خمس خطوات لتعجيل الإطاحة بالأسد


ترجمة: حسن شعيب

منذ بدأت الاحتجاجات السوريَّة في مارس الماضي, قَتلت قوات الرئيس بشار الأسد أكثر من 1600 مواطن, واعتقلت ما لا يقل عن 12 ألفًا آخرين. وردًا على ذلك, أدانت الإدارة الأمريكيَّة قمع نظام الأسد للمتظاهرين، وفرضت عقوبات على بعض المسئولين في الحكومة السوريَّة؛ لانتهاكهم حقوق الإنسان. لكن إدارة أوباما ظلّت، حتى وقت قريب، مترددة في مطالبة الديكتاتور السوري بالتنحي, بينما تحاول بلورة استراتيجية متماسكة، تتجاوب بطريقة بناءة وفاعلة مع الربيع العربي, وبخاصة في حالة سوريا, أحْد أكبر دول الممانعة في المنطقة، والّتي يحكمها أكثر الأنظمة وحشيَّة في الشرق الأوسط.
ولما كان الملف السوري يحظى بهذه الأهمية لأمريكا، نَشَر موقع (مبادرة السياسة الخارجيَّة) خمس خطوات يمكن للولايات المتحدة انتهاجها لتعجيل الإطاحة بالأسد.
(1) دعوة فورية قاطعة بالتنحي
إذا ما أرادت الولايات المتحدة أن تحسم الأمور، فينبغي عليها أن تقف إلى جانب الشعب السوري، وتُطالب الرئيس الأسد بالتنحي الفوري. فحتى الآن, ترك أقوى بيانات إدارة أوباما الباب مفتوحًا؛ لأنَّه عَنِىَّ ضمنًا أنَّ الأسد ما زالت أمامه الفرصة ليظهر نفسه كـ"مصلح" سوريا، ومحرك الديمقراطية فيها. على سبيل المثال, قالت وزيرة الخارجية الأمريكيَّة هيلاري كلينتون : "ليس صحيح أنّ الأسد لا غنى عنه, وهدفنا هو أن نرى إرادة الشعب السوري تُحدث التحول الديمقراطي".
وبعد هجوم مؤيدي الأسد على السفارة الأمريكيَّة في دمشق، 11 يوليو الماضي، تبنت الإدارة الأمريكيَّة موقفًا أكثر صرامة ضد الديكتاتور السوري, عندما قال أوباما في اليوم التالي: "أرسلنا رسالة واضحة للتأكيد على عدم المساس بسفارتنا, ولكني أعتقد أن الرئيس الأسد يفقد شرعيته بشكلٍ متصاعد, وهذا هو السبب الذي يجعلنا، على المستوى الدولي, نحاول الضغط لتحقيق بعض التغيير في سوريا".
وهذا يعني أنَّ إدارة أوباما أعلنت أن نظام الأسد فَقَدَ شرعيته بسبب ما أُلحق بممتلكاتها من أضرار, وليس بسبب ما يرتكبه النظام من إبادة جماعية في حق المدنيين، وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. وحتى يتبدد أي انطباع أو لبس حيال ذلك, ينبغي على الولايات المتحدة أنَّ تضغط بقوة في اتجاه الإطاحة بالأسد.
(2) عقوبات صارمة ضد نظام الأسد.
ليس ثمة شكٍ أن ما يرتكبه نظام الأسد من انتهاكات لحقوق الإنسان يستحق فرض عقوباتٍ رادعة وصارمة من قِبل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
أولا: يجب على البيت الأبيض أنَّ يستقطب بعض البلدان الأوربية للمشاركة في فرض عقوباتٍ على الحكومة السوريَّة, مثل القرارات التي وقّعها الرئيس أوباما في أبريل ومايو الماضيين، والتي تَقضي باستهداف ممتلكات ومصالح المسئولين الحكوميين رفيعي المستوى في سوريا, بالإضافة إلى توسيع قائمة المسئولين السوريين المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنَّسان لتشمل بشار الأسد نفسه, ونائبه ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير الاستخبارات العسكريَّة.
ثانيا: يتَعيْن على السلطة التنفيذية والكونجرس أن تفرضان عقوبات متعددة على صناعة الطاقة في سوريا وغيرها من القطاعات التي تمول نظام الأسد. وفي هذا الشأن يقول "جيه لاندرو تابلر"، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إذا كنت تريد الضغط على نظام الأسد حقًا, عليك باستهداف الطاقة؛ لأنَّها تحرمه من مصدر هام للدخل".
ثالثا: يجب على إدارة أوباما مضاعفة الجهود للحصول على موافقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتبني رد على انتهاكات الحكومة السوريَّة لحقوق الإنسان.
(3) سحب السفير الأمريكي من دمشق وطرد السفير السوري من واشنطن.
من المؤكد أنَّ وجود مبعوث رسمي للولايات المتحدة في سوريا يُضفي الشرعيَّة على نظام الأسد, لذلك ينبغي على أوباما أن يسحب السفير الأمريكي من سوريا, ويطرد السفير السوري لدى الولايات المتحدة, عماد مصطفى, بسبب بعض التصرفات الاستفزازية الصادرة من المسئولين السوريّين ضد مواطنيهم على الأراضي الأمريكيَّة.
(4) استخدام ورقة البرنامج النووي السري.
قد يُعطي مواصلة الحديث حول البرنامج النووي السوري السري، للولايات المتحدة ورقة ضغط أخرى على النظام السوري دوليًا, لذا ينبغي على الولايات المتحدة أنَّ تسعى لإحالة سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، والسعي لفرض عقوباتٍ عليها والضغط على نظام الأسد باستخدام نشاطه النووي السري.
(5) الضغط التركي على نظام الأسد.
أخيرًا, ينبغي على الولايات المتحدة أنَّ تشجع تركيا للضغط على الرئيس الأسد. وبرغم أن أنقرة تنتهج سياسة "صفر  مشاكل" في علاقاتها الخارجيَّة لزيادة نفوذها الإقليمي, فإنَّ حملة القمع التي تشنتها الحكومة السورية على المتظاهرين أدت إلى فرار الآلاف إلى تركيا. وحول ذلك كتب رويل مارك جريشت, من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "لقد أصبح الرأي العام التركي مُعادٍ بشكل قوي لدمشق, حتى بدأت الصحف التركيَّة تتحدث عن "الديكتاتورية العلوية".
وعليه ينبغي على الإدارة الأمريكيَّة استغلال هذا المناخ، والسعي لدعم مصالح أمريكا الاستراتيجية والمعنوية، مع مصالح تركيا الاقتصاديَّة, وتشجيع أنقرة لدعم التحول السلمي في سوريا.
----------------  
طالع...المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء