رمضان.. دفعةٌ للربيع العربي
ترجمة: حسن شعيب
كما كان متوقعا، لم تتوقف قافلة التحرر العربية لتأخذ هدنة أو عطلة, وثبت خطأ التكهنات الغربية بأن يمثل شهر رمضان حجر عثرة في طريق الربيع العربي,
أحد
هذه التوقعات تبنتها-على سبيل المثال- صحيفة "كريسشان ساينس مونيتور"
الأمريكية، التي نشرت، بالتزامن مع بداية شهر الصيام، تقريرا رجحت فيه أن
ينشغل المسلمون خلال رمضان بالصوم والتضرع إلى الله بالذكر والدعاء
والصلاة، والتواصل بين العائلات والأسر والأصدقاء, وتقديم الصدقات للفقراء
والمحتاجين، وكأن أحدًا لم يخبرها بأن أعظم انتصارات المسلمين على مر
التاريخ حدثت في شهر الصيام.
وفي
إشارات غير بريئة، اعتبرت الصحيفة المملوكة لكنيسة المسيح شهر رمضان فرصة
لإثبات ما إذا كانت تعاليم الدين الإسلامي تقدم أي دروس في وقف العنف ونشر
الديمقراطية في مجتمعات الشرق الأوسط، وذكرت أن رمضان هذا العام يأتي بعد
مضي شهور قليلة من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, وتوارد تقارير
لاحقة تفيد بتقهقر تنظيم القاعدة, وربما نهايته قبل شهر من الذكرى العاشرة
لهجمات 11الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
المفارقة
أن الصحيفة لم تفتها الإشارة إلى أن الثورات العربية التي تعتمد كثيرا على
التجمعات والحشود الكبيرة, ستجد في رمضان تربة خصبة, نظرا لتواجد أعداد
أكبر من المسلمين في المساجد، وهو الأمر الذي يصيب الأنظمة العربية بالرعب
والفزع.
ففي
سوريا شن نظام بشار الأسد هجمة شرسة على مدينة حماة, الأكثر تمردا في
البلاد, قبل بدء رمضان بيوم واحد, أملا منه في إرسال رسالة تهديد للثوار،
وكانت النتيجة أن تعهد المتظاهرون بأن: "يكون كل يوم في رمضان, يوم جمعة".
وفي
ليبيا، تحرر هلال رمضان من "خزعبلات" القذافي، وقال حاتم الجادي (24 سنة)
المقاتل على جبهة القواليش جنوب طرابلس: "إن شعرنا بالتعب أثناء الحرب سوف
نفطر. وإن بقينا في موقع دفاعي سوف نصوم. الله معنا".
وفي
اليمن اختار تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن، ذكرى "غزوة بدر"
موعدًا لتشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية، في مغزى رأى فيه محللون
رسالة قوية للنظام بأن البديل لأي مبادرات سياسية لا يرتضيها هو الحسم
الثوري. فيما قال وليد العمري، أحد الناطقين باسم المتظاهرين: "رمضان سيكون
شهر التغيير، خصوصا وأن علي عبد الله صالح لم يعد في اليمن".
على
جانب آخر, حرصت العديد من الأنظمة العربية, التي لا تشهد احتجاجات كبيرة,
على ضبط الأسعار وإمداد الأسواق بما يكفي من البضائع لعدم إثارة استياء
السكان في هذا الشهر الذي يسجل إقبالا على الاستهلاك
-------------------
طالع..المصدر
تعليقات