هجوم ووليتش.. تصاعد العداء للمسلمين!
ترجمة: حسن شعيب
سريعًا
أخذ العنف والخوف يتحرك, وكانت حركته أسرع في عصر تويتر والتحديثات
والأخبار المتداولة على مدار 24 ساعة, في يوم 22 مايو الساعة الثانية ظهرا،
تلقت الشرطة مكالمة حول وقوع حادثة في مدينة ووليتش، جنوب شرق لندن, حيث
تعرض الجندي لي ريجبي، 25 سنة، للدهس من قبل السيارة حتى الموت أمام الناس
الذين أصيبوا بالرعب.
مايكل
اديببولجو, أحد القتلة المتهمين ربط الهجوم بالتواجد العسكري البريطاني في
الدول الإسلامية, حيث قال "علينا أن نقاتلهم كما يقاتلوننا، السن بالسن
والعين بالعين", وقد التقط الفيديو بواسطة أحد المشاهدين, وتم تداوله سريعا
بواسطة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.
وفي
مساء هذا اليوم, حوالي الساعة السابعة والربع, رمى رجل يقال بأنَّه كان
مسلحًا بسكين، عبوة حارقة على مسجد صغير في برينتري، مدينة للتسوق, كما
كسرت نافذة مسجد آخر في مدينة جيلينغهام وألحق الضرر بخزانة الكتب ونسخ من
القرآن في حوالي الساعة التاسعة مساءً.
أمَّا
رابطة الدفاع الإنجليزي, جماعة متطرفة من اليمين, فقد نظَّمت مظاهرة ضد
الإسلام واشتبكوا مع الشرطة؛ حيث قال تومي روبنسون, زعيم الرابطة: "نحن في
حالة حرب، وما لم تسمِّ العدو فلن تفوز بتلك الحرب, العدو هو الإسلام", كما
دعا الحزب القومي البريطاني, من أقصى اليمين المتطرف, إلى التظاهر ضد
"العدو الشرير والقاسي داخل الوطن".
في
الواقع, منذ انتشار الأخبار حول حادثة ووليتش، تصاعدت التوترات في
بريطانيا إلى أعلى مستوياتها؛ حيث ضاعفت سكوتلاند يارد أعداد الضباط, كما
تساءل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعية عن بعض الحوادث مثل الهبوط
الاضطراري لطائرة الخطوط الجوية البريطانية في مطار هيثرو مؤخرًا اذا كان
مرتبطاً بالإرهاب، برغم أن الخطوط الجوية البريطانية قالت إنَّ السبب هو
عطل فني تسبب في الحادث.
يبدو
أنّ هناك بعض التفاصيل غير واضحة حتى الآن حول أي من هذه الحوادث، ولكن من
السهل, بعد حادثة ووليتش، تخمين وجود روابط في الوقت الذي قد لا يكون فيه
هناك أي شيء, كما كان هناك تصاعدًا في أعمال عدوانية, حيث سجل 72 حادثة
تبلغ عن الإسلاموفوبيا, في حين أنَّها كانت لا تزيد عادة عن ثلاث أو أربع
حالات.
لقد
بدأ مسلمو بريطانيا يشعرون "بخوف مستوطن حقيقي الآن", حيث يقول فياز
المغول، منسق أخبار في الخط الساخن: "إنَّ المسلمين يشعرون بخوف من تعرُّض
مؤسساتهم مثل المساجد والمراكز الإسلامية لهجوم محتمل, ولديهم شعور بأنَّ
شيئًا سيئًا قد يحدث للأسف".
من
جانبه, كتب بروكس نيومارك، نائب برينتري، "أن التوتر واضح في أوساط
المجتمع المسلم في بلدتنا, حيث أدانوا كليًا حادثة ووليتش, مؤكدين أنَّ
الرجلين اللذين نفذَا الهجوم لا يمثلون الإسلام الذي يؤمنون به ويعرفونه",
مضيفًا: "لكنهم يتساءلون عما إذا كان باستطاعتهم القيام بشيء لتضميد الجروح
التي لم يتسببوا فيها".
كما
أشار نيومارك إلى المجتمع المسلم في برينتري، متسائلاً: "إنهم يندمجون
بشكل جيد, فهم أصحاب محلات تجارية ومطاعم, كما أنهم أعضاء محترمون في
مجتمعنا, لذا كيف يمكن تصور الربط بين حادثة ووليتش قام بها شخصين مع
المجتمع المسلم الصغير المسالم في بلدتنا؟"
بعد
مثل هذا الحادث, من الطبيعي أنه سيتم طرح أسئلة حول ما يمكن اتخاذه من
خطوات إضافية للحفاظ على الأمن في البلاد" هكذا علق رئيس الوزراء البريطاني
ديفيد كاميرون, مضيفا "أنه سيتأكد من الإجابة على الأسئلة التي ستُطرح
ولكنه ليس مؤيدا لردود الفعل غير المحسوبة, وقد استجابت الشرطة مع تشديد
الإجراءات الأمنية, مؤكدا "إن أحد أفضل الطرق لهزيمة الإرهاب هو مواصلة
حياتنا العادية، وهذا ما ينبغي علينا فعله جميعا".
حتى
نايجل فرج، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، والذي يُغذى شعبيته على جزء
كبير من السياسات المناهضة للهجرة قدم أيضا بيانا جاء فيه"أتمنى وأعتقد
أن هذا هو حادث معزول وأدعو إلى الهدوء بين جميع مجتمعاتنا", مشيرا إلى أنه
رفض القول بأن خطابات حزبه تحمل مخاطر بتغذية العمليات العدائية وراء
الهجمات التي استهدفت المساجد واحتجاجات اليمين المتطرف.
كما
أضاف أن المؤسسة البريطانية فشلت في الحد من نفوذ الدعاة المتشددين,
متوقعا مزيد من الاضطرابات من اليمين المتطرف في بريطانيا خلال عطلة نهاية
الأسبوع القادم".
---------------------
طالع.. المصدر
تعليقات