ألمانيا.. "تاكسي المسلم" الحاجة أم الاختراع
ترجمة: حسن شعيب
لم يجد سليم رايض, شاب مسلم ألماني من أصل عراقي ويبلغ من العمر 24 عاما, سوى أن يقوم بتأسيس مؤسسة متخصصة في تنسيق الأسفار وأطلق عليها اسم "تاكسي المسلم"، لصالح المسلمين والمسلمات القاطنين بألمانيا, وذلك بعد التجربة القاسية التي واجهها من عنصرية أحد المواطنين الألمان.
وتبدأ
القصة كما يروي سليم, طالب في هندسة الطيران في مدينة همبورج, "حينما أراد
أبويّ السفر من هامبورج إلى برلين عن طريق إحدى شركات تنسيق الأسفار،
ووجدت عرضا مناسبا واتصلت بالشخص المسافر إلى برلين, وعندما وصل وعرف أننا
مسلمين لارتداء أمي الحجاب، تضايق كثيرا وامتعض، ولم يكن يريد أن ينقلهما,
كما أمضى الطريق كله في انتقادم الإسلام والمسلمين وكان هذا في عام 1996".
ولم
تكن هذه التجربة الشخصية السبب الوحيد وراء مشروع "تاكسي المسلم" حيث قال
"إن الكثير من الأخوة والأخوات من المسلمين يشتكون من المؤسسات الألمانية
للأسفار لأنهم يفتقدون فيها كثير من تقاليدهم الدينية المحافظة كما لا
تحترم مبدأ منع الاختلاط بين الجنسين الذي نص عليه ديننا الإسلامي"مضيفا
"الإسلام يحرم سفر المرأة مع سائق أجنبي بمفردهما، أم عبر مؤسسة "تاكسي
المسلم" لن تسافر المرأة بمفردها إلا رفقة امرأة أخرى هي التي ستكون
السائقة، أو من الممكن أن تسافر مع رجل أجنبي عنها إذا كانت مسافرة رفقة
محرم لها".
وبرغم
كثير من الانتقادات التي وجهت لمشروع "تاكسي المسلم" وبخاصة عبر وسائل
الإعلام الألمانية من قبيل زعمها بأنه بداية للمطالبة بالفصل بين النساء
والرجال وتكريس لعزلة المسلمين ونظرة متخلفة, وهذا ما رد عليه سليم قائلا "
إن هذا ليس صحيحا، لأن تسمية المشروع "بتاكسي المسلم" بغرض الإعلان عن
هوية صاحب المؤسسة، كما أنه لا يعني تخصيصه لنقل المسلمين وعدم قبول
الآخر" مؤكدا "تاكسي المسلم مفتوح للمسافرين جميعا بمن فيهم غير المسلمين".
وأضاف
قائلا "لقد تلقينا اتصالات كثيرة من مواطنين ألمان غير مسلمين يودون السفر
عبر مؤسستنا, حتى أن هناك ألمانيات لا يقبلن أن يسافر أزواجهن مع امرأة
بمفردهم، لذلك يتصلن بنا" وفور الإعلان عن تأسيس "تاكسي المسلم" تلقى سليم
رايض رسائل شكر من الجالية المسلمة المقيمة في ألمانيا.
وردا
على مزاعم أن هذا المشروع يكرس للعزلة ويشوه صورة الإسلام والمسلمين الذين
ينشدون الاندماج والتعايش مع الشعب الألماني, قال سليم "إن الهدف من
"تاكسي المسلم" فتح الحوار مع الأديان الأخرى" مضيفا "أعتقد أنه عندما
يسافر مسلم مع مسيحي لمدة ساعات, ستكون هناك فرصة لتبادل الأفكار والآراء,
ومن ثم التعرف على الإسلام بشكل جيد، ولكي نتمكن من تصحيح الصورة المغلوطة
عن الإسلام"
جدير
بالإشارة أن المؤسسة قامت بتدشين موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية في
أواخر العام المنصرم في شهر ديسمبر, والذي وصل عدد زواره خلال الأيام
الأولى إلى ألفي زائر, حيث قال سليم " إن مما يسعدني أن المشروع لقي صدى
كبيرا في وسائل الإعلام الألمانية وغير الألمانية، وأخذ المسموع منها
والمرئي تتهافت لإجراء الحوارات معي باستمرار لتوضيح المشروع وأهدافه".
وبرغم
ما يوجه لصاحب المؤسسة من انتقادات ووصفه بالعنصري, علق سليم قائلا "من
الخطأ أن تحكموا على الشيء قبل استيعابه بشكل جيد", ومع ذلك فقد توقع أن
يتطور المشروع يوما بعد يوم ويلقى إقبالا كبيرا".
-------------------طالع... المصدر
تعليقات