سوريا .. هجوم الغوطة الأسود!


ترجمة: حسن شعيب



اتهمت أجهزة الإعلام الحكومية السورية ثوار المعارضة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجنود الحكوميين في معارك يوم السبت قرب دمشق، بينما قالت منظمات الغوث الإنسانية الدولية إنها وثقت 355 حالة وفاة بسبب هجوم بأسلحة كيميائية في الأسبوع الماضي.
أما منظمة (أطباء بلا حدود) فقد أوضحت "أن ثلاثة من مجموع المستشفيات, التي تساهم في دعمها في المنطقة الشرقية من دمشق، أعلنت عن استقبال نحو 3600 مصاب بأعراض التسمم العصبي بعد أقل من 3 ساعات من بداية الهجوم على منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق صباح الأربعاء الماضي".
كما وثقت المنظمة, التي يوجد مقرها في باريس وفاة 355 شخصاً من المصابين, وتتباين الأرقام المتعلقة بحصيلة الهجوم، وفي هذا الوقت، تتحرك بعض قطع القوات البحرية الأمريكية باتجاه الشواطئ السورية فيما أعلن أوباما أنه بصدد البحث في خيارات عسكرية للرد على الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية من طرف حكومة الأسد.
كما أشار مسئولون عسكريون أمريكيون إلى "أن القوات البحرية أرسلت بالفعل أربع مدمرات مسلحة بالصواريخ الباليستية إلى الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ولكن من دون أن تحمل معها أوامر بإطلاق أي صاروخ باتجاه سوريا", مضيفين "أنهم يتحدثون بصفتهم الشخصية لأنهم غير مُخوَّلين بالحديث العلني عن تحركات قطعهم البحرية".
في الوقت ذاته, أكد أوباما "أن التدخل السريع في الحرب الأهلية السورية ينطوي على كثير من التعقيد، وذلك عندما كان يتحدث عن التحضيرات السياسية الدولية التي يجب أن تسبق الضربة العسكرية", كما أعلنت مصادر البيت الأبيض عن قرار أوباما الاجتماع بفريق مستشاريه الأمنيين للتباحث بشأن الخطوات المقبلة التي يمكن للولايات المتحدة تبنيها, وهو الاجتماع الذي عقد بالفعل, وقال مسؤولون إنه بمجرد وضوح الحقائق، فإن أوباما سيتخذ قراره المتعلق بطريقة الردّ.
ومع تزايد الضغوط على الحكومة السورية، اتهمت وسائل الإعلام الموالية للنظام الثوّار باستخدام الأسلحة الكيميائية في منطقة جوبر قرب دمشق ضد الجنود الحكوميين الذين كانوا يحرزون تقدماً هناك, كما زعمت تلك الوسائل أن الهجوم الناجح الذي كان يحققه الجيش هو الذي أجبر الثوّار على استخدام مثل هذه الأسلحة باعتبارها تمثل الورقة الأخيرة.
من جانبه, قام التلفزيون المحلي ببث صورًا لحاويات بلاستيكية وأقنعة واقية من الغازات بالإضافة إلى زجاجات تحتوي على أدوية مجهولة وبعض المتفجرات والمواد الأخرى التي زعم أنها صودرت من مخابئ الثوار, ولكن القناة التلفزيونية لم تعرض أي شريط فيديو لجنود تعرضوا للإصابة بالغازات السامة أثناء القتال الدائر في جوبر.
قبل ساعات قليلة من إذاعة التقرير الرسمي السوري، وصل إلى دمشق رئيس فريق نزع الأسلحة التابع للأمم المتحدة للضغط على نظام الأسد للسماح لخبراء المنظمة بالتحقيق في ملابسات الهجوم الكيميائي, وأنكر النظام الاتهامات بأن يكون وراء الهجوم ووصفها بأنها لا تستند إلى أي أساس وزعم أنها تندرج في إطار المحاولات المتواصلة للإساءة لحكومته.
كما دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا كلاً من نظام الأسد وقوات المعارضة المسلحة للتعاون مع فريق خبراء الأمم المتحدة الموجودين في سوريا لمعاينة موقع الاستخدام الأخير للعناصر الكيميائية, وناشد الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثته أنجيلا كين, التي تُعتبر أكبر مسئولة في قضايا نزع التسلح، على التعجيل بإجراء التحقيق حول هجوم الأربعاء الماضي.
وزعمت وكالة الأنباء السورية أن عدة جنود حكوميين ممن شاركوا في الهجوم على جوبر عانوا من مشاكل صعبة في التنفس وحتى الاختناق عقب استخدام إرهابيين مسلحين للأسلحة الكيميائية, ولم يكن من المفهوم المقصود بكلمة اختناق فيما لم يعلن التقرير عن وقوع ضحايا في هذا الهجوم.
من جانبه سارع وزير الخارجية الفرنسي, رولان فابيوس, إلى تكذيب مزاعم الحكومة السورية, حيث قال أثناء زيارة قام بها إلى رام الله "تجتمع كل الأدلة التي وصلتنا لتؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بالقرب من دمشق، وبأن نظام الأسد هو الذي يقف وراء استخدامها", ودعت فرنسا إلى ضرورة استخدام القوة في سوريا عندما يتم التأكد من أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية.
كما تولت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي توجد في سوريا، التحقيق في ثلاث هجمات سابقة مفترضة بالأسلحة الكيميائية أحدها حدث في بلدة خان العسل شمالي حلب في شهر مارس الماضي، وتم التكتم على موقعين آخرين لأسباب أمنية.
وعقب مفاوضات بين الأمم المتحدة ودمشق امتدت لعدة أشهر، توصل الطرفان إلى اتفاقية تسمح لعشرين عضواً من فريق الخبراء بالتحقيق داخل سوريا, وتم تقييد حركة الخبراء في هذه المواقع الثلاثة على رغم أنهم تكفلوا بقصر مهمة التحقيق على استبيان ما إذا كانت الأسلحة الكيميائية قد استخدمت أم لا، من دون تحديد الطرف الذي استخدمها.
ودعا قادة الدول الغربية الكبرى المؤيدة للمعارضة السورية السبت الماضي إلى الردّ بحزم على الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية, كما انتقد أحمد الجربا, رئيس الائتلاف الوطني السوري, عدم اكتراث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالهجوم قائلا "إن الأمم المتحدة نأت بنفسها عن اتخاذ موقف واضح منه"
--------------------------
طالع ... المصدر

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء