نوادر 2013 .. إيجابية وتفاعل!


ترجمة: حسن شعيب 

بعيدًا عن عالم السياسة المعقد والاقتصاد المخيب للآمال, كان عام 2013, شاهدًا على حفنة من الأحداث التي يمكننا تسميتها بالنوادر أو اللطائف التي قد تكون متمثلة أحيانا في فيلم سينمائي, أو مونولوجا وربما حديث إسلام الأمير تشارلز, أو حوار عن الــ "ميني جيب" الذي تم حظره في هولندا وتكوين وادي للنوابغ, وقد يكون أبرزها إجراء مسابقة جمال للحشمة ووقار المسلمة.
أنتج فيلم وثائقيا سينمائيا يروي حديثا عن "حراس البوابة" والذي يتطرق إلى جهاز "شين بيت" " (مزيج من وكالة المخابرات الأمريكية ومكتب تحقيقات فدرالي يعمل بسرية تامة), حيث قالت واشنطن بوست "إن الفيلم (مدته 97 دقيقة) يُشكل لائحة اتهام قاسية للسياسات الإسرائيلية، وخاصة ما تمثل في استمرار الاحتلال للضفة الغربية، وفي الاستمرار بتوسيع المستوطنات".
في مشهد من الفيلم يقول أحد أعضاء "شين بيت", "في الحرب تُغفل الأخلاقيات", وبذلك يتضح أن هذا الجهاز تَمّ تأسيسه بشكل رسمي لانتهاك القانون والعمل بشكل لا أخلاقي, حيث يقول مخرج الفيلم: "أعتقد أنه في نهاية المطاف يتعين على أي جهاز سري لديه مثل هذه القوة الهائلة "شين بيت" و"سي أي إيه" الأمريكية والموساد أن يجعل القانون نصب عينيه وأن يتلقى منه التوجيه.
ومن اللطائف الإيجابية تم إنتاج مونولوجات حجابي" في أيرلندا, لكي تمنح المرأة المسلمة في دبلن فرصة تجاوز الصور النمطية عن ارتداء الحجاب ودحض الأفكار المسبقة والتشويهات الإعلاميَّة من خلال مجموعة قصصيَّة درامية تستند على واقع حياة المسلمات المحجبات هناك.
كما قالت دينيس تشالتون, المديرة التنفيذية للمجلس الأيرلندي للهجرة, "لا شك أنَّ المسلمين يؤدون دورًا هامًا وإيجابيًا في مجتمعنا وهم أعضاء فاعلون في كل جزء ومجال في أيرلندا, والهدف من هذا العرض المسرحي ليعكس الحقيقة والواقع ويفكك الصور النمطية والأفكار الخاطئة التي قد تكون تمكّنت من الناس حول المسلمين".
ويضمّ العرض المسرحي مجموعات عمرية مختلفة من الفتيات الصغيرات إلى الجدات, اللاتي يتشاركن مجموعة واسعة من التجارب والمشاعر, حتى تتمكن النساء من جميع المشارب في أيرلندا من العثور على تواصل ما مع "مونولوجات حجابي".
يبدو أن محاولة الأمير تشارلز, ولي عهد بريطانيا, تعلم اللغة العربية لكي يقوم بإجراء دراسة أعمق عن القرءان خلقت مزيدًا من البلبلة والكثير من الهرج والمرج في وسائل الإعلام البريطاني؛ حتى أنها أثارت شائعات حول اعتناق وريث العرش البريطاني للدين الإسلامي, حيث قال دعاة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة أن تشارلز قد يكون بالفعل تحوَّل إلى الإسلام.
ومن أقوال تشارلز التي عضدت هذه الإشاعات قوله "إن العالم الإسلامي هو حارس أحد أعظم الكنوز الغنية بالحكمة والمعرفة الروحية التي وُضعت رهن إشارة البشرية", كما عُرف عنه اهتمامه بالفن الإسلامي وتشجيعه للحوار بين الأديان، وربما هذا ما قاده إلى تعلم اللغة
العربية, حيث نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن أحد مساعدي الأمير تشارلز أنَّه كان يتلقى دروسًا في اللغة العربية منذ ما يزيد عن ستة أشهر, وأن تعلمه العربية نتيجة منطقية لاهتمامه منذ زمن طويل بالفن الإسلامي الكلاسيكي.
كما حقَّق أول مهرجان للطعام الحلال في كندا نجاحًا باهرًا وقياسيًا من إقبال الحشود عليه, مما أظهر وجود تنوُّع في سوق الأغذية في إحدى أهم دول أمريكا الشمالية, وقد تجلى ذلك في حوار مع عمبر رحمان, السيدة التي جاهدت من أجل إقامة هذا المهرجان في كندا.
وقالت عمبر رحمان"بعض الأفكار العظيمة تحتاج إلى الشخص الذي يؤمن بها ويسعى لتنفيذها على أرض الواقع, وهذا بالضبط ما فعلته سليمة جيفاراج, مؤسسة "الغذاء الحلال" والسبب الرئيس في إقامة مهرجان له في كندا", حيث إنَّها استخدمت طعامها وقدراتها التسويقية لجعل صناعة الطعام الحلال أحد أكبر الصناعات في القرن الواحد والعشرين.
وأضافت رحمان "من الضروري أن يخرج المهرجان بشكل محترف ويعكس مدى التنوع في مدينتنا, كما يجب أن يُلبي مهرجان الطعام الحلال في تورنتو جميع الرغبات ويبدو تفاعليًا مع الديموغرافية المسلمة وبخاصة في الأسرة مثل الأطفال وما يشتهونه, وقد عرضت الفكرة على زوجي وبعد ذلك علمنا أننا بحاجة إلى مزيد من العون وسريعًا قمنا بجلب أربعة أعضاء ليكونوا جزءًا هامًا من المنظمة".
وفي هولندا, قامت بعض المدارس في الآونة الأخيرة, بحظر ارتداء التنورات القصيرة (الميني جيب)، على اعتبار أنها ملابس غير لائقة للعملية التعليمية، بعد فترة انزعاج وحيرة شعرت بها المدارس الثانوية حول التصرُّف المناسب الذي لا يتعارض مع الحرية الفردية ويحافظ على حد أدنى من الحشمة داخل المدرسة.
من جانبها, قالت صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية": إن مدرستين أعادتا فتيات لارتدائهن سترات وتنورات قصيرة للغاية" مضيفة "أنَّ هذه التنورات القصيرة لا تتماشى مطلقًا مع أزياء المدارس أكثر من تماشيها مع خطوات الأزياء, وأنَّ بعض المعلمين يضطرون للتدخل عندما ترتدي البنات ما يرونه "ملابس غير لائقة".
كما أجريت في أندونيسيا حفلا لتتويج ملكة جمال الحشمة والاحترام, والذي لم يكن ينقصه البريق، والكعوب العالية، والأوشحة، وقد فازت فيه ملكة جمال نيجيريا بالمسابقة، وركعت على ركبتيها وأجهشت بالبكاء تعبيرا عن سعادتها البالغة, لكن هذا الحفل لم يكن عاديا، حيث كانت المسابقة للمسلمات اللواتي ارتدين أغطية الرأس وأثواباً طويلة تغطي أجسامهن بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
وقد تشاركت المتسابقات العشرة اللواتي وصلن للتصفيات النهائية, أفكارهن حول أهمية الأمومة ومخاطر الإنترنت وقيمة التمويل الإسلامي, وقد كن يتبارين للفوز بـتاج الاحتشام والحياء، وهو عبارة عن تمثال ذهبي لامرأة تمد يديها شكراً لله، بالإضافة إلى رحلة مدفوعة التكاليف إلى مكة المكرمة.ملكة جمال الاحتشام. 

طالع ... المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عين على 1433 هـ

حجاب تركيا .. نصرٌ جديد!

ألف شخص يعتنقون الإسلام في ماليزيا خلال عام 2009