توبيخ أمريكا.. بسبب طائرات الموت !
ترجمة: حسن شعيب
في شهر مايو الماضي, وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته شديدة الدقة في جامعة الدفاع الوطني وتعهد فيها بأنه قبل أي هجوم أمريكي للطائرات بدون طيار, لكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بالقواعد التي "ينبغي على الأقل أن يكون هناك شبه يقين ألا يُقتل أو يُصاب مدنيون وفق أعلى معايير يمكننا اتباعها".
وفي الآونة الأخيرة, قدمت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تقييم لتحقيقين نشرتهما أشارتا فيه كذلك إلى أن هذه تمثل خطوة مهمة للمنظمتين الحقوقيتين البارزتين في أن تتكاتف جهودهما معا لإصدار تقارير, قالت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش "إن الحكومة الأمريكية نفذت منذ عام 2009، على سبيل المثال، ما قدر بنحو 80 هجوما بطائرات بلا طيار في اليمن، ما أدى إلى مقتل حوالي 473 شخصًا".
بعد تولي أوباما الرئاسة في عام 2009, تصاعدت الهجمات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بلا طيار في باكستان واليمن زيادة كبيرة، وأصبحت تلك الطائرات تقوم بدور مهم في الحرب ضد القاعدة, واستخدمت الولايات المتحدة الطائرات بلا طيار أيضًا في أفغانستان والصومال وليبيا والعراق، وتلقت موافقة هذا العام كذلك من النيجر على نشرها في قاعدة داخل أراضيها.
كما تضيف المنظمتان "إنه في كثير من الحالات يكون المقتولون مدنيين، ولا يتم الاعتراف بقتلهم", بل تصدت المنظمتان لخرافة ما يسمى بالهجمات التطهيرية, حيث أشارت إلى "إن الضربات تنتهك قوانين الحرب وقد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب أو حتى إلى الإعدام بلا محاكمة".
بيد أن المنظمتان, في ذات الوقت، أوضحتا "أنهما لا تستطيعان أن تقطعا بذلك لأن الحكومة الأمريكية لم تقر بعمليات القتل، ولم توفر إمكانية المساءلة والشفافية التي وعد بهما أوباما في كلمته في مايو عن السياسة الخارجية", حيث قالت نورين شاه، المستشارة القانونية في منظمة العفو الدولية، "إن ما يبدو واضحاً هو أن الولايات المتحدة تصرفت مثل سائق يدهس ويجري ورفضت تحمل المسؤولية عن مقتل مدنيين أبرياء".
كما أكدت المنظمتان أن البيت الأبيض لم يرد على عدة خطابات ورسائل بريد إلكتروني ومكالمات هاتفية من المنظمتين اللتين طالبتا ببيانات عن الهجمات, مشيرة إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. أي. أيه) لم ترد على الطلبات وحولت الاستفسارات إلى البيت الأبيض.
وكشفت المنظمتان النقاب عن حالات بعينها لقتل مدنيين، من بينها هجوم بطائرة بدون طيار في باكستان قتل فيه 18 عاملا، بينهم صبي في العقد الثاني من العمر، بينما كانوا يتناولون العشاء بعد يوم من العمل في الحقول. وقالت الأسر التي عثرت على الجثث لاحقاً إنه كان مشهداً مثيراً للرعب والرهبة.
في هذا الصدد, قال مصطفى قدري, الباحث في منظمة العفو الدولية في باكستان، "إنه بينما يبدو من الصعب للغاية إجراء تحقيقات في منطقة وزيرستان الشمالية الباكستانية التي ينتشر فيها العنف ولا تخضع لسيطرة حكومية فوية إلى حد بعيد، إلا أن أصعب التحديات التي تعين علينا مواجهتها تمثلت في السرية الكاملة والتامة من السلطات الأمريكية.
وبالمثل في اليمن الذي قتل فيه هجوم طائرة بلا طيار 14 مسلحاً، وقتل معهم أيضاً 41 فرداً من قبيلة بدوية كانوا نائمين في خيامهم, وأُطلق صاروخ كروز محمل بقنابل عنقودية من طائرة بلا طيار فقتل 12 مدنياً يمنياً كانوا في شاحنة تقلهم إلى سوق, وبعد الحادث عثر ذوو الضحايا على الجثث مغبرة بالدقيق والسكر.
أما ليتا تايلور, الباحثة في مجال الإرهاب ومكافحته في منظمة هيومن رايتس ووتش اعتبرت "أن العدد غير المتناسب من المدنيين هم أهداف غير ملائمة عسكرياً بموجب قوانين الحرب, وقواعد سياسة أوباما التي كشف عنها في مايو الماضي غير متبعة في كثير من هذه الضربات".
ومع ذلك لم تطالب المنظمتان بإنهاء برنامج الطائرات بلا طيار، ولا تحظر استخدامها, حيث قالت أندريا براسو المستشارة البارزة لمكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش "إن الولايات المتحدة غير واضحة فيما يتعلق بسلطتها القانونية وبشأن سياستها".
في نفس الوقت، حذرت المنظمتان الولايات المتحدة من أنها تكرس لسابقة خطيرة في السلوك الدولي مع انتشار تكنولوجيا الطائرات بلا طيار، مشيرة إلى أن الدول الأخرى أو الفاعلين الأفراد قد يشنون حملات قتل مشابهة ضد مواطنين أمريكيين, ودعت المنظمتان البيت الأبيض إلى توفير الشفافية التي وعد بها أوباما في مايو بما في ذلك معلومات عن الأفراد الذين قتلوا وعددهم والأساس القانوني وحقائق عن عمليات القتل هذه.
وتؤكد تايلور "نحن ندرك أن هناك تهديدات حقيقية لكن على الأقل هناك خطوة أولى وهي الاعتراف بهذه الضربات, ينبغي عليك أن تخبرني أولا بما تفعل، ولماذا تفعله من الأساس"
طالع .... المصدر
تعليقات