خمس قواعد لتسليح ثوار سوريا!
ترجمة: حسن شعيب
لأسباب
عديدة وقوية قاومت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضغوط من أجل
التدخل بشكل أكبر في الحرب الأهلية السورية, بسبب وجود تعقيد نزاع يتقاطع
فيه الديني بالعرقي والإقليمي بالدولي، فضلاً عن حقيقة أنَّ السوريين (مثل
مسيحييها) والذين يدعمون حكومة الأسد التي تسعى الولايات المتحدة إلى
إزاحتها، بينما أعداؤها ليسوا أصدقاء أمريكا بكل تأكيد.
حتى
الآن, أظهرت إدارة البيت الأبيض حذرًا وضبطًا للنفس في التعاطي مع سوريا,
وبعد النجاحات التي حققها النظام في مواجهة الثوار مؤخرًا، فينبغي عليها
تقديم بعض المساعدة للثوار من أجل الحيلولة دون تحقيق إيران وحزب الله
النصر, لكن حتى قي تلك الحالة، فإن المرء يأمل أن تحافظ على حذرها وتضع
قواعد خمسة في عين الاعتبار, وحتى إذا كانت الظروف على الأرض في سوريا
تستبعد إمكانية تحقيق نتيجة جيدة، فإنَّ اتباع الخمس قواعد لتسليح الثوار
يمكن أن تكون مفيدة وتساهم في تقليل الخسائر.
أولاً: اعرف أصدقاؤك.
تكمن
القاعدة الأولى، سياسيًا، في تحديد الأصدقاء, فعندما يعلن أوباما رسميًا
عن قيام واشنطن بتسليح الثوار، يجب أن يتضمن ذلك العبارات المهمة, إننا
نتحرك مع حلفائنا في المنطقة، أو أقرب حلفائنا في المنطقة وما وراءها, برغم
أنَّ حلفاء أمريكا في المنطقة غير فعالين، رغم كل المزايا الظاهرية.
ثانيًا: كن مستعدًا للقيام بكل العمل.
بالنظر
إلى هؤلاء الحلفاء، ينبغي على الولايات المتحدة أن تقوم بالعمل الرئيسي،
وليس بالجزء الصعب فحسب, ولذلك ينبغي ألا تكون هناك أوهام فنعتقد أن أحدًا
سيقدم لنا مساعدة كبيرة، ربما باستثناء المال الذي يمكن أن يقدمه البعض,
لكن هذا بدوره يثير مشكلة أي الأمريكيين ينبغي أن يقوم بالعمل المتمثل في
تقديم الأسلحة, وهو ما يتطلب خبراء وأشخاص يتحدثون اللغة العربية الخاصة
بالمنطقة, مثل ضباط الجيش وسلاح مشاة البحرية الذين قاموا بنجاح بالسيطرة
على المتمردين السنة في العراق.
ثالثا: لا تقدموا شيئًا قد ترغبون في استرجاعه.
ومنها
الخبرات في تحديد أي أسلحة كيماوية قد تتم مواجهتها وكيفية التعاطي معها،
إضافةً إلى تقديم أي أسلحة محمولة مضادة للطائرات والذي من المرجح أن يوجد
منها عدد كبير في سوريا، وبعضها أكثر فعالية.
رابعًا: لا تثير ردودًا عكسية من قبل قوة عظمى أخرى.
يبدو
أنَّ احتمالية وقوع تصعيد جذري, لابد من عدم القيام بأي شيء، ولا حتى
تقديم أصغر الأسلحة الصغيرة، بدون جهد جدي وحقيقي للتوصل إلى نوع من
التفاهم مع روسيا، التي لا يمثل الأسد بالنسبة لها حليفًا من بين مجموعة من
الحلفاء، وإنما حليفها العسكري الوحيد الموجود في الوقت الراهن.
فبعد
أن تعرّضت للخداع بخصوص ليبيا، التي تَمّ فيها تحويل منطقة حظر جوي بشكل
غير قانوني إلى منطقة حرب، سيرغب الروس في تعويض ذلك في سوريا إذا ما
قرّروا التعاون أصلاً، ومن ذلك استمرار الأسد في لعب دور، ولو كان صغيرًا,
لكن مقابل الإبقاء على الأسد، سيتعين على الروس تأمين المقابل الضروري
بالنسبة لواشنطن: قطيعة واضحة ونهائية مع إيران وحزب الله.
خامسًا: حددوا بعض القواعد لـنهاية اللعبة.
تعكس
هذه القاعدة الخامسة والأخيرة تجربة قاسية, فإذا ما انهار النظام، من
الضروري التمييز جيدًا بين الحكومة التي ينبغي أن تطهر والدولة التي يجب
الحفاظ عليها, وهذا يشمل مؤسسات الجيش والشرطة، إضافة إلى وزارة الزراعة
وغيرها, حيث صعد إلى سدة الحكم, خلال عهد الأسد وأبيه, البعثيين والعلويين
والمسيحيين والدروز والإسماعيليين في البيروقراطية السورية.
في
الواقع, يشير الحال في سوريا في الوقت الحالي إلى إمكانية تفكك البلاد إلى
دويلات عرقية بعد الأسد؛ غير أنه إذا حلت أجهزة الدولة، فإنَّ الفوضى التي
ستعقب ذلك ستكون مروعة بشكل خاص وعنيفة على نحو لا يمكن السيطرة عليه، مع
الكثير من العواقب الكارثية بالنسبة للجميع.
من المؤكد أن آخر ما يحتاجه الشرق الأوسط هو صومال آخر..
------------------
طالع ..المصدر
تعليقات