سوريا والجامعة .. نهاية غير معروفة
ترجمة: حسن شعيب
عندما
بدأت انتفاضة سوريا منذ عشرة أشهر, رفض المتظاهرون بشدّة حمل السلاح ضدّ
النظام أو حتى الدعوة إلى التدخل الأجنبي, إلا أن العديد منهم غير رأيه بعد
وصول عدد القتلى إلى حوالي 6000 شخص حتى الآن, حيث دَعَا المجلس الوطني
السوري, المظلّة الأساسيّة للمعارضة السوريَّة في الخارج, إلى تكوين مناطق
آمنة, كما دعم الجيش السوري الحر, وهم مجموعة من المنشقين عن الجيش والذين
يشنون حملات متزايدة من حرب العصابات ضدّ النظام.
هذا
الحال وصل إليه غالبية المتظاهرين, حتى قالت رزان زيتونة, إحدى المحاميات
والناشطات التي ما زالت تدعو للثورة السلمية, "إن الناس, بعد عشرة أشهر,
يريدون رؤية نهاية لعمليات القتل بأي طريقة ممكنة", بينما يسيطر على
المحافظين الجدد, الذين كان لهم أثر كبير على جورج بوش, في أمريكا
وبريطانيا – حسب الدراسات المقربة منهم- شغف كبير بفكرة التدخل العسكري.
وفي
الواقع فقد أصبح التدخل الأجنبي يكتسب زخمًا, لأسباب أقلها يعود إلى الفشل
المحتمل للجامعة العربيّة في التأثير لإحداث تسوية تستند في التفاوض على
إجراء انتخابات متعددة والخروج المبكر للأسد, أما ما رجح وقف عمليات القتل
اليوميَّة وزاد من الآمال لإيجاد حل لهذه الأزمة هو السماح لفريق من
المراقبين بالدخول إلى سوريا في 27 ديسمبر, ومع ذلك فقد قتل ما لا يقل عن
220 شخص منذ وصول المراقبين إلى سوريا.
وقد
جاء دخول المراقبين إلى دمشق, وهو الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه مع
الحكومة السوريَّة, بعد قبول الجامعة العربيَّة للتعديلات السورية, ومنها
تخفيض عدد المراقبين من 500 إلى 150, ولم يصل حتى الآن سوى 70 مراقبًا,
والذين قاموا بزيارة المناطق الساخنة وتحدثوا إلى المحتجين, وأدانوا
استخدام النظام للقناصة من لإجبار المتظاهرين على الفرار, بيد أن هذا الأمر
لم يمنح المحتجين أي حماية سياسيّة أو بدنيّة, بل وإنه فشل في وضع حد أو
التخفيف من قمع النظام.
ووفقا
لخطة الجامعة العربيّة, وافق الرئيس الأسد على سحب الدبابات من المدن
وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإجراء حوار مع المعارضة, وهذا ما قاله
أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي, بأن الدبابات قد سُحبت من المناطق
السكنيّة وأطلق سراح ما يقرب من 3500 معتقل, إلا أن الناشطين السوريين
قالوا أن العربي تعرض للمخادعة, بينما اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش,
مقرها نيويورك, النظام السوري بإخفاء المعتقلين في منشآت عسكريّة, وأضاف
ناشطون أن العربات المصفحة عادت إلى حمص, ثالث أكبر مدينة في سوريا ومحطة
رئيسة للثورة, كما تمركزت الدبابات على أطراف العديد من المدن لكي تعود
إليها لاحقا, في الوقت الذي ما زالت فيه عمليات القنص وإطلاق النار مستمرة.
علاوة
على ذلك, ما زالت المعارضة ترتاب في حياد اللجنة, فرئيسها, مصطفى دابي,
المدير السابق للاستخبارات العسكريّة السودانيّة متهم من قبل منظمة العفو
الدوليّة بالتغاضي عن ارتكاب فظائع في دارفور في التسعينات, حتى البرلمان
العربي, الذي لا يلعب دورا قويا وينحصر دوره في تقديم المشورة للجامعة
العربيّة, دعا إلى انسحاب اللجنة على الفور.
في
نهاية المطاف, حتى لو أدانت اللجنة في تقريرها بشار الأسد, فإنه من الممكن
(وإن كان من غير المرجح) أن تسمح روسيا للأمم المتحدة بتمرير قرار يدينه
بل وفرض عقوبات عليه, فقد عرقلت روسيا من قبل تمرير قرارات سابقة لكنها من
المحتمل أن تكون أقنعت الأسد بالسماح بدخول لجنة مراقبي الجامعة العربيّة,
وكإشارة على نفاد صبر الروس, قاموا في منتصف ديسمبر بتقديم مسودة مشروعهم
الخاص في مجلس الأمن, والذي رفض من قبل الحكومات الغربية الرئيسة في مجلس
الأمن لأنه يساوي ما بين عنف النظام والمحتجين و الذين لا زالت معظم
احتجاجاتهم سلمية حتى الآن, وإذا ما تحولت روسيا ضد الأسد, فمن المؤكد أن
أيامه ستكون معدودة.
---------------
طالع..المصدر
تعليقات