ادعموا "الويغور" حتى يبقى!
ترجمة: حسن شعيب
بعد
أن تحوّلت الاحتجاجات ضد السلطات الصينيّة من الدفاع عن حقوق الويغور ووقف
القمع والاضطهاد إلى معركة من أجل الوجود والبقاء, حذّرت زعيمة الويغور في
المنفي ربيعة قدير، في مؤتمر مع قادة الويغور في العاصمة اليابانيّة، من
انقراض شعبها بسبب ما وصفته بسياسات طمس الهويّة التي تمارسها الصين.
وخلال
الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أقليّة الويغور الصينيّة المسلمة في طوكيو, قالت
قدير: "نحن نكافح سلميًا وآمل أن توقف الحكومة الصينية قمع الويغور، وتقوم
بإصلاحات سياسيّة لتغيير حكمها الاستبدادي", مضيفة: "لقد أصبح الوضع في
الوقت الراهن أسوأ مما كان عليه في 2009 عندما تظاهر الويغور ضد السلطات
الصينيّة", مؤكدة أن سياسة بكين المبنيّة على "الاستيعاب القسري" أمرٌ غير
مقبول في ظل الديمقراطيّة الحديثة.
وعلى
هامش المؤتمر الذي استضافته اليابان في الشهر الماضي, قالت قدير: "في
السابق كنا نقاتل من أجل حقوقنا، كنا نحتج ضد قمع السلطات الصينيّة، لكننا
اليوم نخوض معركة من أجل بقائنا", كما قالت في اجتماع مع عدد من النواب
اليابانيين تابعين لهيئة دعم الويغور: "الوضع سيئ للغاية ووجودنا أصبح
مهددًا".
في
المقابل, بعث السفير الصيني لدى اليابان تشينغ يونغهاو برسالة إلى مجلس
النواب الياباني يطلب فيها بعدم التواصل أو دعم منظمة الويغور, واصفا سماح
الحكومة اليابانية بعقد مؤتمر لهم في اليابان بـ "التدخل في شئون بلاده
الداخليّة"، وردًا على ذلك قال عضو مجلس النواب الياباني كيجي فورويا:
"الطريقة التي تحدث بها السفير الصيني معنا هي التي تعتبر تدخلا في الشئون
اليابانية", مضيفًا: "سنواصل كشف حقيقة الوضع في منطقة الحكم الذاتي هناك."
من
جهة أخرى اتهم المتحدث باسم الخارجيّة الصينيّة هونج لي الويغور بارتباطهم
الوثيق بالمنظمات "الإرهابيّة"، حسب قوله، داعيا الجانب الياباني إلى
احترام مطالب الصين الجدية، واعتماد التدابير اللازمة لإزالة الضرر ومراعاة
مصلحة العلاقات الصينيّة اليابانيّة, كما التقى الجانبان الصيني والياباني
الشهر الماضي من أجل محادثات ثنائيّة، بيد أن الوزير الصيني سعى لتجنب
اجتماع رفيع المستوى كوسيلة للتعبير عن امتعاض الصين من اليابان بسبب
سماحها بإقامة مؤتمر الويغور على أراضيها.
وبعد
اختتام أعمال المؤتمر في طوكيو, نظم قادة المؤتمر تظاهرة للتعبير عن سخطهم
لما يلحق أهلهم وذويهم في الويغور على أيدي الحكومة الصينية, وردد
المشاركون عدة شعارات منها "أيها الصينيون عودوا إلى بلادكم" و "أراضي
الويغور حرة" و "الصين إرهابيّة", وجابت التظاهرة شوارع طوكيو وصولا إلى
السفارة الصينيّة.
يذكر
أن مؤتمر الويغور العالمي الذي يعقد كل ثلاثة أعوام أقيم هذه المرة في
طوكيو، وهي أول مرة يعقد فيها هذا الاجتماع في بلد آسيوي, وقد امتد هذا
المؤتمر الشهر الماضي أربعة أيام قدم خلالها 125 قائدًا من قادة جماعات
الويغور من جميع أنحاء العالم بمناقشة خطط نشاطاتهم للسنوات الثلاثة
القادمة.
وقد
حضر حفل الافتتاح للمؤتمر بعض النواب اليابانيين مثل تاكيو هيرانوما زعيم
حزب معارضة ياباني يدعى حزب الشمس المشرقة, كما تعرضت في الآونة الأخيرة
الحكومة الصينيّة لانتقادات شديدة من المجتمع الدولي بعد اندلاع أعمال شغب
واسعة في أورومتشي عاصمة منطقة شينجيانغ الويغوريّة.
جدير
بالإشارة أن العديد من الويغور يعانون من اضطهاد الدولة الصينية والتهميش
في وطنهم شمال غرب الصين، ما ساعد على هجرة ملايين الصينيين من قوميّة
الهان، وقد أدت التوترات العرقيّة إلى أعمال عنف متقطعة في منطقة شينج
يانج، التي تعد موطنًا لتسعة ملايين من الويغور.
----------------
طالع ..المصدر
تعليقات