نقاب ومآذن.. وما تخفيه سويسرا أخطر!
ترجمة: حسن شعيب
بُحَّت
أصواتٌ حينها تحذر: (حظر المآذن ليس النهاية، بل بداية حملة متطرفة تستهدف
كل ما هو إسلامي في سويسرا)، وها قد مرت الأيام لتتحول التحذيرات إلى واقع
بعدما وافق مجلس النواب السويسري بأغلبية 101 مقابل 77 صوتًا على قانون
يحظر ارتداء النقاب في العديد من الأماكن العامة في البلاد.
وبذلك
تصبح سويسرا رابع دولة أوربية- بعد فرنسا وبلجيكا وهولندا- تحظر النقاب في
الأماكن العامة, بزعم توفير الأمن للآخرين, بعدما تقدم أوسكار فرايزينغر, نائب حزب الشعب السويسري اليميني المتطرف، باقتراح يقضي "بحظر ارتداء غطاء الوجه وبخاصة النقاب في الأماكن العامة"، بالإضافة إلى التصدي لأي شخص لا يكشف عن وجهه, ومنعه من استخدام وسائل النقل العام، والمشاركة في المظاهرات، والدخول إلى المباني العامة.
ولتبرير
مشروعه يقول فرايزينغر: "في الوقت الذي تزايد فيه انعدام الأمن في
شوارعنا, تزايدت أعداد الناس التي تختبئ وراء أغطية للوجه"، مدعيًا أن هذا "يجعل التعرف على هؤلاء الناس مستحيلًا، وهذا أمر مزعج يمايتعلق بالتحقق من الهوية".
وقد انتقد مسلمو سويسرا المشروع بشده, وحذروا من الانعكاسات السلبية على صورة بلادهم أمام العالم, حيث قال قاسم ايلي، المتحدث باسم المجلس المركزي الإسلامي في سويسرا:
"ربما تثير هذه القضية المخاوف من الانعكاسات السلبية على أكثر من 200
مسلمة منتقبة في سويسرا, بالإضافة إلى تدهور صورة البلاد في الخارج, لأن
حظر المآذن مازال حاضرًا في أذهان الناس".
وأضاف: "قد يؤثر الحظر بشكل كبير على أعداد السائحات المسلمات المنتقبات اللاتي تزرن سويسرا لقضاء العطلات في المناطق السياحية الفاخرة، مما سيمنع سويسرا من عائدات مالية كبيرة", داعيًا مجلس الشيوخ إلى رفض الحظر.
ونظرًا
لأن الأحزاب اليمينية في الدول الأوربية الأخرى قد حققت مكاسب هائلة في
الانتخابات من خلال محاربتها للإسلام ورموزه, فيبدو أن حزب الشعب السويسري
اليميني وجد من الحكمة أن يحذو حذو نظرائه للحصول على نتائج مبهرة لصالحه
في الانتخابات التي ستجرى خلال أسابيع في سويسرا من خلال مشروع "حظر
النقاب".
وبرغم
أن مشروع قانون حظر النقاب في العديد من الأماكن العامة في سويسرا حصل على
موافقة مجلس النواب السويسري بأغلبية 101 مقابل 77 صوتًا، فإنه ينتظر كذلك
رفعه إلى مجلس الشيوخ، بدعم من حزب الشعب اليميني، ومن ثم تقنينه في
البلاد ليصبح ساريًا، كما هو في الدول الأوربية الأخرى التي وافقت عليه.
لكن
يبدو أن هذه المشاريع المعادية للإسلام لن تتوقف, فما أشبه الليلة
بالبارحة, حين قامت سويسرا منذ عامين بحظر بناء المآذن, وبعدما قامت أيضًا
بعض الأحزاب اليمينية بالدعوة إلى إجراء استفتاء وطني, وقد تولى دعم هذا
المقترح حزب الشعب اليميني ، والحزب المسيحي اليميني؛ بدعوى أن المآذن تشبه
الرماح المشرعة في السماء، وترمز إلى السيف الذي يعني عدم التسامح مع
الآخر.
والغريب
في الأمر أن حزب الشعب السويسري الذي يقدم مشروع قانون حظر النقاب كان له
دور فعال للتأثير على الشعب السويسري للموافقة على حظر المآذن, حيث قام
بإغراق المدن السويسرية بملصقات تظهر فيها امرأة مرتدية الحجاب الأسود إلى
جوار علم سويسرا الذي تناثرت عليه مآذن تشبه الصواريخ المنطلقة في الفضاء.
وهكذا
يتأكد أن الأمر عندما يتعلق بالإسلام, تتنكر الدول الأوربية للمبادئ التي
تدعوا إليها بموافقتها على مثل هذه القرارات التي تمثل انتهاكًا صارخًا
للحريات الدينية والشخصية وحقوق الإنسان، كما أنه يؤكد بما لا يدع مجالاً
للشك، أن حظر النقاب في سويسرا ومن قبله حظر المآذن مجرد مقدمة لسلسلة من
الإجراءات والممارسات التي تهدف إلى مزيد من التضييق على المسلمين، الذين يمثلون 5 بالمائة من سكان البلاد, أي حوالي 400 ألف مواطن من أصل 8 ملايين.
---------------
طالع..المصدر
تعليقات