كرازي يُغضب أمريكا..!
ترجمة: حسن شعيب
حامد كرزاي تم تنصيبه قائدا لأفغانستان من قبل الولايات المتحدة واستمر في منصبه عام 2009 في انتخابات شابها الكثير من التلاعب, والآن يعزز دوره بمزاعمه المتكررة بشأن جرائم حرب ارتكبها جنود أمريكيون وبتلميحه إلى أن البلاد ستكون أفضل إذا اندمجت حركة طالبان في الحكومة وليس بوجود الأمريكيين.
خلال الأيام القليلة الماضية, أظهرت حكومته مستوى كبيراً من الاحتقار وربما الكراهية للدولة التي أبقت سيطرة كرزاي على العاصمة وأمدته بالمال اللازم لحكومته لتدفع ما عليها من التزامات, حيث وزعت حكومة كرزاي ملفاً به صور ومقاطع مصورة لجرائم حرب يُفترض أن أمريكيين ارتكبوها.
كما دأبت طالبان على تقديم الصور كدليل على شرور الأمريكيين, فيما زعمت صحيفة نيويورك تايمز أن معظم الصور والمقاطع المصورة جمعت فيما يبدو من مواقع طالبان على الإنترنت, في حين أن تلك المزاعم والأدلة ترتبط بضربة جوية لحلف شمال الأطلسي يوم 15 يناير على قرية في إقليم باروان الذي يكثر فيه مقاتلو طالبان، أكد الجيش الأمريكي على أن الهجوم نُفذ تحت إمرة الجيش الأفغاني.
برغم ذلك أقرت الولايات المتحدة بأن المدنيين ومن بينهم طفلان قتلوا في الهجوم لكنها تصر على أن العملية كانت ضرورية لأن حياة عشرات الجنود الأفغان ومستشارين أمريكيين كانت معرضة للخطر, بينما قالت اللجنة التي عينها كرزاي للتحقيق في الهجوم بأنه أمريكي في المقام الأول وتضمن قصفا بغير تمييز ودون استفزاز لثماني ساعات تقريباً تلاه نوبات إطلاق نار على المنازل نفذها جنود أمريكيون.
وأضافت اللجنة, "أنها تستطيع إثبات أن 12 مدنيا قتلوا وأن هناك ما يدل على مقتل ما بين اثنين إلى خمسة مدنيين آخرين, لكن صورتين على الأقل من الصور التي وزعت لم يظهر فيها ضحايا من الهجمات على القرية لأن الصور عمرها أكثر من ثلاث سنوات. والتقطت إحدى الصور لتشييع جثامين ضحايا ضربة جوية لحلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان عام 2009, حيث وزعت الصورة وكالة الأنباء الفرنسية مع موضوع عن الهجوم, والصورة الثانية تبين جثتين لصبيين مدثرين بالأكفان، واستخدمت لسنوات على المواقع التي تنتقد بشدة مقتل المدنيين في هجمات لطائرات أمريكية من دون طيار في باكستان.
بيد أن حكومة كرزاي مضت قدما فعقدت مؤتمرا صحفيا حضره قرويون يعتقد أن أصدقاءهم وذويهم الأبرياء قتلوا في الهجوم, حيث قال رجال فيه إنهم من المنطقة التي وقع فيها الاشتباك, وقال أحدهم يدعى أليف شاه أحمدزاي "إن أفراداً من ذويه قتلوا في الهجوم واتهم صحيفة تايمز بنشر الأكاذيب".
لكن ما الذي يدور بين كرزاي والولايات المتحدة, بعد رفض كرزاي وحلفاؤه التوقيع على اتفاق أمني يسمح للقوات الأمريكية والقوات المقاتلة الأخرى في حلف شمال الأطلسي بالبقاء في البلاد بعد نهاية العام عندما ينتهي التفويض, فضلا عن تعبيره عن ريبه في قيمة القوات الأجنبية سوى قتل المدنيين.
في الوقت الذي تعتمد فيه حكومته على الإعانات وتدرك جيدًا أنه دون القوات الأجنبية فسوف يجف معين المساعدات المدنية لأفغانستان ودون هذه المساعدات ستكون إدارة البلاد مسألة خطيرة للغاية وسوف يتزايد أيضاً الاختلاس والفساد المتفشيين بالفعل في الحكومة المركزية.
كما يثير أفعال كرزاي غضب واستياء عسكريون ومدنيون أمريكيون شاركوا في الحرب في أفعانستان, وتسرب الغضب إلى الكونجرس الأمريكي الذي خفض الأسبوع الماضي المعونات المدنية لأفغانستان في السنة المالية الحالية إلى 1.1 مليار دولار بدلاً من المبلغ الذي طالبت به إدارة أوباما في البداية وهو 2.1 مليار دولار.
في الوقت ذاته, حظر الكونجرس على البنتاجون أيضاً إنفاق أي أموال أخرى على مشروعات جديدة للبنية التحتية, حيث قالت صحيفة واشنطن بوست "إن الكونجرس يحظر أيضاً أي إنفاق أمريكي يوجه إلى الاستفادة الشخصية لرئيس أفغانستان في صفعة واضحة لكرزاي.
جدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية الأفغانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى, حيث تجرى في أبريل القادم, حيث ينتهي الحد الأقصى لولاية كرزاي لكن الرجل يسعى فيما يبدو لأن يلعب دوراً بعيداً عن الأنظار, بل ربما يراهن كرزاي بتأجيله التوقيع على الاتفاق الأمني الثنائي على انتزاع امتيازات كبيرة من الولايات المتحدة بالحصول على المزيد من المال والسلاح لجيشه.
طالع ...المصدر
تعليقات