الاغتصاب في آسيا.. أرقام مخيفة!
ترجمة: حسن شعيب
على مدار العام الماضي، كتبت عددا من القصص عن ضحايا الاغتصاب, كان من بينها طالبة هندية, تبلغ من العمر 23 عاماً, قد تعرضت لاغتصاب جماعي وحشي في حافلة في نيودلهـي أودت في نهاية المطاف إلى إزهاق روحها, لكن هذه القضية ظهرت في الأنباء مرة أخرى خلال الأيام الأخيرة، فالرجال الأربعة الذين هاجموها أدينوا بالاغتصاب والقتل وحكم عليهم بالإعدام شنقًا.
وهناك أيضاً ريهتاهي بارسونز في كندا وأودري بوت في كاليفورنيا اللتان انتحرتا بعد أن تعرضتا للاغتصاب، وهناك طالبة المدرسة العليا في ويست فرجينيا التي اغتصبها لاعب كرة قدم في ستوبنفيل في ولاية أوهايو, وبالطبع، هناك الشابات الثلاث اللائي خطفن واحتجزن كرهائن لسنوات على يد أريل كاسترو، الذي لم يمكث في السجن أكثر من شهر ليتم العثور عليه مشنوقاً في زنزانته.
قد يتأتى الاهتمام عندي بكتابة هذه القصص من حقيقة أن لدي ثلاثة أصدقاء اغتصبت بناتهم, واختلفت كل حالة عن الأخرى رغم أن كل واحدة منهن اغتصبها شخص تعرفه, وانتهى الحال باثنين منهن إلى الحمل، وإحداهن تربي طفلها والأخرى دفعت به إلى التبني، والثالثة ما زالت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب وفقدان الشهية.
ولذا يتعين علي أن أتساءل: لماذا يغتصب الرجال النساء؟ كيف يستطيعون فعل ذلك بالنساء؟ لقد قيل لنا إنها ليست جريمة شهوة بل جريمة عنف، والقوة والسيطرة, وهل هي شائعة كما يبدو الأمر؟
من جانب آخر, أُجريت دراسة كبيرة برعاية الأمم المتحدة بحثت أسباب وانتشار الاغتصاب في بنجلادش والصين وكمبوديا وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة, ونُشر جزء من البحث هذا الأسبوع في مجلة (ذي لانست جلوبال هيلث), وأنا أجد نتائج الدراسة شيقة ومذهلة وكئيبة.
يبدو أن نتائج الدراسة لا تعكس الثقافة الأمريكية والباحثون يؤكدون على أن نتائجهم من ست دول غير كافية، ويجب ألا تستخدم النتائج للتوصل إلى تعميمات حتى عن آسيا وحدها ككل, لكن النتائج تنير الطريق، وقد تساعدنا جميعاً على تحسين فهمنا للعنف ضد المرأة.
خلال الدراسة، تم استجواب عشرة آلاف رجل، رغم أن كلمة اغتصاب لم تستخدم قط، بل سُئل الرجال إذا ما كانوا قد مارسوا الجنس مع امرأة ضد رغبتها أو تحت تأثير المخدرات بدرجة تحول دون موافقتها أو عدم موافقتها؛ فهذا يمثل جوهر الاغتصاب بالفعل.
في هذا الصدد, قالت ميشيلا ديكر، البروفيسور المساعد في مدرسة جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة، وهي التي أصدرت تعليقاً صاحب الدراسة، لشبكة سي. بي. إس. نيوز "الاغتصاب لا يتضمن مجرد أن يوجه شخص ما مسدسا لرأس امرأة".
ونحو واحد من عشرة رجال الذين شملتهم الدراسة اغتصبوا امرأة، لكن الرقم يرتفع إلى واحد بين أربعة إذا تم تضمين الزوجات والصديقات من بين الضحايا. وتتفاوت النتائج على نطاق واسع من منطقة إلى منطقة، فأعلى نسبة في بابوا غينيا الجديدة وأدناها في بنجلادش وفي إندونيسيا.
والسؤال هو: لماذا يجبر هؤلاء الرجال النساء على ذلك؟ أشار أكثر من 70 بالمائة منهم إلى الاستحقاق الجنسي كسبب للاغتصاب, فهم يعتقدون ببساطة أن لهم الحق في ممارسة الجنس مع أي امرأة رضيت أم لم ترض, ولا يسعني إلا أن أسأل إذا ما كان هذا المعنى من الاستحقاق هو المسئول عن بعض حالات الاغتصاب في هذه البلاد (الولايات المتحدة) خاصة عندما نفكر في الثقافة المحيطة باللاعبين الرياضيين في الجامعات والمدارس العليا.
بينما قال 60 بالمائة تقريبا إنهم اغتصبوا من أجل التسلية لشعورهم بالملل وسعوا إلى بعض المتعة. والمقصود هنا بشكل واضح هي متعتهم وليس متعة النساء, وقال 40 بالمائة من الرجال إن رغبتهم في توقيع عقوبة على النساء والتنفيس عن غضبهم من أسباب مهاجمة النساء, وقدم الرجال أكثر من سبب.
وبدأ عدد من هؤلاء الرجال الاغتصاب في عمر مبكرة، فنصفهم اغتصبوا نساء لأول مرة وهم في مرحلة المراهقة, وشارك أربعة بالمائة منهم في اغتصاب جماعي, ونحو نصف الرجال استخدموا إما العنف البدني أو الجنسي ضد أزواجهن أو صديقاتهم.
كما تذكر الدراسة أنه لم يُعاقب من الرجال على جرائمهم ضد النساء إلا قلة، ولم تتعرض نسبة تراوحت بين 72 و 90 بالمائة من الرجال الذين شملتهم الدراسة لأي عواقب قانونية على الإطلاق نتيجة جرائمهم.
وكما هو متوقع، فالرجال الذين مارسوا العنف ضد النساء تعرضوا هم أنفسهم على الأرجح لانتهاكات بدنية وجنسية وعاطفية بينما كانوا أطفالا أو شاهدوا أمهاتهم وهن يعانين, ويعيش كثير من الجناة في فقر أو تعليمهم ضعيف, وهذا ليس مبرراً، لكن معرفة هذه العوامل المساهمة قد يؤدي إلى تغيير.
وهذا هو الهدف النهائي من البحث: لنتوصل إلى كيفية تغيير السلوك، وكتب الباحثون في بيان صاحب الدراسة التحدي الآن هو تحويل الأدلة إلى عمل وخلق مستقبل أكثر أماناً للأجيال المقبلة من النساء والفتيات. وهذا يعني تغيير التوجهات الثقافية والمعتقدات مثل تلك الكلمة التي صدرت عن رجل من بنجلادش، والتي وردت في ملخص التقرير إذا غضبت فأنني أفضل أن أعلمها (زوجته) درسا فوريا: إذا عصت، فيجب معاقبتها, هذا ليس خطأ على الإطلاق.
-------------------------------
طالع .. المصدر
تعليقات