هندوراس .. أعماق الطبيعة الخلابة والنوادر الساحرة
ترجمة: حسن شعيب
في
رحلة فريدة من نوعها إلى أسرار الأعماق سنصحبكم إلى البحر الكاريبي وبالتحديد في
أمريكا الوسطى داخل خليج هندوراس, حيث تعتبر هذه المناطق من أكثر
الأماكن جذباً للزوار من كل أنحاء العالم, وهي منطقة سياحية عالمية، حيث ما زالت
الآثار القديمة للسكان الأوائل بهذه المنطقة, ويغلب على الجزيرة جو من الطبيعة
الخلابة ويكثر فيها العديد من الطيور المختلفة، كما تنتشر حول السواحل المطلة على
البحر الكاريبي مئات من الجزر الصغيرة بالقرب من الساحل، والتي تشكل عامل جذب
سياحي أساسي.
وقت حدوث الظاهرة بين شهري مايو و يوليو وفي بعض الأحيان تحدث مرتين في السنة وتبدأ مع ظهور غيمة سوداء في السماء يتبعها برق و رعد ورياح قوية ومطر غزير لمدة ساعتين أو أكثر.
و بعد انتهاء هذه العاصفة تصبح الأرض مفروشة بالأسماك التي يأخذها الأهالي معهم إلى البيت لطبخها و أكلها.
إنها جمهورية هندوراس التي تقع في
أمريكا الوسطى، يحدها من الشمال البحر الكاريبي، ومن الشمال الغربي دولة
جواتيمالا، ومن الجنوب الغربي السلفادور، ومن الجنوب نيكاراجوا والمحيط الهادئ,
كانت منطقة محتلة من الأسبان والذين استخدموا ثلاثة أسماء للإشارة إليها في البدء
جيامورس – وفقا لما أطلق عليها كولومبوس والذي اكتشفها عام 1502, كما سميت هيجوراس
(القرع التي تأتي من شجرة جيكارو Jicaro) ، وكثير منها
عثر عليها طافية في المياه الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لهندوراس.
أما تسميتها هندوراس, فهي تعني
باللغة الاسبانية "العمق", مأخوذة من قول كولومبوس: "الحمد لله
أننا خرجنا من تلك الأعماق"، وقيل أنها لفظة نمساوية تعنى المرسى, وقد كان
يقطنها قديما عدد من القبائل المتنوعة من الثقافات واللغات، أهمها وأقواها قبائل
"المايا" الشهيرة التي انشأت حضارة من أقدم حضارات العالم، الذين بنوا
مدينتهم المقدسة وعاصمتهم الاحتفالية في كوبان في الجزء الغربي من هندوراس.
كما
تتميز جزر هندوراس، بالحيوانات البرية لأنها تضم أنواع من الطيور والبغبغاوات, ولا سيما
جزيرتي "جواناجا"
و "روتان", حيث تمتاز الأولى عن باقي جزر المنطقة بأنها معزولة وهادئة
مما جعلها المكان المفضل للكثير من السياح اللذين يودون الابتعاد عن ضجيج المدن
وصخب الحضر، ويعتبر الغوص هنا متعة حقيقية لقرب هذه المناطق من الشواطئ وإمكانية
الوصول إليها بدون استخدام الزوارق، الكثير من السياح يبدون إعجابهم بالحياة
البحرية هنا خاصة القريبة من السلسلة الصخرية.
نظرا
لصفاء المياه ووضوح الرؤية -بشكل لا يمكن
تخيله- على عمق مئة قدم تحت سطح الماء في جزر هندوراس فإن الغوص هو سبب شهرة هذه
الجزر، فالغواصون يسبحون مع أنواع مختلفة من الأسماك ذات الألوان
والأحجام المختلفة, ناهيك عن وقوع ظاهرة طبيعية في مدينة دباتمنتو دي
يورو Depatmento de Yoro التي حيرت
العلماء حتى لم يجدوا لها تفسيرا علميا, والتي تحدث سنويا وتبدأ بظهور غيمة سوداء
في السماء يتبعها برق ورعد ورياح قوية ومطر غزير لمدة ساعتين أو أكثر، وبعد انتهاء
هذه العاصفة تصبح الأرض مفروشة بالأسماك.
عندما قامت
بعثة من العلماء في السبعينات بزيارة المكان
للتعرف على الأسماك التي تنتشر في الأرض بعد الاعصار فوجدوا أن جميع الأسماك من
نفس الحجم والنوع, والغريب في الأمر أنه نوع لا يقطن المياه المجاورة للبلدة فهو
من النوع الذي يعيش في المياه الضحلة فقط و ليس المياه المالحة و كيف له أن يصل
للبلدة علما بأن المحيط الأطلنطي يبعد مسافة 200 كم عنها، و قد كان تفسيرهم لهذا
الأمر هو أن هذا السمك يتواجد في أنهار تحت الأرض و يخرج مع الاعصار, من جانبهم يحرص أهالي
الهندوراس على الاحتفال بهذه الظاهرة غير الطبيعية من خلال تنظيم مهرجان يطلقون
عليه اسم “مهرجان مطر السمك, حيث يقولون إنهم لا يحتاجون لأي تفسير لهذه الظاهرة
فهم يعتقدون أنها معجزة إلهية.
غني عن البيان أن جزر هندوراس
تعتبر نقطة هامة للتنوع البيولوجي بسبب العديد من النباتات والحيوانات التي يمكن
العثور عليها هناك, كما تحتوى هندوراس على موارد عديدة للبيولوجية, حيث تضم أكثر
من ستة ألاف نوع من النباتات الوعائية، منها 630 من فصيلة الأوركيد, ويقطنها نحو 250
من الزواحف والبرمائيات، وأكثر من 700 نوع من الطيور، و 110 نوعا من الثدييات،
نصفهم من الخفافيش, مما جعلها تستحق أن تضاف إلى قائمة مواقع التراث العالمي
باليونسكو في عام 1982.
أما أهم مدن سان بيدرو سولا وهي
ثاني كبرى المدن في جزيرة هندوراس وتعتبر المركز التجاري الرئيسي في المنطقة, كما
أن ميناء بورتو كورتيز أهم ميناء في البلاد, وفي شمال شرق البلاد توجد بعض المدن
الصغيرة, التي تغطي الغابات الاستوائية مساحة واسعة منها ، وتشكل منطقة حارة رطبة
تسمى ساحل موسكيتو, وتوجد في هذا السهل كذلك أراضٍ معشوشبة وبعض غابات الصنوبر
والنخيل, وتملك هندوراس أيضاً جزيرتي سوان، وهما جزيرتان صغيرتان على بعد 200 كم
شمالاً في البحر الكاريبي.
أما مناخ هندوراس فهو استوائي حار
صيفاً ومعتدل في المرتفعات، ودافئ في فصل الشتاء، وأمطاره طوال العام, اوفي المناطق المنخفضة يكون المناخ السائد الاستوائي,
أما المناطق الوسطى والجنوبية هي أكثر حرارة وأقل رطوبة نسبيا من الساحل الشمالي,
كما ينتمي المناخ إلى الطابع المداري الرطب، غير أن الارتفاع عدل من حرارتها، ففي
المناطق المنخفضة ترتفع الحرارة وتزيد الأمطار وتنمو بها الغابات المدارية وحشائش
السافانا كما تزدحم هندوراس إل جانب الجزر الصغيرة بعض من البحيرات والمستنقعات والأرخبيلات.
طالع ...... المصدر
طالع ...... المصدر
تعليقات