"شريعة للهند".. دعمٌ أم إجهاض!


ترجمة: حسن شعيب
قد تختلف مع الطريقة التي عبر بها بعض مسلمو الهند عن رغبتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية في بلادهم، إلا أن الهجمة التي وُجهت ضدهم تكشف عداءً لـ- وربما فزعًا عميقًا من- فكرة (الشريعة) سواء من النخبة، أو الأوساط الشعبية، أو حتى القضاء, ما يحتم الالتفات إلى تشتت مسلمي الهند، وعدم تجمعهم تحت مظلة واحدة.
بدأت هذه المحاولة بمبادرة أطلقتها جماعة إسلامية تحت اسم "شريعة للهند"، طالبت خلالها بحشد مظاهرة ضخمة تتوجه إلى البرلمان الهندي لمطالبته بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، الأمر الذي تابعه المسئولون في مدينة دلهي بترقب شديد.
وكانت جماعة "شريعة للهند" قد أصدرت بيانا عبر موقعها تنكر فيه الدستور الهندي، وتناشد المسلمين في الهند بالخروج في مظاهرات للتعبير عن ذلك, ما دفع شرطة دلهي إلى حجب الموقع بعدما قُدمت إليها شكوى بهذا الصدد، كما رفعت دعوى قضائية لمنع هذه المظاهرة من الخروج.
وبدورها أصدرت المحكمة العليا في دلهي أمرا لمفوض الشرطة بحجب موقع "شريعة للهند"، ومنع أية تظاهرات بهذا الصدد إذا لزم الأمر, بدعوى أن هذه التجمعات قد "تهدد العلمانية والوئام المجتمعي في الهند".
تلقى الهنود قرار المحكمة بابتهاج, وغردوا عبر "تويتر" بما يعبر عن ذلك, فقالوا: "المجد للمحكمة العليا في الهند لعدم السماح بتنظيم المظاهرة"، و:"نشكر كل من دعم حظر هذا الموقع، ومنع تنظيم تلك المظاهرة".
وفي ذات السياق, طالب البعض الحكومة الهندية بعدم إصدار تأشيرة دخول للشيخ أنجم شودري, قائد الجماعة المقيم في لندن, لتجنيب البلاد مزيدا من التوتر الطائفي, إلا أن شودري أعلن أنه، مع بعض القادة الآخرين، سوف يعقدون مؤتمرا مسجلا عبر الفيديو في لبنان، ثم بثه على الانترنت.
جدير بالإشارة أن موقع الجماعة كان قد أصدر فتوى ضد قادة الهند السياسيين والدستور الهندي كما أطلقوا على تحركات مجموعتهم أنها "ثورة إسلامية كبرى في الهند", وطالبوا بإقالة رئيس الوزراء مانموهان سينج وزعيم حزب بهاراتيا جاناتا وغيرهم من قيادات حزب المؤتمر.
وفي اتصال هاتفي مع موقع "تايمز الهندي" من لندن دافع شودري عن الشريعة الإسلامية قائلا:  قال "لا يجب على المسلمين في الهند أن يشاركوا في الانتخابات التي تجرى في الهند أو يقوموا بالتصويت لأي حزب مثل بهاراتيا جاناتا أو حزب المؤتمر وغيرهم, بل يجب عليهم ألا يلتزموا بأي قانون سوى شرع الله".
من جانبها قالت قيادات الشرطة في مدينة دلهي الهندية أنهم لن يسمحوا بمثل هذه المظاهرات, وقالت المصادر الأمنية أنهم أيضا سيحاولون أن يوقفوا بث الخطاب المباشر لشودري والشيخ عمر بكري محمد زعيم جماعة الغرباء المهاجرين في جميع أنحاء العالم.
ويُقَدَّر أعداد المسلمين في الهند بحوالي 180 مليون مسلم، أي ما يقارب 14.5 % من سكان الهند, وتتميز الهند بوجود العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية، قد تصل إلى 400، إلا أن هذا كان سببا رئيسيا في تشتيت الصوت المسلم، وتفتيت وحدة المسلمين، ما أسفر عن عدم وجود مظلة واحدة تعبر عن مطالب المسلمين وتحمي حقوقهم.
------------------ 
طالع.. المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء