أشهر حركات الاحتجاج الأمريكية
ترجمة: حسن شعيب
بعد
مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انطلاق حركة "احتلوا وول ستريت", سلطت مجلة
تايم الأمريكية الضوء على أبرز الحركات الاحتجاجية الاجتماعية والسياسية في
تاريخ الولايات المتحدة.
حركة الاحتجاج الأصلية
لم
يكن حزب الشاي بولاية بوسطن يومًا ما حزبًا لكنه استمدّ اسمه بشكل مميز في
عام 1773 في مساء ليلة باردة من شهر ديسمبر, حيث تجمع المتظاهرون في ميناء
بوسطن لرفض شحنة الشاي الأخيرة القادمة من شركة الهند الشرقية, فقد كانوا
يعارضون قانون الشاي, والذي سمح للشركة الهندية ببيع الشاي بتكلفة مخفضة,
وبالتالي منح الحكومة البريطانية التي تسيطر على الشركة إمكانية الاحتكار,
وكما تروي القصة, فإنّ السكان اقتحموا السفن الموجودة بالميناء وألقوا
بحوالي 46 ألف طن من الشاي في عرض البحر. في تلك الليلة, ردّد القاصي
والداني صيحات هؤلاء المحتجين مما ساعد هذه الحركة لكسب استقلالها من
بريطانيا في غضون بضع سنوات من هذا الوقت.
الحقوق المدنية
في يوم 28 أغسطس 1963, برهن أكثر من مائتي ألف شخص نزلوا إلى العاصمة واشنطن بأن الاحتجاجات لا تحتاج للعنف لتكون قوية, بالإضافة
الى اجتماعهم مع جون كنيدي وأعضاء الكونجرس, قاد زعماء الاحتجاج مسيرة من
نصب واشنطن التذكاري لتمثال لينكولن, وقد وقفت الحشود بشكل سلمي لساعات في
حرارة أغسطس الحارقة بينما ينشد الموسيقيون وينادي الخطباء بمساواة
الأفارقة في الحقوق وجميع الأقليات, وبفضل كلمات أبطال الحقوق المدنية, مثل
مارتن لوثر كينغ في خطابه "لدي حلم", دخلت هذه المسيرة التاريخ بوصفها
الحدث الأكثر إقناعًا في الحركات الاحتجاجية التي أدت لتمرير قانون الحقوق
المدنية عام 1964.
حق تصويت المرأة
في القرن التاسع عشر, ربما لم يكن هناك شيء
أكثر أهمية أو إيجابية في تعديل القوانين في أمريكا من قانون منح المرأة
رسميًّا حق التصويت, فقد طالبت حركة نسائية بالمساواة في حقوق التصويت في
منتصف القرن 19, إلا أنّ هذا تم تجاهله بعد اتفاقية سينيكا فولز في عام
1848, وبعد 41 عامًا كان صادق الكونجرس على قانون تصويت المرأة وجاء فيه:
"لا يمكن إغفال أو إهمال حقوق مواطني الولايات المتحدة في التصويت من قبل
الولايات المتحدة أو أي دولة على أساس الجنس", وقد كانت لهذه الحركة
النسائية الفضل في ذلك.
المناهضة للحرب
على
الرغم من كثرة المظاهرات المناهضة للحرب في تاريخ الولايات المتحدة, فلم
تكن هناك احتجاجات أكثر حدة من المناهضة لحرب أمريكا في فيتنام, حيث احتج
أكثر من 500 ألف أمريكي شخص في واشنطن عام 1969 على حرب الولايات المتحدة
في فيتنام, حتى أطلق عليها أكبر تجمع سياسي في تاريخ البلاد.
الحركة العمالية
بدءًا
من احتجاج عمال الغزل والنسيج في ماساشوستس, حيث شُكلت أول نقابة عمالية,
إلى إضرابات عمال السكك الحديدية, استطاعت الحركة العمالية تسليط الضوء على
مطالبهم, بيد أن الظفر بكثير من حقوق العمال يرجع الفضل فيه حقيقة إلى
مأساة وقعت في عام 1911 حينما اندلع الحريق في مصنع صغير, ولكنه سرعان ما
أصبح أكثر الحوادث الدموية في التاريخ الصناعي في مدينة نيويورك بسبب عدم
تأمين الحرائق وعدم اكتراث أصحاب المصانع بتدابير الحرائق والسلامة, عقب
ذلك, شُكلت لجنة للتحقيق في سبب وفاة 146, وخلال بضع سنوات, أدخلت تشريعات
جديدة لفرض قوانين أكثر صرامة للسلامة في مكان العمل وساعات أقل في العمل
ثم طالبوا بالحد الأدنى للأجور وغيرها.
القوة السوداء
في
عام 1964, وضعت نهاية للفصل العنصري بشكل قانوني بالتوقيع على قانون
الحقوق المدنية, إلا أنّ قرون الاضطهاد لم تتبخر بين عشية وضحاها, لذلك بدأ
الأفارقة دون خوف أو تهميش الدفاع عن حقوقهم وتشكيل حركة ثقافية تعبر عن
عرقهم, وقد كانت حركة القوة السوداء مجموعة فرعية للمطالبة بتحقيق المساواة
بين السود, والتي أشيد بها لنشاطها وانتقدت لعزلتها على حد سواء, وقد
اعترف بها البعض وأنكرها آخرون, إلا أن ما لا يمكن إنكاره هو ما ساعدت
الحركة في تحقيقه من حصول الأمريكيين الأفارقة على حقوقهم في العمل
والتحاقهم بالجامعات, لكنها واجهت انتقادات حادة أيضًا لمساعدتها إطلاق حزب
الفهود السود, والتي تبرر العنف كوسيلة لكسب المساواة.
مناهضة العولمة
في يوم 30 نوفمبر, عام 1999, احتج بعض المتظاهرين المناهضين للعولمة أمام منظمة التجارة العالمية في
اجتماعه نصف السنوي في سياتل, بسبب زيادة توحيد النظام الاقتصادي العالمي,
زاعمين بأنها تزيد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء في جميع أنحاء العالم,
ولم تتمكن الشرطة من تفريق الجموع التي قُدِّرت بأكثر من 40 ألف, حتى اضطر
عمدة سياتل لفرض حظر التجول وحالة الطوارئ, وكثفت شرطة مكافحة الشغب في
إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين واعتقلت نحو 600 شخص.
حزب الشاي
بدأ
كل شيء, كما تفعل معظم الأحزاب الشاي, بأكياس الشاي, حيث نظم الحزب عدة
احتجاجات في يناير 2009, قبل تنصيب الرئيس باراك أوباما, ترفع شعار "لا
ضرائب بدون تمثيل" تقصد البرلمان داعين الأمريكيين بانتخابهم في الكونجرس
وتناشد في الوقت ذاته الحكومة بعدم الإسراف في الإنفاق وزيادة الضرائب في درجات متفاوتة، وتدعو لتخفيض الديون الوطنية، ومعالجة عجز الميزانية الفدرالية,
بعد دخول حزب الشاي للكونجرس, حشدت حركة حزب الشاي احتجاجات انطلقت في
أمريكا لمناهضة برنامج الرعاية الصحية الذي يتبناه أوباما, ويمتلك الحزب
مجموعة ذات نفوذ مثل سارة وديفيد وتشارلز كوتش, وقد كانت للحركة دورًا
بارزًا في تعزيز عودة الجمهوريين إلى الأغلبية في مجلس النواب في انتخابات
التجديد النصفي 2010.
احتلوا وول ستريت
يوم 17 سبتمبر
الماضي, تجمع أكثر من ثلاثة آلاف شخص مع العزم على احتلال وول ستريت
احتجاجًا على الجشع والفساد في الحكومة والنظام المالي, لكنها لم تنجح, حيث
فشلوا في الوصول إلى وول ستريت, لكنهم وجدوا بدلاً منها حديقة زوكوتي,
بالقرب من موقع الزيرو في مانهاتن وخلال الأسبوع الأول من الاحتلال, اعتصم
نحو 300 شخص رافعين شعار ("نحن 99 ٪) ونظمت مسيرات صغيرة للاحتجاج على
النظام المالي, وفي غضون شهر, اكتسبت حركة وول ستريت زخمًا وصدى انتشر في
مختلف أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم, وبعد طرد المحتجين من حديقة
زوكوتي وغيرها
من المخيمات في جميع أنحاء البلاد, أعلنت حركة "احتلوا وول ستريت" يوم 17
نوفمبر يوما ذكرى للاحتجاجات التي استمرت طيلة شهرين, مؤكدين أنهم لا يمهم
كم يستغرق هذا من وقت ولكن سيسمع لهم في النهاية.
----------------
طالع..المصدر
تعليقات