العنصرية تطل برأسها في بلجيكا
ترجمة: حسن شعيب
تعرضت
ثلاثة مساجد في بلجيكا لإعتداء من عدد من الأشخاص قاموا برسم رؤوس خنازير وصلبان
معقوفة, كما كتبوا عبارات مسيئة على جدران مساجد "سلادارلو يونس إمره"،
و"كولديربوس يلدريم بايزيد"، و"وينترسلاغ فاتح" التابعة لهيئة
الشؤون الدينية التركية.
في الوقت
ذاته, تمكنت الشرطة البلجيكية من إلقاء القبض على اثنين من المعتدين, كما أدان
المسئولون الدينيون المسلمون في بلجيكا، الاعتداءات العنصرية التي شهدتها ثلاثة
مساجد، في مدينة "غينك" البلجيكية، في نهاية الإسبوع الماضي, حيث استنكر
مستشار الخدمات الدينية في بلجيكا, السيد خليفة كسكن تلك الاعتداءات قائلا
"من المخيف إنها تحدث من حين لآخر في الدول الأوروبية" معربا عن أمله في
أن لا تتكرر مثل تلك الاعتداءات في المستقبل".
بيد أن مستشار الخدمات الدينية في بلجيكا عبر عن ارتياحه
من إلقاء السلطات البلجيكية القبض على شخصين متهمين بالمشاركة في الاعتداءات، حيث
قال "إنه ينتظر أن يحاكمهم القضاء البلجيكي بتهمة العنصرية" موجها
الدعوة لمسلمي بلجيكا إلى توخي الحذر تجاه هذا النوع من الاعتداءات".
وفي بيان صدر عنها, أدانت اللجنة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا كذلك
الاعتداءات على المساجد، ودعت إلى التسامح
بين فصائل المجتمع لأننا نعتبر نسيج واحد.
من جهة أخرى, عقد مؤتمر في
بروكسل في نهاية الشهر المنصرم, تحت عنوان ملتقى مسلمي بلجيكا, أكد
فيه المفكر الإسلامي أبو زيد الادريسي في محاضرة "أخلاق التعايش" على أن
الاسلام هو الدين الوحيد الذي يقبل الآخر والاختلاف معه، وأنه القادر نظريا
وتطبيقيا.
من جانبه, دعا عبد الفتاح مورو، المفكر الإسلامي التونسي وأحد مؤسسي
حركة النهضة، في مداخلته الشباب إلى التعلم والعمل، على قيادة العالم والتعايش مع الآخر
وأن يعيشوا زمانهم، وعدم حصر الاسلام في المظهر حتى تصنع الأمة مستقبلها وتتخذ
قرارها.
كما اختار المنظمون لملتقى مسلمي بلجيكا، هذا العام موضوع "مسلم
اليوم- أخلاق, تحديات " وعرفت مشاركة حوالي 300 متطوع ومتطوعة، وبحضور عدد
كبير من الزوار المسلمين والغير مسلمين.
بينما صرح كريم عزوزي، رئيس رابطة مسلمي بلجيكا, أن الملتقى جاء
"تلبية لاحتياجات المسلمين للأخلاق، وليتحملوا المسئولية لكي يكونوا قادرين
على حل مشاكلهم والقدرة على التعايش مع الآخر ولكون الإسلام غني بهذه المفاهيم
والقادر على حل مشاكل
اليوم".
والجدير بالملاحظة أنَّ اسم "محمد" أصبح الأكثر
شعبية منذ عام 2008 م في بروكسل للأطفال الذكور, بل هو أيضًا الأكثر شعبية للأطفال
الذكور في ثاني أكبر مدينة في بلجيكا "انتويرب" حيث يقدر أن 40٪ من
أطفال المدارس الابتدائية مسلمين.
أما الحقيقة الأهم في بلجيكا فهي وصول أعداد الذين اعتنقوا الإسلام من
البلجيكيين الأصليين إلى ثلاثين ألف شخص, فضلًا عن دخول أكثر من ألف في الإسلام
سنويًّا, حيث سُجل في العشر سنوات الأخيرة 8 آلاف مسلم جديد من السكان الأصليين"
ويعتبر الإسلام دينا رسميا في بلجيكا منذ عام 1974، ويشكل المسلمون
6% من سكان بلجيكا. وتتميز مدينة "غينك" بتواجد إسلامي كبير، حيث يمثل
المسلمون 25% من سكانها، ومعظمهم من أصول تركية, ومعظم المسلمين في بروكسل؛ 70٪ من
المغرب، و20٪ من تركيا، بالإضافة إلى نسبة 10٪ أخرى من ألبانيا ومصر وباكستان
وشمال إفريقيا,
وقد توافدوا على بلجيكا في الستينيات من القرن الماضي, وتزايدت
الأعداد في المجتمع المسلم هناك بشكل مستمر سواء من خلال ارتفاع معدلات المواليد
وتأثير الوازع الديني في تشجيع النسل أو من خلال الهجرة.
طالع ... المصدر
تعليقات