سيناء.. بعد تحرير الجنود هل تنتهي الفوضى؟


ترجمة: حسن شعيب 
صحيحٌ أنَّ عملية تحرير سبعة جنود مصريين تستحق الإشادة لِمَا بذلته القيادة الأمنية والسياسية في مصر بعد اختطافهم على مدى أسبوع كامل؛ لأنَّها كانت بمثابة اختبار صعب استطاعت هذه القيادة اجتيازه ببراعة.
بيد أنَّ عمليات الاختطاف لن تتوقف طالما أنَّه لم تُوضع خطة جيدة للقضاء على الفوضى في سيناء بسبب تدهور الوضع الأمني, فهل تتمكن السلطة في عهد محمد مرسي أن تضع حدًّا وتسطِّر نهايةً للفوضى في هذه المنطقة.
بلا شك أنَّ الإفراج عن الجنود المصريين حظي باهتمام بالغ في الصحافة الغربية؛ حيث وُصف بأنه انتصار كبير للرئيس المصري محمد مرسي, من الممكن أن يساعده على تخفيف حدة الانتقادات التي تواجه نظامه وحكومته ويزيد من شعبيته التي صادفت تدهورًا كبيرًا خلال الأيام الماضية.
من جانبها أشارت  صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى "أنَّ الإفراج عن الجنود المختطفين في شبه جزيرة سيناء حقق انتصارًا كبيرًا لأول رئيس إسلامي في مصر بعد أشهر من انتقاد حكومته", مضيفة "برغم انتهاء عملية الاحتجاز التي استمرت أسبوعًا، إلا أنَّ حكومة الرئيس مرسي لم تحل قضية الانفلات الأمني المتنامي في سيناء، وأثارت الأسئلة حول كيفية التفاوض على إطلاق سراح المجندين، وما إذا كان سيتم ملاحقة المختطفين أم لا".
كما قالت الصحيفة الأمريكية: "إنَّ إطلاق سراح الجنود المصريين المختطفين جاء نتيجة الاستعداد الأمني الكبير واستعراض هائل للقوة من قبل الجيش المصري في شمال سيناء", موضحة "أنَّ تعزيزات من الجيش والشرطة مدعومة بمركبات مدرعة ومروحيات كانت قد تحركت إلى داخل شمال سيناء في استعراض للقوة وانتشرت بشكل مكثف في المحافظة".
أما صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية فقد قالت: "إنَّ الإفراج عن الجنود جلب انتصارًا سياسيًا للرئيس مرسي" مشيرة إلى أنَّ "الجنود المختطفين عادوا  سالمين بعد نشر قوات عسكرية ضخمة في شبه الجزيرة التي ينعدم فيها القانون، وقد استقبل محمد مرسي الجنود في المطار العسكري بالقاهرة، وتعهد بمواصلة الحملة الأمنية في سيناء".
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد سلّطت الضوء على إدارة الأزمة واصفة عملية تحرير الجنود المصريين في بإدارة حرب حقيقية", مشيرة إلى "أنَّه في أعقاب تحرير الرهائن، مازالت هناك مطالب في مصر، بعدم التسرع بإخراج القوات من سيناء، حيث ناشد بعض المسئولين رفيعو المستوى النظام المصري الحالي بعدم سحب الجيش المصري من شبه جزيرة سيناء".
بينما سلطت صحيفة ستار الكندية على المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي واصفة إياهم بالفاشيين والمتعصبين, في إشارة إلى موجة الاتهامات والانتقادات التي يتعرض لها الرئيس المصري محمد مرسى والإسلاميين في مصر", حيث قالت: "إنَّ معظم العلمانيين المعارضين لحكم محمد مرسي ليسوا متحررين؛ فبعضهم فاشيون ومتعصبون ضد وجهات النظر التي لا تتبنى أفكارهم، كما أنهم يتخذون الاضطرابات كذريعة لترسيخ الحكم الاستبدادي ضد الإسلاميين".
كما أرسلت الصحيفة الكندية رسالة قوية للمعارضة المصرية قالت فيها: "إنَّ مشاهد الفوضى التي تحدث بمصر طبيعية للغاية بل ومتوقعة؛ ولا سيما أثناء عملية التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في أي بلد من بلاد العالم, كما ناشدت المعارضة إلى التوقف عن الانتقاد اللاذع للسلطة المنتخبة ديمقراطيًا دون سبب حقيقي".
قد تكون عملية تحرير الجنود كُلِّلت بالنجاح, لكنه سلط الضوء على الأوضاع السيئة في سيناء وحجم الخطر الذي أصبحت تمثله, حيث تحولت شبه الجزيرة ملاذًا للإرهابيين من خارج سيناء, لذلك فقد كان من الضروري ما أعلنه الرئيس المصري محمد مرسي في مواصلة الحملة الشرسة ضد الفوضى ومن أجل استتباب الأمن في سيناء.
بات الوقت الراهن مثالي أمام النظام المصري الحالي لاستغلال زخم هذا الانتصار السياسي من أجل استكمال المواجهة لاستئصال كل بؤر الفوضى في سيناء دون توقف, ومحاسبة المجرمين وكل من يخالف القانون, كما صرح الرئيس المصري خلال المؤتمر الصحفي لإعلان تحرير الجنود, وألا ننتظر حتى تهدأ الهالة الشعبية حوله, أو يُختطف مصريون من جديد.
---------------
طالع .. المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء