حقوق الإنسان الغائبة في سريلانكا!


ترجمة: حسن شعيب
في البيان الختامي لزعماء مجموعة دول الكومنولث,غاب سجل حقوق الإنسان في سريلانكا بشكل واضح، برغم أن القمة سيطرت عليها مزاعم ارتكاب جرائم حرب في ذروة الحرب الأهلية السريلانكية الدامية التي استمرت 26 عاما في هذه الجزيرة الآسيوية.
كما أثار الاجتماع الذي عادة ما يُخيم عليه الهدوء عند انعقاده كل عامين، بحضور المسئولين في معظم المستعمرات البريطانية السابقة، جدلاً حتى قبل بدايته العام الجاري بسبب ما تردد عن رفض بعض الأعضاء استضافته من قبل حكومة متهمة باستهداف المدنيين قبل أربعة أعوام فحسب.
وعندما هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالدفع من أجل تحقيق دولي في مزاعم ما قيل إنه قتل لأعداد كبيرة من المدنيين أثناء المواجهات مع انفصاليي نمور التاميل في عام 2009 ضمن الصراع الذي انتهى بانتصار حاسم للجيش,سادتحالةمنالاحتقان داخل أروقة القمة.
كما تعرض نحو 300 ألف مدني للاحتجاز في منطقة شاطئية ضيقة أثناء الهجمات، وقدرت لجنة تحقيق بريطانية عدد القتلى غير المقاتلين بنحو أربعين ألفاً، وانتهت إلى أن كلا الجانبين ارتكب انتهاكات جسيمة، غير أن عمليات القصف من قبل الجيش قتلت كثيراً من الضحايا.
أما حكومة الرئيس السريلانكي, ماهيندا راجاباكسا,فقد انهالت عليها الانتقادات بسبب عدم وقف الهجمات على الصحفيين ومنتقديها، بالإضافة إلى ما قيل أنه ضغط سياسي على القضاء منذ انتهاء الحرب, كما أشار كاميرون إلى "أنه سيرفع هذه القضايا إلى الأمم المتحدة ما لم تقم سريلانكا باجراء تحقيقمستقل بنفسها بحلول شهر مارس المقبل.
بينما وصفت وسائل الإعلام السريلانكية الإنذار الأخير بأنه"دبلوماسية عدائية"، حيث رأى البعض أنه في نبرة رئيس الوزراء البريطاني دلالات استعمارية، كما اتهموا بريطانيا بأنها تتصرف كأخ أكبريعاقب بدلا من أن يُوجه, كما صرح راجاباكسا في المؤتمر الصحفي الختامي قائلا"سأجري التحقيق، لكن لا يمكن القول متى سأبدأ سواء غدا، أو خلال أسبوع، أو ثلاثة أو أربعة أشهر، فهذا غير منصف تماما".
وجيدر بالذكر أن كاميرون غادر العاصمة السريلانكية كولومبو, بينما لم يشر البيان الختامي إلى حقوق الإنسان سوى بشكل عام، في حيناهتم التركيز الرسمي على قضايا النمو والمساواة, وفي هذه الأثناء تردد أن بعض أبناء عرقية التاميل شعروا بابتهاج شديد، أملاً في أن تسلط زيارة كاميرون إلى مدينة جافنا الشمالية الانتباه على التواجد العسكري المتواصل في منطقة الحرب السابقة والهجمات المستمرة على الصحفيين.
كما أصدرت سريلانكا تأشيرات لمئات من الصحفيين الأجانب قبيل القمة، ودعتهم لزيارة أي جزء في الدولة ليشهدوا التقدم في عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب, برغم منع متظاهرون مؤيدون للحكومة مراسلي القناة الرابعة البريطانية، التي تذيع سلسلة من الأفلام الوثائقية بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب، من السفر إلى الشمال.
بينما تمكن مراسلون آخرون، بعضهم من وكالةرويترزالإخبارية، من السفر، ولكن تم توقيفهم في عدد كبير من نقاط التفتيش العسكرية، وتعقبتهم الاستخبارات العسكرية عن كثب, كما سيطر الحديث بشأن حقوق الإنسان كذلك بسبب التغافل عنه في المؤتمر الصحفي الختامي، حيث حاول المتحدث باسم دول الكومونولث ريتشارد أوكوربيتدلي التركيز على أجندة التنمية في القمة.
وبرغم أن أوكوربيتدلي قال للصحفيين في المؤتمر "أرى أنني أتعرض لتجاهل"، فقد وجه الصحفيون أسئلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان إلى راجاباكسا, حيث صرخ صحفي رفيع المستوى من إحدى وسائل الإعلام الحكومية في سريلانكا في وجه أوكوربيتدلي، واتهمه بإدارة مؤامرة شريرةبتلقي الأسئلة فقط من المنتقدين الأجانب للحكومة, قاطع رئيسا وزراء كندا وموريشيوس القمة، كما ظلت الهند بعيداً، وستعقد القمة المقبلة في مالطا في عام 2015.

طالع ... المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء