رمضان كندا .. فرصة للتواصل!


ترجمة: حسن شعيب
بشوقٍ ولهفة كبيرة, يترقب مسلمو كندا قدوم شهر رمضان المبارك, حتى تسود الفرحة وتنتشر السعادة لدى سماعهم خبر ثبوت رؤية هلال الشهر الكريم، حيث يتبادلون التهاني ويبادرون بإظهار مشاعر الأخوة والمحبة فيما بينهم, برغم أنّ ساعات صومهم قد تدنو من 17 ساعة تقريبًا يوميًا هذا العام, في ظل ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة المناخ.
وحسب الإحصائيات شبه الرسمية تُقدر أعداد المسلمين في كندا حوالي سبعمائة ألف شخص أو أكثر قليلاً, من مجموع السكان البالغ عددهم قرابة الثلاثين مليون نسمة, إلا أنّهم يتعرضون للعديد من المضايقات, بعد الأحداث التي شهدتها الساحة العالمية في السنوات الأخيرة, حيث لا يُسمح برفع الصوت في الأذان خارج المساجد، وغيرها من الإجراءات التي تنتقص من حريتهم الدينية والعقدية.
برغم هذا, يتوجه مسلمو هذه المدينة وضواحيها إلى مسجد "السنة النبوية", في مدينة مونتريال العاصمة الكنديه، طيلة الشهر الكريم بشكل ملفت للانتباه, حيث يؤدون صلاة التراويح ويختمون قراءة القرآن في بعض المساجد، كما تشهد أغلب النساء صلاة التراويح في المساجد، ولا يتخلف منهن إلا من كانت صاحبة عذر.
من جانبه, قال مصطفي النجار, مستشار المعلومات في أحد أكبر وأشهر مراكز المعلومات في إقليم بيل الكندي: "إن صيام شهر رمضان خلال العام الماضي كان يعد من الشهور الصعبة لأكثر من سبب أولها أن الصيام يتم في بيئة غربية أغلبها من غير الصائمين, مما ينعكس مباشرة على طبيعة العمل وساعات الدوام التى تستمر كما هي في نفس الوقت الذي تسير فيه الأعمال بنفس الوتيرة دون تخفيض".
وأضاف النجار: "أعتقد أن ثواب الصيام في الغرب هو أكبر كثيرًا من الصوم في غيرها من الدول, لأن الصائم في تلك البلاد يُعد كالقابض على الجمر حيث يحاول المسلمون التمسك بعاداتهم وإحياء شعائر دينهم بقدر الإمكان حتى وسط العالم الغربي", مشيرًا إلى "قوة تحملهم لساعات العمل الطويلة أو العادية في هذه الحالة بالنسبة لغير الصائمين من زملائهم".
كما تحدث النجار عن استعدادات العديد من لشهر رمضان وإقامة الشعائر والصلوات قائلاً: "إن من أهم المزايا الكبيرة التى تتميز بها مدن مثل ميسيساجا وبرامبتون وأوكفيل في إقليم بيل الكندي خلال شهر رمضان هو قدرتك على استشعار شهر رمضان خاصة في المساء بداية من ساعة الإفطار وحتى ما بعد صلاة العشاء وإقامة صلاة التراويح", موضحًا "تنخفض تمامًا حركة السير ومرور السيارات وكأن جميع السكان قد انصرفوا لتناول طعام الإفطار ثم تنشط الحركة تدريجيًا مع دخول صلاة العشاء والتراويح".
وفي الأسبوع الماضي, دعا مركز "كندا فلينتريدج"  الإسلامي جميع أعضاء المجتمع من مختلف الأديان للاجتماع سويًا على الإفطار, حيث قال ليفينت أكبروت, الذي يدير المجمع الإسلامي: "إن هذا الفاعلية يحضرها عادة من غالبية الجالية الإسلامية المقيمة هنا, لكن حوالي 25% من المشاركين ينتمون لديانات أخرى".
كما أوضح أكبروت أن الإفطار يعتبر وسيلة للتواصل مع الجيران الذين لم ينسجموا مع الثقافة الإسلامية", مشيرًا إلى أن "ما كنا نريد القيام به هو تعريف مجتمعنا من مدينة كندا والمنطقة المحيطة بها بالمسلمين, ولكي يعرفون أننا طبيعيون للغاية، وفي خدمة المجتمع المحلي".
من جانبه, قال جون كامبل، عضو في كنيسة سانت بي دي الكاثوليكية، والذي حضر فعاليات شهر رمضان السابق في مركز المجمع الإسلامي: "إن الإقبال يبدو أكبر هذا العام", مضيفًا "أنه يعتقد الأحداث التي تجمع بين الأديان هامة للغاية بالنسبة لأي مجتمع, للحفاظ على التواصل والتضامن فيما بينهم".
جدير بالإشارة, أن كندا أعلنت بمناسبة حلول الشهر الكريم تخفيضات على كل السلع الاستهلاكية، بما في ذلك الخضر والفواكه وحتى اللحوم, بل وكل ما يستهلكه المسلمون عادة.
-------------------
طالع ..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء