تدمير إسرائيل دون قذيفة واحدة!

ترجمة: حسن شعيب
تنبه رجل الأعمال والدبلوماسي الأمريكي دانيال أبراهام إلى الكتلة السكانية على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل بما فيها الأراضي التي يقيم عليها الكيان الصهيوني دولته, وأرسل خلال هذا المقال المنشور في جريدة "هآرتس" الإسرائيلية, تحذيرًا إلى الكيان الصهيوني بأنه مهدد بالزوال بسبب زيادة معدل السكان الفلسطينيين أكثر من معدل الإسرائيليين, وهذه ترجمة المقال:

دون شك, إسرائيل بحاجة إلى قيام الدولة الفلسطينية أكثر من الفلسطينيين، بدون ذلك لن تتمكن هذه الدولة من الاستمرار كدولة يهودية وديمقراطية، أما إذا لم تتوصل إسرائيل قريبًا إلى حل قيام دولتين، فسوف تختفي إسرائيل في القريب العاجل، وسيكون ذلك بسبب خطأنا، فلا يوجد هناك أكثر خطرًا بالنسبة لي من بقاء إسرائيل على قيد الحياة.
من جانبه, خلص سيرجيو ديلابيرغولا، أستاذ الدراسات السكانية في الجامعة العبرية ورائد في التركيبة السكانية الإسرائيلية واليهودية, لاستنتاج عدم وجود غالبية يهودية في المناطق التي تتضمن، الأراضي المحتلة, الضفة الغربية وقطاع غزة (في الوقت التي كانت تسيطر فيه إسرائيل على المجالين الجوي والبحري لغزة).
وفقًا لتنبؤات ديلابيرغولا, فإنَّ معدل مواليد الفلسطينيين تفوق معدل مواليد الإسرائيليين، مما يعني أنَّ الغالبية العربية بين البحر المتوسط ونهر الأردن ستصبح بصورة تدريجية أكثر فأكثر بشكل بارز، فهل يمكن لإسرائيل أن تبقى كدولة يهودية عندما يصبح اليهود أقلية؟
وقد أثرت هذا المسألة مع عدد من المسئولين الإسرائيليين, الذين حاولوا التأكيد بشكل مكرر أن النمو السريع للسكان الفلسطينيين يهدّد وجود إسرائيل، حيث أوضح أحدهم قائلاً: "لا يوجد في إسرائيل من له الحق في أن يقبل إلحاق أو ضم أي جزء من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، لذا فإنَّ تلك الأرقام والتوقعات ليست حقيقة".
إذا لم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى اتفاقية مع الفلسطينيين، فإنَّ المستقبل يصبح واضحًا، حيث يأتي اليوم الذي تضطر فيه إسرائيل بسبب تفوق أعداد الفلسطينيين، إلى منحهم حق التصويت، وعندما يضم البرلمان الإسرائيلي غالبية من الأعضاء الفلسطينيين، ربما من الممكن أن يكون أول مشروع قانون سيحظى بالموافقة هو تغيير اسم إسرائيل إلى دولة فلسطين، والذي يعكس بالضرورة الخلفية الثقافية والسياسية لغالبية المواطنين، أما مشروع القانون الثاني فسيكون انعكاسًا لقانون العودة، وبموجب هذا القانون سيتمكن أبناء اللاجئين الفلسطينيين الأصليين من العودة إلى فلسطين, وتزول إسرائيل التي نعرفها من الوجود.
لكن كل هذه الأمور يمكن تفاديها، فأبو مازن والسلطة الفلسطينية تريد التوصل إلى اتفاقية مع إسرائيل، وبينما يرفض معظم الإسرائيليين الاعتراف بهذا، إلا أنني خلال أكثر من خمسين لقاء مع أبو مازن, استنتجت بأنَّ ما يريده الفلسطينيون هو إقامة دولة خاصة بهم، جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
في الشهر الماضي، أظهرت نتائج استطلاع الآراء العامة في إسرائيل أنَّ من 70 % إلى  80% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقية السلام, التي تتضمن إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وفق حدود عام 1967 مع تبادل الأراضي، إلى جانب حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ضمن الدولة الفلسطينية، تبادل الأراضي سيسمح بضمّ مستوطنات كبيرة، التي يقطنها غالبية إسرائيلية ضمن الحدود الجديدة لإسرائيل والمعترف بها دوليا، وبذلك يمكن الاستغناء عن ترحيلهم.
لكن بقدر ما ترغب السلطة الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة، إلا أنَّهم في الوقت الحالي جزء من العدد المتناقص من الفلسطينيين الذين يؤمنون بحل قيام دولتين جنبًا إلى جنب، فإذا لم تتعامل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية وساعدتهم في إنشاء دولتهم، فإن الفلسطينيين سرعان ما سيكفون عن السعي لإقامة الدولة، وسيفضلون البقاء بدون دولة، وببساطة سينتظرون تزايد إعدادهم، وهذا هو بالضبط الذي سيعرض الدولة العبرية للفناء وعدم البقاء على الحياة وأنها لن تستمر وستنتهي دون إطلاق قذيفة واحدة.
دانيال أبراهام*: رجل أعمال أمريكي رائد ومؤسس مركز السلام في الشرق الأوسط في واشنطن, وقد شارك لأكثر من عقدين في الدبلوماسية الخاصة من أجل وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي.
-----------------------------


.طالع..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء