جنوب السودان .. حربٌ على الأبواب!


ترجمة: حسن شعيب 

في الآونة الأخيرة, أعلن جيش جنوب السودان فقدانه السيطرة على مدينة بور المضطربة، في أول اعتراف له بالانقلاب بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين جماعات متناحرة من الجنود، الأمر الذي أثار تحذيرات بانزلاق البلاد في حرب أهلية.
في هذا الصدد قال الرئيس سلفا كير في وقت سابق أنه على استعداد للحوار مع نائبه المفصول رياك مشار الذي يتهمه ببدء القتال، الذي قال دبلوماسيون إنه أدى إلى مقتل 500 شخص، والتخطيط للقيام بانقلاب.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن التوترات لا زال منتشرة في جميع المدن النائية بجنوب السودان، حيث انتقل العنف الذي اندلع في العاصمة جوبا شمالاً إلى مدينة بور التي شهدت مذبحة عرقية عام 1991, حيث اندلع القتال في ثكنتين في بور بين القوات الموالية لـكير، من جماعة الدنكا العرقية بجنوب السودان، ورياك مشار، وهو من قبيلة النوير.
برغم سطحية التقارير, قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان, فيليب أجويرو, دون الخوض في مزيد من التفاصيل "نحن لا نسيطر على بور", بينما أوضح جيرار أرو، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن، "أن الجماعتين العرقيتين، الدنكا والنوير، قد تنخرطان في حرب أهلية شاملة في البلاد.
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إن العنف قد ينتشر, ولا تزال جنوب السودان، التي أعلنت استقلالها عن السودان في 2011، واحدة من الدول الأقل نمواً في أفريقيا رغم كل احتياطاتها من النفط الذي يزود حكومتها بالإيرادات والعملة الصعبة, وحتى الآن، يبدو أن القتال لا يزال بعيداً عن حقول النفط".
وإذا اتسع القتال فإن ذلك يهدد المساعدات، وقد يتم استغلاله من قبل السودان المجاورة، التي كان لديها خلافات مستمرة مع جوبا بسبب الحدود غير المرسومة، وقضايا أخرى ترتبط بالنفط والأمن. وقد يتسبب ذلك في تقويض الجهود الرامية لبناء دولة فاعلة في الجنوب.
من جهة أخرى, نفى مشار في مقابلة مع صحيفة سودان تريبيون أي علاقة له بالقتال الدائر، وأنه لم يكن وراء محاولة الانقلاب", متهما كير "باستغلال الاشتباكات التي نشبت بين أفراد من الحرس الرئاسي لمعاقبة خصومه السياسيين", مشيرا إلى أن القتال أحيا ذكريات الأحداث الطائفية التي وقعت في التسعينيات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وقال المتحدث باسم الرئاسة أتني ويك عبر الهاتف "سُئل الرئيس عما إذا كان على استعداد لقبول أي حوار، ورد قائلًا إنه على استعداد للحوار", وكان من المتوقع قيام مجموعة من وزراء خارجية، دول شرق أفريقيا بزيارة جنوب السودان الخميس سعياً لإنهاء القتال، وهي تعد البعثة الأجنبية الأولى، التي تدخل البلاد منذ اندلاع القتال.
كما قالت الأمم المتحدة "إن الاشتباكات أدت إلى نزوح 20 ألف شخص إلى مخيمات اللجوء، وأن التوترات تبدو وكأنها آخذة في الزيادة في الولايات الأخرى، مثل الوحدة وأعالي النيل, حيث قال جيرار أرو، "إنه يوجد حوالي 7000 - 8000 من قوات حفظ السلام
التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، لكنه أضاف: «من الواضح أن جنودنا لن يتدخلوا في الصراع".
كما أشار دبلوماسي غربي إلى "أن القتال الممتد يسقط الدولة في نزاع عرقي من الصعب التراجع فيه"، مضيفاً أن "كير قد صعد من الأمور بوصفه الأحداث بأنها انقلاب وأن ذلك سيؤثر على الكثير من الدول التي لا تنعم بالاستقرار", في إشارة إلى المنطقة المحيطة بجنوب السودان.
من جانبها، قالت بريطانيا "إن بعض موظفي سفارتها قد غادروا البلاد، كما أنها تقوم بجمع أسماء المواطنين البريطانيين الآخرين الراغبين في مغادرة السودان", ويذكر أن العديد من عمال الإغاثة يقيمون ويعملون في جوبا, كما أخلت وزارة الخارجية الأمريكية ثلاث مجموعات من مواطنيها يوم الأربعاء الماضي، حيث نقلتهم طائرتان عسكريتان أمريكيتان من طراز سي-130 ،بالإضافة إلى طائرة ثالثة خاصة.
كما عززت وزارة الدفاع الأمريكية من أمنها في المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في جوبا, حيث التقت سوزان بيج المبعوثة الأمريكية إلى جنوب السودان بسلفا كير وأعربت عن قلق بلادها إزاء العنف واعتقال السياسيين المعارضين.
كما قالت ماري هارف, المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "ندعو القادة السياسيين للبلاد إلى الامتناع عن أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تصعيد في الوضع المتوتر أساساً، أو تغذي العنف", مشيرة إلى أهمية حل الخلافات السياسية بالوسائل السلمية والديمقراطية", ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 400-500 شخص قد قتلوا أثناء الاشتباكات، كما أصيب 800 آخرين. 

طالع  ... المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء