نهاية إسرائيل.. رؤية سينمائية
ترجمة: حسن شعيب
-------------------
طالع..المصدر
على
مدار خمسين دقيقة يتنبأ فيلم "2048" السينمائي الوثائقي بزوال إسرائيل في
ذكرى مئوية إنشاء الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية عام 1948, نتيجة
للانحلال والفساد الذي سيغرق فيه المواطنون اليهود في إسرائيل وقتئذ, حتى
يصبح الوجود المشئوم لما يسمى بدولة إسرائيل والذي أذاق العالم الكثير من
الويلات والحروب وإراقة الدماء مجرد تذكارات في متجر فلسطيني أو عبارة عن
وثائق تكسوها الأتربة والغبار حسب ما يرويه الفيلم.
والغريب
في الأمر أن هذه النهاية المرتقبة لإسرائيل لن تأتي كما يتوقع "2048" بسبب
التهديدات الخارجية لكنها تعزو إلى أسباب بحتة داخل الكيان الصهيوني تنهش
فيه مما ينذر بتسريع انهيار دولتهم, وتدور أحداث الفيلم في عام 2048 عقب زوال إسرائيل, ويتشتت الإسرائيليون في جميع أنحاء العالم,
حيث لا يتبقى من هذه الدولة سوى بعض التذكارات التي يبيعها الفلسطينيون,
بينما تقام مكتبة لتوثيق "الثقافة الصهيونية" في برلين, لكنها بدون زائرين
تقريبا فإسرائيل لم تكن سوى محاولة أيديولوجية فاشلة.
تبدأ
وقائع فيلم "2048" في جزئه الأول "درامي وثائقي" حينما يعثر يوجو, بطل
الرواية وأحد الشباب اليهودي, على مقطع شريط فيديو وثائقي تلفزيوني قام جده
بتصويره في عام 2008, وهو العام الستين لتأسيس إسرائيل والذي بدأت فيه
الأزمة الإسرائيلية الداخلية تتفاقم وتنجلي.
أما
في الجزء الثاني "خيالي وثائقي" للفيلم, يجري بطله يوجو بعض الحوارات مع
بعض أبطال الفيلم ممن عاصروا انهيار دولة إسرائيل, ومن ثم يروون له عنه وعن
جده, ومنهم حاخام يهودي يقول إن مؤسس
الصهيونية "ثيودور هرتزل" أنهى مهمة ربانية, بينما يرى يهودي آخر أن فناء
إسرائيل يعود لخلل في جهاز التعليم, والخلافات الداخلية والكراهية المنتشرة
والصراع بين اليهود.
في
فيلمه, رصد كفتوري, مخرج الفيلم, العديد من الأزمات والمشاكل المعاصرة
التي تبرز انهيار إسرائيل, ومنها الانقسام الديني العلماني، وتعامل الكيان
الصهيوني مع العمال الأجانب، ناهيك عن الفساد الحكومي والمادية وترنح
القيادة وانتشار الجريمة المنظمة، واللامبالاة من تغلغل الفساد في الحياة
اليومية.
من جانبه يقول يارون كفتوري مخرج وصانع الفيلم, "بسبب
حبي للتاريخ فإنني لا أستطيع أن أفر من حقيقة "الأيام دول" لكثرة الأساطير
والأساطير المضادة وكثرة الخلافات الداخلية فقدت إسرائيل رشدها", مضيفا
"أنه وبعد الوصول للذروة والانتشاء تأتي سنوات الانهيار, وكل ذلك في دائرة
تدور على نفسها والإسرائيليون ليسوا بمنأى عنها", مؤكدا من خلال فيلمه أن
الصهاينة لم يتعلموا شيئا في إدارة دولة, وأنهم ما زالوا عالقين ومتمسكين
بتقاليد بالية منذ بداية الحركة الصهيونية.
كما
يستطرد كفتوري قائلا إن قصة كل شخصية في الفيلم جمع بينها نتيجة واحدة: أن
الكيان الإسرائيلي يفقد صوابه وينهار نتيجة انهيار المنظومة الأخلاقية
وغياب القيم, مشيرا إلى أن إسرائيل اليوم –على حد قوله- تختلف تماما عن
تلك التي كانت موجودة قبل عقود وصارت عنصرية تمييزية لا تؤمن إلا بالقوة".
وفي
مقابله مع القناة الثانية الإسرائيلية يقول كفتوري " إن الظروف التي أدت
الي تشتت الشعب اليهودي في المرة الأولى والثانية تبدو مشابهة بشكل مذهل
لحالة المجتمع الإسرائيلي المعاصر, كيف لا يمكننا ملاحظة هذا؟"
من
ناحية أخرى, استهجن كفتوري عدم موافقة التلفزيون الإسرائيلي على بث فيلمه
عبر شاشاته برغم ما بذله من مجهودا مضنيا في هذا الصدد, لكنه استدرك قائلا
إن الفيلم حضره جمهورًا كثيفًا في سينما "تل أبيب" والقدس ولاقى استقبالًا
حارًا, كما وجد الاستجابة نفسها من اليسار واليمين والمجموعات الدينية وغير
الدينية بما يؤكد أن ما صورته في الفيلم يحيك في صدورهم, حيث يرونه إشارة تحذير حمراء للإسرائيليين جميعا".-------------------
طالع..المصدر
تعليقات