بترايوس.. "نذل" حرب العراق يرحل مفضوحًا!

ترجمة: حسن شعيب

حينما سمعت نبأ استقالة ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد فضيحةٍ جنسيةٍ مع سيدة متزوجة, تذكرت دَوْرَه القذر في الحرب على العراق, واستدعى إلى الأذهان خِسَّته ونذالته مع بعض قيادات النظام العراقي ولاسيما إبَّان غزو العراق، وعلى التحديد مع وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم أحمد محمد.
كان الاتفاق بين الجنرال بترايوس ووزير الدفاع في نظام صدام حسين, سلطان هاشم أحمد محمد, يقضِي بأن يُطلق سراحه مقابل عدم دخول الجيش الموصل في مواجهة مع الجيش الأمريكي إلا أنَّه بعد الاستسلام غدر به الجنرال باتريوس وقام بتسليمه إلى السلطات العراقية والتي حكمت بإعدامه, حتَّى وصفه الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي بالخَسِيس.
وفي رسالة بعث بها بترايوس إلى العاملين في الوكالة بأنه أقام علاقة "خارج إطار الزواج"، معتبرًا أنَّ "تصرفًا من هذا النوع أمر غير مقبول لا كزوج ولا كمسئول في منظمة مثل منظمتنا", مضيفًا: "البارحة بعد الظهر توجّهت إلى البيت الأبيض وطلبت من الرئيس أن يقبل استقالتِي كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لأسباب شخصية وقد وافق عليها الرئيس بعد ظهر اليوم"... هكذا كانت هي نهاية أحد مهندسي خطة الحرب على العراق, وقائد القوات الأمريكية هناك منذ 2008 حتى 2011.
من جانبها قالت مجلة "تايم" الأمريكية: "إنَّ استقالة الجنرال ديفيد بترايوس, مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي أيه" من منصبه أمر ضروري لأنه يستحيل عليه قيادة مؤسَّسة يتحتم على العاملين فيها أن يكونوا محصنين ضد الابتزاز وهو نفسه عرضة له".
وأوضحت المجلة الأمريكية قائلة: "في عصر ما بعد مونيكا لوينسكي في واشنطن، هناك مِن الوسائل الأخرى الأكثر فاعلية للابتزاز وهي الخيانة الزوجية, حيث إنها تجعل المسئولين عرضة للضعف والاستغلال". مضيفة: "لكن الأمر أبسط من ذلك بكثير, حيث إنه في عالم التجسُّس والاستخبارات، هناك قائمة قصيرة من العيوب والنقائص التي يمكنك أن تستغلها لابتزاز خصومك، من بينها الموقف الفكري، والجشع، وكثرة الديون، والخيانة الزوجية بطبيعة الحال".
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد كشفت أنَّ بداية الفضيحة عندما وصلت شكوَى من امرأة خائفة طلبت حماية مكتب التحقيقات الفيدرالي من كاتبة سيرة بترايوس باولا برودويل التي هدَّدتها برسائل عبر البريد الإلكتروني, مما دفعهم للبدء في تعقب التهديدات ورسائل البريد الإلكتروني والتي كشفت عن وجود علاقة عاطفية بين وبرودويل وبترايوس.
كما ذكرت الصحيفة الأمريكية أحد القواعد التي وضعها بترايوس تحت صورة عائلة له أثناء الدراسات العليا حينما قال: "نحن جميعًا نخطئ والحل أن نعترف بأخطائنا ونقر بها, ويبدو أنَّ الجنرال  فعل ما كتبه قبل سنين, حينما اعترف بأخطائه وقدم استقالته" لكن هل اعترف بترايوس بخطئه كما تقول الصحيفة إلا بعد أن اكتُشِف وأصبح مرغمًا على الاعتراف به.
كذا أشارت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية إلى تاريخ الجنرال بترايوس في العراق حيث ذكرت أنه المسئول عن زيادة القوات الأمريكية المثيرة للجدال في العراق عام 2007, والتي حولت البلاد إلى حرب أهلية بين السنة والشيعة في العراق, كما اعتبرت الصحيفة البريطانية أنَّ استقالة الجنرال ديفيد بترايوس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، على إثر فضيحة علاقة جنسية خارج الزواج، يصبّ في صالح الرئيس الأمريكي الذي أُعِيد انتخابه قبل أقل أسبوع.
يبدو أن بترايوس في نهاية المطاف– كما يقول العديد من المحللين- نالَ جَزَاء ما فعله بالعراق وما خلّفه وراءه من فوضَى عارمة وحرب أهلية بين الشيعة والسنة, ومما زاد من مرارة السقوط المُدَوِّي لأبرز الرجال العسكريين حدوث هذا بعد وصوله إلى الذروة تقريبًا في حياته المهنيَّة, ليصبح علامة بارزة أخرَى في الفضائح الجنسية للمسئولين الأمريكية. 
------------------
طالع.. المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء