يعقوب أميتاي.. السفير الداهية
ترجمة: حسن شعيب
طالع.. المصدر
"أهم
شيء بالنسبة لعملي هو توطيد السلام بين مصر وإسرائيل ".. بهذه الكلمات وجه
السفير الإسرائيلي الجديد يعقوب أميتاي, فور قدومه إلى مصر, رسالة قوية
على أحداث الاحتجاجات التي وقعت في سبتمبر الماضي, وقام فيها بعض المصريين
باقتحام السفارة الإسرائيلية بالجيزة احتجاجًا على قتل جنود مصريين على
الحدود بين مصر وإسرائيل، ونتيجة لذلك كانت نهاية السفير السابق إسحاق
ليفانون في القاهرة.
من
المؤكد أن تصريحات أميتاي التي أدلى بها فور تسلمه مهام عمله الجديد في
القاهرة تُنبئ عن سفير بدرجة داهية, يدرى جيدًا مدى خطورة هذا المنصب الذي
تقلده بعد هروب السفير السابق إسحاق ليفانون قبل ثلاثة أشهر إثر المظاهرات
الشعبية العارمة التى اندلعت ضد السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
تاريخيًا,
لم تكن اختيارات الحكومة الإسرائيلية لسفرائها وبخاصة فى القاهرة جزافية
أو غير دقيقة فقد كان السفير السابق ابن "لؤلؤة الموساد" الجاسوسة
الإسرائيلية الشهيرة "شولا كوهين ", أما السفير الإسرائيلي الجديد فكان له دور بارز في تحجيم حصة مصر من مياه النيل بالتلاعب بعقول ساسة إثيوبيا ودول حوض النيل.
يعود
أميتاي إلى القاهرة من جديد, بعدما عمل في السفارة الإسرائيلية في منتصف
الثمانينات، ثم ذهب للعمل في أمريكا في الفترة من 1989 إلى 1993، ثم سفيرًا
في كينيا ومسئولاً عن مصالح إسرائيل في دول شرق إفريقيا، وسفيرًا سابقًا
لإسرائيل فى إثيوبيا.
يعرف
أميتاي بأنه مهندس تدعيم وتوطيد العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية
بين تل أبيب وجميع دول حوض النيل، وهذا يبرر الوجود والتدخل الإسرائيلى
الواضح فى دول منابع وحوض النيل، والذى أدّى بالطبع إلى الأزمة الأخيرة بين
مصر وهذه الدول حول حصة مصر من مياه النيل, كما يُعد من أهم الخبراء
السياسيين والإستراتيجيين الإسرائيليين في الشأن المصري والعربي والإفريقي،
فضلاً عن عمله كنائب لرئيس مركز الأبحاث بوزارة الخارجية الإسرائيلية.
تلمح
من ثنايا تصريحاته الأولية, أنه يملك عقلاً داهية, والتي جاءت على وتيرة
أنه "سعيد للعمل في مصر في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها منطقة الشرق
الأوسط، وأنه "يتمنى أن تكون فترة عمله في مصر في خدمة السلام بين
البلدين", كما تجنب التعليق على سيطرة التيار الديني في مصر، مكتفيًا
بقوله: "إنه لن يتحدث في أية موضوعات حتى يتعرف على الأوضاع الجديدة عليه",
مضيفًا: "إن شاء الله سوف تنجح الثورة".
لا
شك أن إيفاد يعقوب أميتاي كان مدروسًا, وبخاصة في هذه الفترة التي تشهد
فتورًا في العلاقات المتوترة بين مصر وإسرائيل في الآونة الأخيرة ولا سيما
بعد الإطاحة بنظام مبارك تحت ضغط ثورة شعبية والتكهن بوصول الإسلاميين في
مصر إلى الحكم, وهذا ما أوضحه مصدر في وزارة الخارجية الاسرائيلية بأن
تعيين أميتاي خلفًا لليفانوف لم يكن له علاقة بالهجوم على مقر السفارة
الاسرائيلية في القاهرة بل إنّ هذا القرار صدر قبل عشرة أشهر.
يشار أن أميتاي بدأ أول زياراته لمقر وزارة الخارجية المصرية، حيث التقى حسام زكي في مكتب وزير الخارجية محمد كامل عمرو، كما التقي، في تكتم شديد بعيدًا عن وسائل الإعلام مع مدير إدارة إسرائيل, وكان هذا وسط حراسة مشددة, كما
نفى علمه باستمرار العمل في نفس مقر السفارة بالجيزة أم سيتغير، وقال: "إن
أعضاء السفارة سيصلون تباعًا لتعود الأمور إلى ما كانت عليه"، مشيرًا إلى
أنه لا يعرف من أين سيمارس عمله, بالإضافة إلى أنه سيقوم بممارسة عمله من مقر إقامته في حي المعادي.
--------------
تعليقات