مصر التي تنزف دما!
ترجمة: حسن شعيب
جنونٌ
عسكري ومجازر وحشية وآدمية منتهكة ونفوس مزهقة وجثث محرقة وإبادة جماعية
للإسلاميين بعد شيطنتهم وتشويههم وتعاون غير مبرر بين الجيش والشرطة
والبلطجية, كل هذا يحدث تحت سمع وبصر العالم في مصر, مما دعا الصحف
العالمية إلى تسليط الضوء على الأحداث بالنقد والتحليل للأزمة ووصفها بأنها
عار في تاريخ البلاد.
من
جانبها, قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية "إن الشرطة المصرية تواصل
إطلاق الرصاص على المدنيين، كما تتزايد أكوام الجثث من الضحايا المدنيين
المسالمين، في ظل المذابح الدموية التي تشهدها القاهرة وأنحاء أخرى من
البلاد بشكل يومي", مضيفة "أن مصر تمر بالفصل الأكثر عارا من تاريخها، في
ظل إطلاق الشرطة الرصاص على المتظاهرين العزل".
كما
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قوات الشرطة المصرية لا تعرف إلا شكلا
واحدا للعمل هو القوة الوحشية، مؤكدة "أن الخطاب الطائفي كفيل بتمزيق نسيج
المجتمع المصري، وأن البلاد أمام هاوية سحيقة تحت حكم النظام العسكري".
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية فقد قالت "إن الجيش المصري الذي انقلب على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي
يقود البلاد نحو الهاوية، وإن استمرار الجيش بسياسته القمعية الدموية من
شأنه أن يجر البلاد إلى نزاع طويل الأمد بين الدولة البوليسية والشعب
المصري"، كما حملت وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي المسؤولية المجازر التي راح ضحيتها الآلاف بين القتلى والجرحى من المدنيين".
تناولت
بعض الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الأزمة المصرية، وتساءلت إحداها عن
كيفية تفاقم الأزمة وإنقاذ مصر من الطغيان، والفرق في ما لو اعترفت واشنطن
بالانقلاب؟ وقالت أخرى إن أوباما لا يدرك مخاطرها، وأضافت ثالثة أن الأزمة
انعكاس للربيع العربي، وحذرت رابعة من اقتراب الكابوس.
أما
مجلة "تايم" الأمريكية فقد قالت "إن الليبراليين المصريين فقدوا كل القيم
الأخلاقية عندما دعموا الحملة العسكرية العنيفة على الإسلاميين"، مضيفة
"عندما تكون الولايات المتحدة مترددة وخائفة فإن النتائج ستكون كارثية،
ولكن لا يبدو أن الجنرالات المصريين يقودون البلاد نحو الديمقراطية".
كما
اتهمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الإدارة الأمريكية بالتواطؤ, حسث قالت
"تعتبر إدارة البيت الأبيض متواطئة في الأزمة المتفاقمة التي تعصف بمصر"،
مضيفة أن الجيش المصري تجاهل التحذيرات الأميركية، وذلك لأن هذه التحذيرات
لم تكن ذات مصداقية" على حد قولها.
كما
أوضحت الصحيفة الأمريكية قائلة "في الوقت الذي كانت فيه الشرطة المصرية
تقتل المدنيين العزل وغير المسلحين في شوارع القاهرة، خرج الناطق باسم
البيت الأبيض ليؤكد للصحفيين عزم الإدارة الأميركية على عدم توصيف ما يجري
في مصر بالانقلاب العسكري".
وألمحت
واشنطن بوست إلى "أن الرفض الأميركي في اتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق
الإنسان في مصر يعتبر هزيمة ذاتية للولايات المتحدة نفسها، كما أنه يعتبر
أمرا غير معقول"، موضحة أن استمرار دعم الولايات المتحدة للجيش المصري
يساعد على دفع البلاد نحو دكتاتورية فاشية عسكرية جديدة بدلا من
الديمقراطية التي كانت على وشك الترسخ".
في
هذا الصدد قالت واشنطن تايمز الأمريكة "إن الفوضى تسود القاهرة، في الوقت
الذي لا تخلو فيه برقيات البيت الأبيض بشأن الأزمة المصرية من الابتذال"،
مضيفة "أنه عندما تكون الولايات المتحدة خجولة ومترددة وخائفة، فإن النتائج
تكون كارثية في أنحاء من العالم".
كما
شبهت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ما قام به الجنرالات المصريون من قمع
دموي للإسلاميين والشعب المصري في القاهرة إلى حد بعيد بالمذابح وحمام
الدم", مشيرة إلى أن القاهرة تشهد حالة من الجنون العسكري، وأن الجنرال
السيسي يقود مصر إلى مستنقع الحرب الأهلية، داعية إدارة أوباما إلى تعليق
المساعدات الأميركية إلى الجيش المصري وإلى تصحيح الخلل في سياستها
الخارجية بالنسبة إلى الأزمة المصرية, كما حذرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز
الأميركية "إن هذا الطريق قد يؤدي إلى انزلاق البلاد لمستنقع الحرب
الأهلية".
وفي
مجلة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية, تساءل الباحث دانيل ليفي عن من
يمكنه توحيد البلاد إذا ما تمزقت شر ممزق؟ وقال إن النقطة الفارقة في مصر
بدأت عندما انقلب العسكر في الثالث من الشهر الماضي على رئيس منتخب، مضيفا
أنه من الخطأ بمكان النظر إلى السيسي بوصفه قائدا للبلاد نحو الديمقراطية.
---------------------
طالع ..المصدر
تعليقات