الطامحون للانفصال!
ترجمة: حسن شعيب
طالع...المزيد
بينما
يخوض السودان حاليا معركة مصيرية، قد تتمخض عن دولتين, نشرت مجلة تايم
الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على بعض البلدان والأقاليم التي تسعى
حثيثا وراء الانفصال وإعلان الاستقلال، مشيرة إلى أن منها من يتمتع بمطالب
أكثر شرعية من الآخر.
اسكتلندا
انضمت
اسكتلندا رسميا إلى انجلترا منذ 1707، عندما قامت كلا الدولتين بحل
برلمانيهما من أجل الوحدة وتشكيل بريطانيا العظمى, وبرغم بقاءها تحت المظلة
اللندنية لقرون، ما زالت اسكتلندا تناضل من أجل الاستقلال.
جدير
بالذكر أن الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يدعم الاستقلال الكامل عن
بريطانيا فاز بأول مقعد برلماني بريطاني في عام 1967, كما تم انتخاب أول
برلمان اسكتلندي منذ ثلاثة قرون في عام 1999 (رغم تدشين الملكة إليزابيث
الثانية الجلسة الافتتاحية رسميا), أما مدار صلاحيات البرلمان الاسكتلندي
فهي السياسة المحلية باسكتلندا, أي أنه يمكن مثلا حظر التدخين في الأماكن
العامة في اسكتلندا بينما لا يزال مسموحا به في بقية بريطانيا. وفي عام
2007 فاز الحزب الوطني الاسكتلندي بالانتخابات البرلمانية، وبصفة دورية
يدعوا اسكتلندا لاستفتاء على الاستقلال منذ ذلك الحين, وحتى لو حدث فإن
الاستفتاء لن يكون ملزما إلا عند موافقة البرلمان البريطاني على نتائجه.
الباسيك
في
كثير من الأحيان يكون الفضل في تكوين مجموعة مناطق مختلفة معا كأمة واحدة
لقبضة من حديد, وفي حالة إسبانيا الحديثة, والرجل الذي أمسك بزمام الأمور
كان الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو الذي حكم اسبانيا 1939 حتى 1975, وكان من
بين أحد التحديات الرئيسية للفاشية هي السيطرة على التطلعات الوطنية
للمجتمعات اللغوية الاسبانية المتنوعة وخاصة إقليمي كتالونيا والباسيك, وفي
عام 1959, حظرت الحكومة الفرنسية الاستخدام الرسمي للغة الباسيك
,
كما حظرت فرانكو مجالس الباسيك التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وسلطتهم على جمع
الضرائب. ونتيجة لذلك, بدأت حركة الاستقلال بالفعل لإفراز مجموعة "ايتا"
الإرهابية, والتي تعمل انطلاقا من إقليم الباسيك في شمال شرق اسبانيا, فضلا
عن جزء من جنوب غرب فرنسا, وقد زرعت إيتا عدة قنابل والتي أودت بحياة ما
يقرب من 820 شخصا بشكل عشوائي على مدى نصف قرن.
التبت
بالإشارة
إلى سجلات الإمبراطورية القديمة، تزعم بكين أن السيادة الصينية على التبت
تعود لقرون مضت، برغم أن هذه المزاعم تم تفنيدها ودحضها من قبل بعض
المؤرخين والقوميين التبتيين, في عام 1950، اجتاحت القوات الصينية منطقة
الهضبة الوعرة, واكتساح الجيش التبتي وإجبار حكومة التبت فيما بعد بالتوقيع
على الاتفاق يتكون من 17 نقطة، والذي يؤكد سيادة الصين على التبت، كما منح
المنطقة أيضا درجة من الحكم الذاتي, ومع ذلك فإن أعضاء مجلس الوزراء
التبتي، قالوا إنهم لم يقبلوا الاتفاق, مما جعل المعارضين من الدلاي لاما
يتجرعون حملة قمع عنيفة في عام 1959 على حتى لاذوا بالفرار إلى الهند, وقد
أمضى الدلاي لاما أكثر من نصف قرن في المنفى مطالبا الصين بمنح المزيد من
الحريات لوطنه.
أوسيتيا الجنوبية
الأوسيتيين
هم أحفاد الالانس، وهي قبيلة مشهورة بمهاراتهم في الرماية بالسهام من فوق
الخيول, وتقع أوسيتيا الجنوبية في جنوب القوقاز وهي ذاتية الحكم، رغم ذلك,
هو نتاج الآونة الأخيرة -- متشققة بعيدا عن الشمال عن طريق الغش موسكو
الحدود ويصنف بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في الدولة المستقلة حديثا في
جورجيا. لكن ذلك لم تنخفض بشكل جيد مع أوسيتيا الجنوبية واندلع القتال في
نهاية 1990، مما أدى إلى بعض الوفيات 1000. وقد توقفت التوترات لبعض الوقت
في عام 1992 بسب وقف إطلاق النار, لكن التصعيد, والذي أثير بالقصف الجورجي
لبلدة أوسيتيا الجنوبية, في عام 2008 أدى إلى حرب شاملة، وبدعم القوات
الروسية كانت أوستييا الجنوبية آخر جمهورية مستقلة بحكم الأمر الواقع في
جورجيا, ولكن على الرغم من الفوز بالأمة الاسمية، فإن الاتحاد الأوروبي
والولايات المتحدة لا يعترفا بمثل هذه الانشقاقات الجورجية.
كردستان
في
أعقاب انهيار الإمبراطوريات الكبرى في العالم وميلاد دول جديدة من شرق
أوروبا إلى الشرق الأوسط، أما الأكراد فقد انقسمت دولتهم بين حدود إيران
والعراق وسوريا وتركيا, وحتى يومنا هذا، فإن الغالبية من سكان العالم
الكردي (حوالي 30 مليون نسمة) يعيشون في هذه المناطق المتاخمة على اعتبار
أنها أقليات عرقية.
في
محاولة للسيطرة على الهوية الكردية، فقد نهى مؤسسو تركيا عن استخدام اللغة
الكردية حتى عام 1991. وقد شن الجماعات الكردية المحظورة، حزب العمال
الكردستاني حركة تمرد رفيعة المستوى بدءا في السبعينات والتي أدت إلى أكثر
من 30 ألف حالة وفاة في تركيا, وعلى الرغم من انتهاء أعمال العنف في
السنوات الأخيرة، فإن التوترات لا تزال قائمة, من جانب آخر يعيش الأكراد
حياة إلى حد ما أفضل في العراق المجاور, في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق
عام 2003، شهد كردستان العراق في الشمال استقرارا نسبيا وازدهارا اقتصاديا.
كيبيك
في
القرن 18, وقعت كيبيك تحت الحكم البريطاني إلا أن الحنين إلى ماضيها
الفرنسية لا يزال موجودا وتجده على الأقل في شعار المقاطعة الكندية
الفرنسية : "أتذكر" باللغة الفرنسية, ويتحدث الأغلبية الساحقة في كيبيك
بالفرنسية, ووفقا لتعداد عام 2006, فإن 85 ٪ من الشعب في كيبيك يعتبرون
الفرنسية لغتهم الأم على عكس معظم المحافظات الأخرى, وقد كانت كيبيك قريبة
من تحقيق إقامة دولة في أكتوبر 1995 عندما حدث عجز في التصويت من أجل
الاستقلال, وفي الوقت الراهن فقدت حركة المطالبة بالاستقلال الكثير من
زخمها والذي كان في ذروته في التسعينات.
كاسكاديا
وتجمع
جمهورية كاسكاديا بين ولاية واشنطن وأوريجون وكولومبيا البريطانية, ويقول
المؤيدون لهذا البلد الجديد ينبغي أن يطالب السكان وهم حوالي 14 مليون من
"كاسكاديا" باستقلالهم عن الحكومات القمعية من كندا والولايات المتحدة,
وتتمتع كاسكاديا بوفرة في الموارد الطبيعية والصناعية, وموطنا لشركات
عملاقة مثل مايكروسوفت, وأمازون, وستاربكس, ونايك, واجتماعيا ستكون
كاسكاديا على الأرجح واحدة من أكثر البلدان ليبرالية في العالم, في حين أن
المحافظين تطلق على الجانب الشرقي الريفي في واشنطن وأوريجون, حيث أن كل
شيء صديق للبيئة أما الليبراليين فهم الذين يسكنون المدن الأكبر مثل سياتل
وبورتلاند وفانكوفر.
جمهورية فيرمونت
وهي
ولاية أمريكية صغيرة نسبياً، حيث يصل عدد سكانها إلى 600 ألف نسمة وتقع
في منطقة نيو انجلاند في الركن الشمالي الشرقي للولايات المتحدة وقد تشكلت
في عام 2003 من قبل توماس نايلور بروفسور جامعة ديوك السابق ، وتركز مراسيم
جمهورية فيرمونت الثانية باعتبارها "شبكة المواطنين اللاعنفي" على استقلال
ولاية فيرمونت، وتفكك الاتحاد. لماذا؟ وذلك بسبب "طغيان الشركات الأمريكية
وحكومة الولايات المتحدة", حيث قال نايلور "لقد أجبرنا على المشاركة في
قتل النساء والأطفال في الشرق الأوسط ".
----------------
تعليقات