بلير..ببغاء برتبة مبعوث سلام!
ترجمة: حسن شعيب
خلال سعي السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة للحصول على عضوية الأمم المتحدة، ومن ثم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967, كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام، توني بلير، عن
وجهه القبيح، مؤكدًا للجميع أنه تربى في حظيرة بني صهيون، لذلك يدافع عنهم
بشراسة، ويقف أمام الفلسطينيين لإثنائهم عن الوصول إلى مسعاهم.
بطبيعة
الحال, ينبغي ألا نستغرب مواقف بلير, فقد كان الحليف الأول والأهم لجورج
دبليو بوش، وشريكه في العدوان على العراق, فضلًا عن مواقفه السياسية الأخرى
التي تنبع من موقف عدائي ضد الفلسطينيين. وكيف يُنسى رفضه إدانة العدوان
الصهيوني على قطاع غزة، ورفضه إدانة الاستيطان، وجرائم التطهير العرقي التي
يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
بيد
أن ما يثير الدهشة حقًّا أن يظل مثل هذا الرجل طيلة عشر سنوات رئيسًا
للحكومة البريطانية, ثم يشغل إلى الآن منصب المبعوث الدولي للجنة الرباعية
للسلام في الشرق الأوسط, في حين أنه لا يستحق بهذه المواقف السابقة سوى أن
يكون مجرد خادم لدى إسرائيل، فيدافع عنهم إلى حد الاستماتة، ويقف بكل ما
أوتي من قوة ضد حقوق الدول العربية بوجه عام, والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
ولفترة
طويلة, ظل المسئولون الفلسطينيون يهمسون بانحياز توني بلير لإسرائيل, إلا
أنه هذه المرة انتقده بعض القيادات بقوة, حين وقف حائلًا دون حصول
الفلسطينيين على عضوية الأمم المتحدة وإقامة دولة فلسطينية. حيث قال بسام
الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو منظمة التحرير
الفلسطينية: إن بلير "موظف صغير لدى الحكومة الإسرائيلية, وليس مبعوثًا
محايدًا".
وأضاف الصالحي: "أعتقد أن بلير أصبح شخصًا غير مرحب به بعد أن خسر مصداقيته، بل إنه يجعل اللجنة الرباعية ضعيفة", مشيرًا إلى أن بلير تجاوز طبيعة مهمته التي تملي عليه أن يكون محايدًا, مؤكدًا أنه لا يوجد أحد في أوساط القيادة الفلسطينية لا يشكك بمصداقية بلير.
أما
نبيل شعث, القيادي في السلطة الفلسطينية وأحد المشاركين في المفاوضات
الفلسطينية, فقد نقلت عنه جريدة "ذا جارديان" البريطانية قوله: إن موقف
بلير "أثار شكوكًا جدية بشأن إمكانية قيامه بدوره كمحايد"، مشيرًا إلى أن
دور بلير كمبعوث للرباعية كان منذ البداية للعمل على تخفيف القيود
الاقتصادية على الضفة الغربية وقطاع غزة، والمساعدة في إجراءات بناء الدولة
للفلسطينيين, إلا أنه أصبح في الوقت الحالي "قليل الفائدة بالنسبة إلينا".
وبرغم
أن توني بلير يتولى مهمة مبعوث الرباعية الدولية, والتي تضم الاتحاد
الأوروبي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وروسيا, منذ مغادرته لرئاسة
الحكومة البريطانية في عام 2007, إلا أن الانتقادات الصادرة ضده تصاعدت
مؤخرًا، وبخاصة حينما تصرف وكأنه "محامي الدفاع" عن إسرائيل خلال مناقشة
شروط عودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين, لذا فقد وصفه بعض القادة الفلسطينيين بأنه لم يعد سوى مجرد "ببغاء يردد شروط الكيان الصهيوني".
من ناحية أخرى, كشفت بعض التقارير عن
لقاءات سرية أُجريت بين بلير والعقيد المخلوع معمر القذافي عامي 2008
و2009، بالإضافة إلى أنه كان يتقاضى سنويًّا مبلغ 12 مليون دولار نظير عمله
كمستشار للقذافي وأبنائه, كما ساعد "سيف الإسلام" في الحصول على شهادة
الدكتوراه في الهندسة من جامعة بريطانية، خلاف ذلك فقد تحصل على عمولات
كبيرة، بعد أن نجح في عقد صفقات بين شركات نفطية أمريكية وبريطانية ووزارة
النفط الليبية.
وهكذا
يطل توني بلير على المشهد السياسي بوجهه البغيض من جديد, بعدما أخفاه وراء
قناع "صانع السلام", الأمر الجدير بالتوقف طويلًا عنده، وإدراك أن العرب
لن يروا من السياسيين الذين يصلون في الغرب إلى سدة الحكم والمواقع
القيادية البارزة سوى ما يخدم مصالحهم ويُرضي الدولة العبرية، وقد يقفون
دون عودة استرداد الحقوق، كما هو الحال في القضية الفلسطينية، إذا ما تعارض
مع مصالحهم وأصدقائهم.
-------------------
طالع..المصدر
تعليقات