"بورت لويس موريشيوس" فسيفساء من الحضارات والثقافات
ترجمة: حسن شعيب
على بعد ألفين كيلو متر من الساحل الجنوبي الشرقي لقارة أفريقيا, تقع
جزيرة موريشيوس والتي اكتشفها العرب أول مرة عام 975 م، ثم أعاد البرتغاليون
اكتشافها بين 1507 و 1513, ومنذ ذلك الحين شهدت الجزيرة فترات متتالية للاستعمار الفرنسي
والهولندي والبريطاني وحصلت الجزيرة على استقلالها في عام 1968 وأصبحت جمهورية عام
1992.
ومن بين العديد من معالم الجزيرة السياحية الخلابة والرائعة وشواطئها
الطبيعية والغابات الاستوائية, تعتبر عاصمة جزيرة موريشيوس (بورت لويس) وجهة
سياحية بارزة للوافدين والزوار من جميع أنحاء العالم, والتي تقع في الطرف الشمالي
الغربي من الجزيرة وتحيطها سلاسل الجبال من أكثر من جهة لكنها في النهار تبدو كمدينة
عصرية تضج بالأنشطة التجارية والزحام المروري.
لأول وهلة, عند النظر إلى المدينة تشعر وكأنك تنظر
إلى رسم بياني متنوع الألوان من البلدان والثقافات، حيث يوجد فيها ومضات من الهند
وأفريقيا وأوروبا والصين والشرق الأوسط, فإذا لم يكن لديك عمل أساسي تقوم به هناك،
أو إذا لم يكن هناك ضرورة لاجراء زيارة مطولة للمدينة، فإن هناك أسباب عديدة تدفعك
للقدوم إلى المدينة وزيارتها.
في داخلها تستمتع في الجزيرة سلسلة من المنتجعات والشواطئ
الخاصة وأكثر الاستمتاع تحظى به وسط صخب وفوضى الشوارع، والتشابك الرائع بين الأحياء
العرقية مع بعض المباني الاستعمارية كما أن سوق المدينة يقع في قلب
المدينة وبه قسم خاص للخضروات والفواكه وأقسام للحوم والأسماك والهدايا والأشغال
اليدوية والملابس والتوابل، وبالقرب من السوق يوجد متحف التاريخ الطبيعي والذي يضم
عدد من تماثيل طائر "الدودو" هو طير من فصيلة الطيور المنقرضة ويبلغ من
الطول متر أي ثلاثة أقدام تقريبا وهو نوع من أنواع الحمام والذي يعود إلى أواخر القرن
السابع عشر الميلادي.
أما عن الآثار الاسلامية فيوجد مسجد جمعة الذي شُيد في
القرن الثامن عشر في وسط الميدان الصيني وكثيرا ما يوصف بأنه البناء الديني الأكثر
جمالا في موريشيوس والمذكور في دليل وزارة السياحة.
بينما حصن آديليد الذي يطلق عليه العامة اسم القلعة فإنه
الوحيد المتبقي من أربعة حصون بريطانية أخرى كانت موجودة بالجزيرة وهو يتيح لك
فرصة القاء نظرة على الجزيرة بأكملها من على سطح الجبال, كما يوجد بالمدينة مزار
"بير ليفال" الذي يقع في مقدمة شرق المدينة في منطقة "ستي
كروس".
ورغم أن موريشيوس أقرب جغرافياً الى أفريقيا, إلا أن
"بورت لويس" متأثرة أكثر بالحضارة البريطانية والفرنسية وكذلك بالعمالة
الهندية أكثر من روابطها الجغرافية بقارة أفريقيا, وإن كنت من هواة التريض وعشاق
النزهات الشاطئية فتأكد أن "بورت لويس" هي الوجهة السياحية الأبرز حيث
يرحب بك فيها السكان المحليون ويستضيفونك في منازلهم.
وتضم المدينة أحد أهم المتاحف الثقافية والتاريخية في
جزيرة موريشيوس وهو متحف بلو بيني والذي يحتوي على مجموعة كبيرة من التحف الأثرية
والنفائس المبهرة التي تلقي الضوء على كافة المراحل والتطورات الاجتماعية
والثقافية التي مرت بها جزيرة موريشيوس على مدار تاريخها وفيه قسم الطوابع الذي يضم مجموعة متنوعة ونادرة من طوابع البريد في
مورشيوس.
لا يفوتك عند زيارة "بورت لويس" الذهاب إلى المسرح البلدي
الجذاب الذي تم بناؤه في عام 1822، مما يجعله أقدم مسرح في منطقة المحيط الهندي
والذي زين على نمط مسارح لندن الكلاسيكية، ويتسع لنحو 600 شخص وله سقف على شكل
القبة, كما يوجد في المدينة كازينو بورت لويس والذي يفعم بالحيوية بعد منتصف الليل
ويتميز شكله الخارجي بأنه مصمم على شكل سفينة في مقدمته يقف تمثال أسد بطولي.
وتضم المدينة عدد من المطاعم الدولية والمتخصصة في أطعمة البلدان
فهناك مطعم "لامبيك" الدولي وكافيه "برازيري 27" ومطعم
"رو يي" الصيني وعدد من مطاعم الأسماك مثل ""زا ديك" و
"لو كابيتاني" وغيرهم من المطاعم الأوروبية الهامة "كورتيارد"
وغيرهم.
أما أهم فنادق المدينة فمنها "تشامب دي مارس" والذي يقع في
الجهة المقابلة لمسار السباق ويمكن للضيوف الاستمتاع برؤية السباق وتحتوي كل غرفة
مكيفة على تلفزيون مع قنوات فضائية وحمام خاص وفيه تتميز بعض الأجنحة بأنها مطلة
على الجبال.
أما فندق سان جورج فهو يقع قلب بورت لويس، يمكنك الوصول إليه سيرا على
الأقدام من متحف التاريخ الوطني في المدينة وكاتدرائية سانت جيمس وعلى مقربة من
مسرح بورت لويس وسوقها ويوفر الفندق العديد من وسائل الراحة والترفيه مثل حمام
سباحة في الهواء الطلق كما يتميز هذا الفندق بتوفير إمكانية الدخول إلى شبكة
الإنترنت "الواي فاي".
في هذا الوقت من العام لا تزيد درجة الحرارة عن 25 درجة
مئوية ويمكن الطيران إليها من المملكة العربية السعودية عن طريق مطار جدة إلى
مدينة بورت لويس بأسعار التذاكر التي تصل إلى 480 باوند أو 3000 ريال سعودي تقريبا
وأفضل الرحلات وأرخصها يمكن أن تجدها على الطيران الكيني.
طالع..... المصدر
تعليقات