جزيرة لانزاروت الأسبانية … جنة على فوهة بركانية
ترجمة: حسن شعيب
في الواقع لم يكن المقصود من كتابة التقرير سوى تسليط الضوء على أحد الشواطئ الساحرة وهو شاطئ باباغايو الذي يعتبر مدفونا في باطن المحميات الطبيعية لكن سرعان ما جذبنا هذا الشاطئ للجزيرة التي يقع فيها وكأنه يقول لنا لست سوى جزء ساحر من كل فاتن ومبهر وهي جزيرة لانزاروت أو لانزاروتي التي بدورها تقع داخل جزر الكناري التي تتشكل من أرخبيل أسباني يقع بالقرب من الساحل الجنوبي للمغرب وتبعد 100 كيلو متر عن حدود أسبانيا الجنوبية.
صحيح أن العديد من المراقبين أوصوا أن شاطئ باباغايو، وهو على شكل هلال، يمثل أجمل وجهات جزيرة لانزاروت السياحية حيث تحوطه من جميع جوانبه صخور طبيعية بفعل الرياح مما أضفى على مياهه الهدوء والصفاء والسكينة كماأنها واضحة وضوح الشمس ورمال الشاطئ ذهبية رائعة ومع ذلك فقد كان لزاما أن نلقي مزيد من الضوء على الجزيرة التي تتميز بالكثير من الدرر واللآلئ التي لا ينبغي تفويتها أو التخلي عن زيارتها والاستمتاع بها.
تقبع جزيرة لانزاروت الأسبانية في أقصى الشرق من جزر الكناري (ذاتية الحكم) في المحيط الأطلسي وتبعد حوالي 125 كيلو متر عن ساحل أفريقيا وتعد الجزيرة أحد أكثر الأماكن المذهلة والممتعة وبرغم أن بها أكثر من ثلاثمائة يؤرة بركانية فإن الآلاف من السياح يأتوها على مدار العام وذلك نظرا لما توفره من إقامة متأنقة وتحتويه على أماكن صديقة للبيئة حيث ركوب الدراجات والسير على الأقدام وركوب الأمواج.
في شتى بقاع الجزيرة، ستعثر على لمسة فنية ورؤية مخملية من الفنان والمعماري والمهتم بشئون البيئة سيزار مانريك والذي أنقذ الجزيرة من ويلات الحداثة والتنمية المتفاقمة فقد كان لابداعاته الغير عادية الفضل في إبراز ندرة سمات أرض لانزاروت حتى باتت مناطق هامة للجذب السياحي، ومن الجدير بالذكر أن بعض المطاعم في جزيرة لانزاروت تلجأ لاستخدام حرارة الأرض للشواء حي يقبع تحتها الكثير من الصخور البركانية والحمم والرماد لذلك لم يتكن من المبالغة وضفها بأنها “جنة بركانية”.
نتيجة لمختلف الثورات البركانية التي وقعت في الجزيرة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تميزت بمنظر ريب آخاذ ونموذج رائع من النظام البيئي البركاني كما أنها تقدم مشهد متنوع، من شمال الجزيرة إلى جنوبها، من النباتات الفاخرة وكروم العنب وبها أكثر من 180 نوع من النباتات المختلفة وعلى طول ساحل تكتنز الجزيرة عدة شواطئ ساحرة مثل باباغايو ودي امارا.
أفضل الأماكن السياحية في لانزاروت
في هذ السطور نستعرض الأماكن التي لا ينبغي تفويتها في زيارة الجزيرة:
1- حديقة الصبار: صممها سيزار مانريك والتي تجمع بين رماد الصخور البركانية واللون الأخضر للصبار
2- كهوف لا كويفا دي لوس فيرديس الرائعة وتقع في شمال لانزاروت والتي تمشي في داخلها لكي تستمتع بسماع صوت صخور الحمم البركانية!
3- نُصب الفلاحين: أقيم هذا النصب من أجل تكريم التقاليد الزراعية في جزيرة لانزاروت، مع متحف موجود في الموقع لعرض الحرف اليدوية المحلية.
4- كهوف خاميوس دي لاغوا: تشكلت خلال ثورة أحد البراكين، تقدم هذه الكهوف الساحرة الآن مسرات تحت الأرض في شكل بحيرات وبرك طبيعية.
5- متحف النحت تحت الماء: يسمى “متحف الأطلسي في لانزاروت للفن والطبيعة” وفيه يسمح لخلق مساحة من فن النحت تحت مياه البحر في منتجع بلايا بلانكا ويوجد فيه تماثيل وإرث الجزيرة من النحت في مساحة 2.500 متر مربع تحت عمق 12 – 15 متر من الماء وقد صمم المتحف من أجل تحفيز السياحة واستقطاب شريحة متنامية من السياح الذين يزورون الجزيرة من أجل الغوص وتبلغ ميزانية المشروع أكثر من 700 ألأف يورو.
6- حديقة تميانفايا الوطنية: حيث يسدل النشاط البركاني أعلى مقياس له وتعتبر الحديقة منظر حقيقي للنظام البيئي في الجزيرة حيث تضم بحر هائل من الحمم المتجمدة، وفيه تظهر التكوينات الجيولوجية غريبة للغاية، مثل الكهوف والحفر وفي هذا المشهد الغريب تختبأ النباتات المتنوعة والشجيرات مثل الخطمي، الهندباء وغيرهم.
7- بلايا دي أمارا: يقع هذا الشاطئ في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة، يعد هذا الشاطئ الرملي الذهبي مثالي لراكبو الأمواج ومحبي التشمس بعيدا عن المنتجعات.
تعليقات