حينما تُفضح مُؤامرة القاهرة!


ترجمة: حسن شعيب
أنت بالتأكيد في دولة وصل إلى سُدة الحكم فيه إسلاميون, حينما تُحاك المؤامرات وتنسج المكائد من أجل إسقاط النظام, ومصر نموذج واضح ومتكرر لذلك, هكذا يكشف مايك جيجلو, مراسل مجلة نيوزويك, من خلال حواره مع بعض قيادات الحركات الشعبية المعارضة لمرسي, والذي عزله قيادات الجيش.
في 30 يونيو, تظاهر الملايين من المصريين ضد الرئيس محمد مرسي, وبعد ثلاثة أيام, قام وزير الدفاع بعزل الرئيس المصري من منصبه, مدعيا "أن حجم المظاهرات التي خرجت لم تترك له أي خيار, بينما قال بعض المحركين لهذه المظاهرات "إنهم كانوا على تواصل مستمر مع الجيش عبر وسطاء عندما كانوا يُخططون للمظاهرات, ولهذا حظيت حركتهم بدعم الجيش بشكل جلي.
قبل عدة أيام من المظاهرات, كان وليد المصري, أحد المنظمين الرئيسيين, على اتصال منتظم مع مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين, والذين قطعوا عهدا بحماية المتظاهرين الذين خرجوا في 30 يونيو وفقا لما قاله المصري, وأكدوا أنهم يعملون نيابة عن قادة الجيش الحاليين, وأضاف المصري "لم نطلب منهم المساعدة, هم من قدموها لنا, ونحن رحبنا بذلك".
جدير بالإشارة أن وليد المصري هو أحد أعضاء حركة "تمرد", التي قادت حملة لجمع توقيعات ضد مرسي والتي أدت إلى عزله, وحسب أعضاء تمرد قالوا "إنهم جمعوا 22 مليون توقيع خلال شهرين فحسب, برغم أن هذا الرقم مشكوك فيه من قبل بعض منظمي الحركة نفسها.
من جانبها قالت مها سعد, إحدى أعضاء تمرد "إن الأمر كان جنونا حقيقيا", مضيفا "حتى مع تزايد عدد التوقيعات والتخطيط لحجم كبير للمظاهرات, فإن العديد من المنظمين كانوا يعلمون أن مرسي لن يرحل طواعية, اعترف البعض منهم أن الهدف الأكثر واقعية للتظاهرات هو حث الجيش للتدخل, وبالتالي تمهيد الطريق, كما يزعمون, لانتقال سلس لانتخابات جديدة.
في الوقت الذي قال فيه قادة حركة تمرد "إن الجيش تجاوب مع المتظاهرين في الشوارع, ولم يأخذ المبادرة بنفسه" لكنه كان من الواضح أن الجيش ومؤيدوه كانوا حريصين على الوصول إلى هذه النقطة, حتى يتمكن عبد الفتاح السيسي من إعلان عزل مرسي يوم 3 يوليو.
إلا أن منتقدي عملية عزل مرسي قالوا إن "الجيش لعب دورا في دعم المظاهرات التي استخدمت كمبرر للإطاحة به", حيث قال مُحب دوس, أحد المشاركين في تأسيس "تمرد", "إن قادة المجموعة تلقوا اتصالات من الجيش ومؤسسات أخرى انقلبت على مرسي بطريقتين.
أولا: حسبما يقول دوس "إنهم ألمحوا عن نواياهم من خلال بيانات إعلامية يمكن لجميع المصريين رؤيتها" مشيرا إلى أن "مؤسسات البلاد – الجيش والشرطة والقضاة- كانوا واضحين في رسالتهم في الإعلام وهي أنهم يفضلون التخلص من مرسي", كما أوضح أن الطريقة الثانية, تمثلت من خلال اتصالات شخصية بين أعضاء تمرد وقيادات مؤسسات الدولة".
برغم أن دوس لم يُشارك في هذه الاتصالات, لكنها كانت معروفة بين قادة تمرد حسب قوله, "من الطبيعي التواصل مع الجيش قبل الثورة", وبالرغم من الخوف من انتشار العنف في 30 يونيو, مرت المظاهرات بسلام نسبيا, ولم تقم السلطات بأي جهد لوقف المتظاهرين من الاحتجاج أمام القصر الرئاسي وفي ميدان التحرير, حتى أن بعض ضباط الشرطة انضموا إليهم.
من جانبه تحدث عادل, قائد في حركة تمرد, عن اجتماعه وزملائه وضباط سابقين في الجيش في أحد مطاعم القاهرة الشهيرة قبل أسبوع من المظاهرات, حيث قال "إن الضباط السابقين كانوا الجسر بيننا وبين الشرطة أو الجيش خلال التحضير ليوم 30 يونيو", والذي وعد فيه الضباط السابقين بتوفير الأمن في 30 يونيو, موضحا أنهم "قالوا لنا إننا ممنوعون من الهتاف ضد الجيش أو الشرطة, فقط ركزوا على مصر وسوف نساعدكم".
من جانبه, قال عبد الرفيع درويش, أحد الضباط المتقاعدين الذين قال منظمو المظاهرات بأنهم اجتمعوا معه, بأنه ساعد المحتجين في المجال الأمني, مضيفا "لقد حميتهم في التحرير وفي محافظات أخرى", ولكنه رفض الكشف عن كيفية قيامه بذلك.
كما أضاف أنه نصح قادة المحتجين بأن يبقوا سلميين, حيث قال "أخبرتهم بأنه لا يوجد قتال ولا سلاح, ولا عنف, كل شيء سلمى", كما أشار إلى أنه عمل حلقة وصل بين قادة المتظاهرين والمسئولين في الجيش, مضيفا أنه كان يُنظم الاجتماعات بين الجانبين, بينما رفض المتحدث باسم الجيش المصري التعليق على ذلك.
في حين أن بعض المنظمين أصَّروا على أنهم لم تكن هناك أي اتصالات بين قادة تمرد والجيش قبل الاحتجاجات, ولا من خلال قنوات غير رسمية حتى, حيث قال محمود بدر, أحد مؤسسي تمرد "أقول لك بكل وضوح, لم أتواصل سوى مع الشعب المصري".
كما نفى محمود رشدي, عقيد متقاعد قيل أنه مع تمرد في التنظيم وجمع التوقيعات, بشدة أي صلة ما بين المجموعة وقادة الجيش الحالي, فيقول "أنت تحاول أن تقنع العالم أن الجيش هو من صنع تمرد, وأنه قام بانقلاب, الشعب المصري ذكي, ولسنا أغبياء كما تعتقد".
--------------------
طالع ..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء