حظر النقاب في موزمبيق
ترجمة: حسن شعيب
من
الواضح لكل ذي عينين أن الحرب على الإسلام تشتد في العالم شرقا وغربا
مكرسة لظاهرة الإسلاموفوبيا، ومخوفة للناس من الإقبال على الإسلام.. وما من
شك أن المظهر الإسلامي بوجه خاص يواجه هجمة شرسة في العالم بأسره, لا سيما
النقاب الذي انتقل الهجوم عليه من مجرد حرب كلامية وتعبيرية إلى إجراءات
قانونية تقضي بحظره.
ويبدو
أن هذه الحرب لم تعد مقتصرة على أوربا والغرب, فقد انتقلت في الآونة
الأخيرة إلى أفريقيا, حيث تحاول الحكومة الموزمبيقية في مابوتو حظر ارتداء
النقاب في المدارس العامة وإجبار الفتيات على عدم ارتداءه؛ الأمر الذي أثار
حفيظة المنظمات الإسلامية التي هددت بـ"انتفاضة شعبية" ما لم تُغير
الحكومة موقفها.
يُذكر
أن الخلاف الدائر مؤخرا حول النقاب في المدارس أثير بسبب طالبة تدعى,
فاطمة خليفة, كانت ترتدي النقاب في مدرسة فراتيرنداد الثانوية في مدينة
بيمبا, عاصمة مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية, إلا أنها فوجئت برفض المعلمين
إلقاء الدروس في الفصول التي تتواجد فيخا منتقبة, برغم تأكيد الفتاة أن
ارتداءها للنقاب من حقها.
وقد
استمر هذا الجدال لعدة أسابيع, حتى زار وزير التربية والتعليم في موزمبيق,
زيفيرينو مارتينز, مدينة بيمبا وأصدر قرارا بفصل الطالبة فاطمة من
المدرسة, زاعما أن ارتداء الملابس الدينية الصريحة "النقاب" ينتهك المبادئ
الأساسية للمدارس التي تديرها الدولة.
بعد
ذلك, أيدت وزيرة العدل, بنفيندا ليفي, ما قاله وزير التربية, معلنة أن
الحرية الدينية تعني أن يتمكن المواطنون من ممارسة الديانة التي يختارونها
دون تدخل من الدولة إلا أن هذا لا يعني أن يفرضوا ما يدينون به على الدولة,
وقالت ينبغي على الطلاب أن يحترموا اللوائح المدرسية, مشيرة إلى "أنه لا
يمكن القبول أو السماح للطلاب أن يعلنوا عن دينهم باستخدام المظهر في
المدارس".
من
ناحية أخرى, أشارت ليفي إلى أن ارتداء النقاب في موزمبيق يعد أمرا جديدا,
مضيفة "أن هناك الكثير من المسلمات في موزمبيق لكنهن لا يرتدين النقاب أو
البرقع في المدارس".
وحتى
يبدوا ارتداء النقاب في موزمبيق حالة منفردة تختص بها الطالبة فاطمة
خليفة, لم تذكر الصحافة في البلاد أي خبر آخر يشير إلى وجود حوادث أخرى، أو
طالبات تعرضن للفصل أو الحظر من ارتداء النقاب, برغم أن ثلاثة من قادة
المسلمين في موزمبيق يؤكدون استبعاد أكثر من 90 طالبة من المدارس في شمال
مدينة نامبولا بسبب ارتدائهن النقاب.
وحسب
التقرير الذي نشرته صحيفة "أو بايس", اليومية المستقلة فإن القادة
الثلاثة: حبيب أحمد (منظمة المؤتمر الإسلامي في موزمبيق), و محمد تواهير
(منظمة المجلس الإسلامي في موزمبيق), وعبد اللطيف (منظمة الجمعية الإسلامية
في موزمبيق), أعلنوا هذا في مؤتمر صحفي في مدينة نامبولا, معربين عن قلقهم
لعدم نشر قائمة الطالبات اللاتي استبعدن من المدارس.
وأضاف
الثلاثة أن حرمان الطالبات من ارتداء النقاب ينتهك الحقوق الدستورية التي
يكرسها التعليم, محذرين أن موقف الحكومة سيؤدي إلى "الاستبعاد الاجتماعي"
للمسلمين وينزل المسلمين منزلة "الفئة الثالثة من المجتمع, كما أشاروا إلى
أن "المظهر الإسلامي كالحجاب والنقاب يراد به تجنب تعرض الفتيات والنساء
للتحرش الجنسي ولا يوجد أية قوانين أو تشريع يمنع ارتدائه في البلاد".
من
المتوقع أن يقوم القادة الثلاثة قريبا بتقديم وثيقة رسمية لكلا من
مارتينيز وليفي في محاولة للعثور على حلول مناسبة لهذه الأزمة, إلا أن
الثلاثة اتفقوا على أنه إن لم تتراجع الحكومة عن هذا القرار فإنه من الممكن
أن تندلع ثورة شعبية اعتراضا على هذه القرارات.
وقال
حبيب وتواهير وعبد اللطيف, "نحن نحبذ الحوار, لكن إذا استنفذت طاقاتنا
وإمكانياتنا ولم نجد وسيلة للتفاهم فربما سنلجأ إلى وسائل أخرى من
الاحتجاج".
ووفقًا
لتعداد عام 2007, يبلغ عدد المسلمين في موزمبيق حوالي أربعة ملايين شخص
بنسبة 18- 20 بالمائة من سكان موزمبيق وتوجد النسبة الأكبر منهم في شمال
البلاد, إلا أنهم يعانون إهمالا شديدا من السلطات الحكومية حيث أن المساجد
المنتشرة في القرى والمدن هناك متواضعة للغاية, ولا توجد أي منظمات سياسية
تدافع عن حقوق المسلمين هناك.
------------------------
طالع..المصدر
تعليقات