدم قدرتي على التواصل مع أساتذتي وزملائي, لذا حاولت
العودة إلى المكسيك مرة أخرى".
بالإضافة
إلى هذه التحديات التي واجهتها, كانت موارليس ضحية لأعوام من الإهمال
والإساءة, وانتقلت موراليس إلى نيويورك عام 2001 قبل أحداث سبتمبر بقليل,
وتصاعدت الأنباء عن المسلمين المتشددين, فأخذت الفتاة المكسيكية في البحث
عن الإسلام, حيث تقول: "كنت أشاهد الأخبار التي تظهر المسلمين يهتفون "الله
أكبر الله أكبر", فتساءلت كيف يسمح الإسلام بقتل الناس إذا كان يقول أنه
السلام".
قررت
موراليس وقتئذٍ أنَّ تعثر على الإجابات بنفسها واشترت نسخة من القرءان,
كما بدأت في مصادقة بعض المسلمات على الإنترنت, واللاتي قالت عنهن "لقد كن
لطيفات للغاية, مما جعلني أكثر فضولاً, والتقيت مسلمة من بورتوريكو
بالصدفة, والتي أرسلت لي مجموعة معلومات عن الإسلام إلى جانب بعض الكتب
والقرآن، سجادة صلاة، وحجاب".
من
خلال الإنترنت, استمرّت موراليس في التواصل مع المسلمين وبحثها عن أقرب
مسجد لمنزلها الجديد في مدينة بيرجن الشمالية، ولاية نيو جيرسي, وبدأت
بزيارة المسجد واعتنقت الإسلام بنهاية المطاف في عام 2003، وواصلت نشاطاتها
كعضو فاعل في المركز التربوي الإسلامي في شمال هدسون.
وخلال
زيارات موراليس للمركز التربوي في عام 2009, سمعها أحد المشرفين على مشروع
"لماذا الإسلام" تتحدث الإسبانية بطلاقة وطلب منها أن تعمل لدى المشروع,
وفيه تقول "لقد رجوت الله أن يساعدني في إيجاد وظيفة أستطيع من خلالها أن
أتعبد إلى الله وأرتدي حجابي, وحينئذ عرفت أنها الله استجاب دعواتي".
منذ
أن هدى الله موراليس إلى الإسلام, وهبت حياتها ودراستها إلى دعوتها التي
وجدت فيه ملاذها ومرادها, ولا سيما فيما يتعلق باللاتينيين سواء داخل
أمريكا أو خارجها.
----------------------------
طالع.. المصدر----------------------------
تعليقات