هل أسلم ولي العهد البريطاني؟

ترجمة: حسن شعيب

لا شكَّ أن القصة الأخيرة عن محاولة الأمير تشارلز تعلم اللغة العربية لكي يقوم بإجراء دراسة أعمق عن القرءان خلقت مزيدًا من البلبلة والكثير من الهرج والمرج في وسائل الإعلام البريطاني؛ حيث أثارت القصة شائعات مرة أخرى عن اعتناق وريث العرش البريطاني الإسلام. 
منذ عقد من الزمان، تناثرت إشاعات من دعاة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة أن الأمير تشارلز قد يكون بالفعل تحوَّل إلى الإسلام, حيث دنا الأمير تشارلز من الإسلام لما يحتويه من مجموعة تعاليم روحية, حيث يقول: "إن العالم الإسلامي هو حارس أحد أعظم الكنوز الغنية بالحكمة والمعرفة الروحية التي وُضعت رهن إشارة البشرية".
كما عُرف عن ولي العهد البريطاني اهتمامه بالفن الإسلامي وتشجيعه للحوار بين الأديان، وربما هذا ما قاده إلى تعلم اللغة العربية, حيث نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن أحد مساعدي الأمير تشارلز أنَّه كان يتلقى دروسًا في اللغة العربية منذ ما يزيد عن ستة أشهر, وأن تعلمه العربية نتيجة منطقية لاهتمامه منذ زمن طويل بالفن الإسلامي الكلاسيكي وحماسته في تشجيع الحوار بين الأديان.
يبدو أنَّ الكثير من عوامل انجذاب تشارلز نحو الإسلام تأتي في الواقع من نفاذ بصيرة القرءان التي تُعرِّف الكون والطبيعة, حيث أبدى الأمير تشارلز كثيرًا من قبل اهتمامه العميق بالأزمات البيئية على الكوكب, ويرى أن هذه الأزمات لا ترتبط فقط بالعلم ولكنه يتعلق كذلك بالدين.
جدير بالإشارة أنَّ الأمير تشارلز دعا إلى تفعيل القيم الدينية خاصة في مجال حماية البيئة, كما ناشد العالم في خطاب تحت عنوان "الإسلام والبيئة" بالاقتداء بالتعاليم الإسلامية، في إطار الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة؛ لأنَّ تدمير البيئة من قِبل الإنسان يتنافَى والتعاليم الدينية، خاصة في الإسلام، مضيفًا أنَّ العالم يواجه الكثير من المشكلات ذات الصلة بالبيئة والتغير المناخي", مشيرًا إلى "أنَّ الممارسات التي أدَّت إلى تدهور البيئة تتجاهل التعاليم الروحية، مثل تلك التي جاءت في الإسلام".
كما أضاف من قبل "القرآن يقدم رؤية متكاملة للكون؛ حيث الدين والعلم والروح والجوهر تتضافر مكتملة لتشكِّل جزءًا لا يتجزأ من وعي حي واحد»، مؤكدًا أنَّه، انطلاقًا من هذا الأمر، يبقى الإنسان المسئول على ضمان الحفاظ على الطبيعة".
بيد أنَّ تصريحاته السالفة الذكر أثارت حفيظة الكثير من وسائل الإعلام البريطانية لدرجة أنَّ بعض المعلقين قالوا إنه اعتنق الإسلام لكنه يُخفي هذا الأمر, أو أنَّه ببساطة مختل؛ فليس لشخص أوروبي غير مسلم أن يمتدح تعاليم الإسلام ويتحدث عنه إيجابيًا ما لم يكن هناك شيء خفي خطأ في أعماقه، على حدّ زعمهم.
في ذات السياق قالت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية في مقال تحت عنوان"دروس سرية لولي العهد لتعلم اللغة العربية:  "إن الأمير تشارلز تلقى دروسًا على مدار 6 أشهر لتعلم اللغة العربية بسبب ولعه بالفن والثقافة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط", بينما أردفت صحيفة الاندبندنت البريطانية قائلة: "إن هناك إقبالاً على تعلم اللغة العربية في بريطانيا ومن بين الأسباب التي دفعت إلى ذلك، توجه البريطانيين إلى دول الخليج الغنية للعمل فيها حيث يتقاضون دخلاً ضخمًا، وفي المقابل لا توجد ضرائب".
"المسلمين في قصر باكنجهام", هذا العنوان الذي نشر في وكالة يونايتد برس انترناشونال الإخبارية الأمريكية في 1986، أثار لغطًا واسعًا في أنحاء المملكة المتحدة البريطانية حيث أفادت بأنَّها "اكتشف في الآونة الأخيرة أنَّ الوريث المحتمل للعرش البريطاني يدرس القرآن".
لا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نتمنَّى للأمير تشارلز ولي العهد البريطاني التوفيق في تعلم اللغة العربية حتى يتمكن من التبحر بعمق في الآيات القرآنية وربما قد تفضي به إلى خيري الدنيا والآخرة ويدخل الدين الإسلامي.

----------------------
طالع. المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء