رمضان أوروبا.. بين التحديات والطموحات


ترجمة: حسن شعيب
بين طول عدد ساعات الصوم حتى وصلت في بعض المناطق الجغرافية إلى 21 ساعة, وبرودة الطقس التي تصل إلى حد التجمد في أرض الفايكنج أو الدول الإسكندنافية, وبين الضغوط غير الطبيعية التى يتعرض اللاعبون المسلمون في الأندية الأوربية من الأجهزة الفنية، وإدارات الأندية، ووسائل الإعلام، لإثنائهم عن الصوم, تنوعت الصعوبات والتحديات الهائلة التي تواجه المسلمين حول العالم.
صحيحٌ أن متوسط ساعات الصوم هذا العام في العديد من دول العالم تتراوح بين 14 ساعة إلى 16 ساعة, لكنها في عدد من الدول الأوربية مثل الدنمارك تصل إلى 21 ساعة, حسبما ذكرت إذاعة "هنا أمستردام", لكن المسلمين هناك يحرصون على تحمل مَشقّات الإمساك عن الطعام والشراب طيلة أيام الشهر الكريم, برغم وجود فتوى من شيخ الأزهر الشريف تبيح للدول التي تصل فيها ساعات الصوم إلى أرقام قياسية اعتماد وقت أقرب بلد مسلم.
في هذا الصدد, يقول الحسين الغيوان، مدير المركز الثقافي الإسلامي "فيستاين" بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن: "إن مسلمي الدنمارك أجمعوا على الصيام من طلوع الفجر إلى مغرب الشمس", بينما  لم تتجاوز مدة الإمساك بالنسبة لمسلمي الأرجنتين عن 9 ساعات ونصف الساعة, ومن الملاحظ أنه كلما اتجهنا شمالاً فإن عدد ساعات الصوم تزيد، بينما تقل كلما اتجهنا نحو الجنوب.
ومن المؤكد أن صعوبة الصوم تزداد نسبته مع زيادة عدد ساعات الصوم وارتفاع درجات الحرارة, أما في الدول الاسكندنافيه التي يتسم طقسها بالبرودة التي تصل إلى حد التجمد, لكن درجة حرارة انتشار الإسلام تزايدت وارتفعت معدلاته حتى أصبح الديانة الثانية في العديد من بلاده, لكن هذا التواجد الإسلامي يعتبر حديثًا إذا ما تمت مقارنته بباقي الدول الأوروبية، إلى جانب أنه ضعيف نسبيًّا كذلك.
بيد أن رمضان في الدول الاسكندنافيه يُغير حياة المسلمين فيها تمامًا حتى قبل حلوله؛ إذ يبدأون تتبع أخباره قبل أيام، وبمجرد إعلان الرؤية يتوجه المسلمون إلى أقرب المساجد إليهم، أو ما يمكن تسميته بالمصليات أو الدور التي يستأجرها المسلمون لأداء الصلوات والشعائر المختلفة، وتفتح أبوابها في رمضان طيلة اليوم, كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والجلوس في حلقات الذكر وقراءة القرآن والحرص على تدبره وتبادل التهاني والتعارف.
كما يواجه اللاعبون المسلمون فى عدد من الأندية الأوروبية، تحديًا هائلاً بسبب ضغوط الأجهزة الفنية، وإدارات الأندية، ووسائل الإعلام، لإقناعهم بعدم صيام الشهر الكريم, حتى وصلت الخلافات بين اللاعبين المسلمين الحريصين على أداء فريضة الصوم، والمديرين الفنيين لأنديتهم إلى طريق مسدود حتى الاستبعاد من التشكيلة الأساسية فى المباريات.
ومن هؤلاء, إريك أبيدال أو بلال, الذي اعتنق الدين الإسلامى عن قناعة تامة عام 2007، وبات من أشد اللاعبين الأوروبيين المتمسكين بشعائر الدين الإسلامى مما دفعه للمواظبة على أداء فريضة الصيام، وهذا كان سببًا فى العديد من الصدامات مع المدربين بسبب خوض التدريبات والمباريات وهو صائم, ومثله مسعود أوزيل لاعب النادي الملكي في أسبانيا ونيكولا أنيلكا.
برغم هذه المعوقات والتحديات, كان هناك في الأفق بريق أمل, حيث أعلنت القناة التلفزيونية الرابعة في بريطانيا عن إذاعتها للأذان طوال شهر رمضان الكريم برغم كل الانتقادات, لتصبح هذه القناة, التابعة للحكومة البريطانية أول قناة وطنية تذيع الآذان في أوروبا لمخاطبة الجاليات الإسلامية, كما أعلنت القناة كذلك أنها ستعلن عن مواعيد الصلوات على موقعها الإلكتروني.
كما صدر تقرير لوزارة الخارجية البريطانية أنّ مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الحالي في بريطانيا كانت واضحة في الجامعات البريطانية ومراكز الرعاية الصحية, بالإضافة إلى عرض سلسلة من البرامج في إطار التعريف برمضان كما أقيمت خيم رمضانية في أماكن عدة مثل جامعة لندن, حيث قالت روزمارى ديفيس المتحدثة باسم الحكومة البريطانية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "أن مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان فى بريطانيا التنوع الثقافي والديني الذى يعتبر سمة أساسية من سمات المجتمع البريطانى.
-------------------
طالع ..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء